إعلان

بالفيديو والصور- صدفة بحجم البطيخة في السويس.. تحمل سر الطاقة والحيوية للإنسان

12:51 م الأحد 10 مارس 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

تتمتع البيئة البحرية بخليج السويس بتنوع بحري مذهل، نتيجة هجرة الأسماك وبعض أنواع القشريات والمفصليات، والمحار والأصداف، إليها.

ومع هذه الهجرة للكائنات البحرية تظهر وسطها في خليج السويس صدفة "البُوصر" أو البُصر كما يعرفه أهل السويس والملفتة للنظر بسبب حجمها الكبير وما تحتويه من مواد غذائية عالية القيمة للإنسان.

البُصر صدفة كبيرة تزيد عن حجم كفيك، يتجاوز وزن بعضها 7 كيلو، وهي طعام شهي غني بالبروتين والفسفور يفوق الأنواع الأخرى من المحار والأصداف في قيمته الغذائية، وتفوح منها رائحة البحر التي تنعش من يمر عليها وهي طازجة، وتبعث الحرارة في أجساد من يأكلها لتمده بالسعرات الحرارية المطلوبة لإبقاء أجسادهم دافئة في ليالي الشتاء.

صيد الأعماق

" ليها صيادين عارفين يجيبوها ازاي، وبتخرج من الأعماق في رأس البحر والزعفرانة" يحكي هشام سمير صياد هاوي وناشط بيئي عن صدفة البُصر الكبيرة، يقول إنها تعيش في الأعماق قرب الشعاب المرجانية، تكون شبه مستقرة في القاع، فتحة الصدفة لأعلى، وهي عكس أغلب المحارات التي تكون قرب الشاطئ وأسفل الصخور.

حواف حادة

أضاف هشام سمير في تصريحات لموقع "مصراوي" أن صيد البٌصر ليس سهلا، هي تحتاج إلى صياد ماهر وخبير، حتى لا يعرض نفسه للخطر.

"الصدفة كبيرة ومستقرة في القاع لكن لها حواف حادة للغاية تمسك بها فرائسها" يؤكد صائد البحر أن الطريقة الأفضل للتعامل معها هي امساكها من الأسفل، بأن يضع الصياد يده في الرمل ويرفعها، مع وضع يده الأخرى جانب الصدفة، ليتلاشى أن تصل أصابعه إلى نقطة إلتقاء الحواف.

يشير هشام إلى ان بعض الهواة حين يرون الصدفة بحجمها في القاع، يقدمون عليها ويحاولون امساكها من قفل الصدفة، وهو الخطر بعينه، وضع الأصابع داخلها والإمساك بها يمكن أن يلحق ضرر بالغ يصل إلى بتر الأصابع.

التوازن محفوظ

ينتمي المخلوق البحري إلى فصيلة الرخويات ثنائي الصدفة، ويحمل كم كبير من اللحم مقارنة بالأصداف والمحارات الأخرى، يتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات مثل الكابوريا والجمبري.

"صيد البصر لا يمثل خطورة على البيئة البحرية ولا يحدث خلل بالتوازن البيئي" تقول انتصار حجازي المدير السابق لإدارة الإعلام والتوعية والتدريب بالإدارة المركزية لجهاز شئون البيئة بفرع القناة وسيناء، وتضيف أن خروج الصدفة بالكامل لا يؤثر على أي حيوان أخر، لان البُصر لا يوجد على قائمة السلسلة الغذائية للأسماك والحيوانات البحرية الأخرى.

وأوضحت انتصار حجازي، أن البصر ينتشر بالبحر الأحمر، ويعيش بكيمات كبيرة في منطقة خليج السويس خاصة بالمناطق الصخرية، ويزداد حجم الصدفة كلما اتجهنا جنوبا.

وتعتبر الصدفة بمثابة جسم الحيوان الرخوي، وبدونها لا يمكنه الحياة، ورغم ذلك إعادة الصدفة للمياه بعد صيده وإخراج الحيوان منها غير مفيدة، لذلك لا ضرر من استخدامها زينة أو في أعمال الديكور.

صاحية وفيها ريحة البحر

داخل حلقة السمك وقف شاب صغير وأمامه منضدة من الخشب، وضع عليها أصداف البصر فوق بعضها كبيرة الحجم مستديرة مثل البطيخ، يرصها تتوسط واحدة كل اثنين، ومن خلفه أصداف فارغة، دلالة على بيع الكثير منها، ومصدر ينثر رائحة البحر على المارة في الشارع الأخير بالحلقة، يجذبهم ليشتروها.

"بتيجي من السخنة، الصيادين يغوصوا يجيبوه من تحت، عند منطقة الملفات" يقول سيد عبدالله بائع البُصر بالحلقة، ويضيف أن البصر يظل حيا بعد خروجه من المياه مدة 3 أيام في الشتاء، ويومين في الصيف مع رشها بالمياه حتى لا يموت الحيوان داخلها بسبب الجفاف.

لحم طازج

ونشر موقع مصراوي بث مباشر من حلقة السمك، عرض خلاله بائع البصر كيفية فتحها وتنظيفها حيث يمسك سيد بسكين مدببة، غير حادة يدخلها في الصدفة، يبدأ في إزاحة اللحم الطازج من الصدفة، طالما الحيوان الرخوي حي يظل ملتصق بقوة في الصدفة، وبعد الفصل يمكنه فتح الصدفة بسهولة، ثم ينزع منه البطن ليصبح قطعة لحم طرية بيضاء اللون.

وأوضح سيد أن هناك طرق متعددة لطهي البُصر، إعداد طبق شوربة خاصة أنها ذات طعم قوي وغنية بالبروتين والفسفور وتضاف إلى أطباق السي فود، أو تسلق وتسوى مع الخضار بعد ذلك في طاجن، او مدفونة في الأرز.

زينة وديكور

ويباع محار البصر بالواحدة بمتوسط سعر 40 جنيها للصغيرة، و80 جنيها للكبيرة والتي تعطي نحو كيلو من اللحم الصافي، بينما الصدفة الخالية بعد استخراج اللحم فتباع بسعر 20 جنيها، وبعد تنظيفها يمكن استخدامها كوعاء أو طبق يستخدم قطعة ديكور أو " طفاية" نظرا لشكل المحارة وألوانها المتميزة من الداخل.

كما يدخل صفد البُصر في صناعة الحلي، وتقطع تقطيعها وتستخدم للتزيين، وتباع في خان الخليجي بعد إعادة تشكيلها.

فيديو قد يعجبك: