إعلان

قصة بطل في أكتوبر| المجاهد سليمان العرادي.. اعتقله العدو لإخفاء سرية مصرية

12:08 م الجمعة 04 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد:

بطولات وتضحيات، تحتاج إلى مجلدات، تلك التي قدمها أبناء مصر، خاصة في شبه جزيرة سيناء، إبان فترة احتلال العدو الصهيوني لها، والتي طالت التضحية بالنفس والمال معًا، في ملحمة وطنية، رسمت على صفحات التاريخ بحروف من نور أمجاد وطن ضارب بجذوره في أعماق التاريخ.

ويستعرض "مصراوي" جانبًا من بطولات المصريين في أرض الفيروز، قبل وأثناء حرب أكتوبر المجيدة، لتكون نبراسًا ومشعلًا يضيء الطريق للأجيال التي لم تعاصر تلك الحقبة، وتكون بذرة تغرس في أرض الانتماء لهذا البلد.

سليمان حامد مسلم العرادي، أحد أبناء قبيلة الترابين بمدينة رأس سدر التابعة لمحافظة جنوب سيناء، أحد المجاهدين الذين كان لهم دورًا بطوليًا في حرب أكتوبر المجيدة.

ولد المجاهد سليمان حامد مسلم العرادى عام ١٩٤٥ وتوفي عام ١٩٩٢ عن عمر ناهز ٤٧ عامًا، وحصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير عام ١٩٨٠، كما حصل على العديد من الدروع باعتباره أحد أهم مجاهدي سيناء، كما حصل على نياشين وميداليات تقديرًا لمجهوداته في حرب تحرير سيناء.

وترك الشيخ المجاهد لأولاده الـ10، بناته الـ5، ثروة لا تقدر بثمن، من التاريخ الناصع والبطولة المشرفة، سطرها في سيناء، منذ احتلالها سنة النكسة، وحتى تحريرها في أكتوبر المجيد.

"مصراوي" التقى بيوسف سليمان حامد العرادى، أحد أبناء المجاهد الراحل في الذكرى الـ46 لانتصارات أكتوبر المجيدة، والذى قال إنه يفتخر بكونه ابن الشيخ سليمان، أحد المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عودة هذا الجزء الغالي على نفوس جميع المصريين وليس القبائل البدوية فقط.

وتابع: "والدي كان يعمل قاضيًا عرفيًا ويفصل بين الناس دون أجر، بل أحيانًا كان يدفع من ماله الخاص لإنهاء الخصومة، فقد كان الخير بداخله على الرغم من صغر سنة في ذلك الوقت، وانضم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية عقب نكسة 67 بناء على طلبه ورغبته، كما قال لنا، نظرًا لغيرته الشديدة على أرض سيناء ورغبته في تحريرها من قبضة المغتصب الصهيوني.

وأوضح أن والده أكد لهم أنه انضم للقوات المسلحة والمخابرات المصرية، وهو يعرف تمامًا أنه من الممكن أن يعتقل أو يفقد حياته في أي وقت، لكنه كان يرى أن أرض الوطن أهم بكثير، وتحريرها لن يكون إلا بدماء أبنائها.

وقال نجل المجاهد، "كانت مهمة والدي في بداية انضمامه للجيش المصري هي نقل معلومات عن العدو الصهيوني وتسهيل دخول عناصر من القوات المسلحة لخلف خطوط العدو وتأمين طريق عودتهم بحكم معرفته الجيدة بالدروب الجبلية، وجرى تدريبه تحت قيادة قوات الاستطلاع لكي يعرف التعامل مع العدو بثبات دون أن يكشفه ورصد المواقع العسكرية الصحيحة للعدو والإبلاغ عنها.

وأضاف أنه كان يقوم أيضًا بتدريب عناصر من القوات المسلحة على اللهجة البدوية وكيفية لبس الملابس البدوية وممارسة الحياة البدوية بشكل طبيعي.

وعن أشهر القصص البطولية التي قام بها والده قال يوسف أنه نجح في إخفاء سرية كاملة من العدو وسط الجبال لمدة شهرين وقام بتهريبهم بمعاونة آخرين، وبعدها ألقى العدو القبض عليه بتهمة إيواء وتهريب ضباط وجنود مصريين، وجرى اعتقاله في بلاد العدو لمدة ٦ أشهر، لم يحصلوا فيها علة معلومة واحدة منه، رغم تعذيبه، وعاد إلى مصر في صفقة لتبادل الأسرى.

"والدي عاد بملامح وجه تغيرت من كثرة التعذيب في فترة الاعتقال"، يصف الابن حال والده وقت عودته من الأسر.

وأضاف "والدي حصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات وحصل على عدد من الدروع ونياشين وميداليات تقديرًا لمجهوداته في حرب تحرير سيناء.

وأكد يوسف نجل المجاهد، أن بدو سيناء لا يهابون الموت من أجل الوطن، وأبناء المجاهدين يسيرون على نفس الدرب والنهج في تربية الأبناء على التضحية والفداء من أجل الوطن، وخلف القوات المسلحة في تنمية سيناء.

وناشد الشعب المصري قائلا "قدروا قيمة الجندي المصري وادعوا ربنا أن يسدد خطاه الجيش للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره.

فيديو قد يعجبك: