إعلان

سينما العيد.. نزهة أبناء الريف في أسيوط.. "كان ياما كان"

04:47 م السبت 26 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسيوط - أسامة صديق:

تمر الأيام سريعًا، مُحملة بذكريات أصبح تكرارها ضربًا من المستحيل للجيل الحالي من الشباب بمحافظة أسيوط، مثل ارتباط العيد بـ"الفن السابع"، ذلك الفن الذي غادر محافظة أسيوط نهائيًا، بعد أن هدمت دور السينما وتحولت إلى مجمعات تجارية "مولات" وأبراج سكنية، لا سيما بعد وصول قيمة الشقة السكنية إلى مليون جنيه.

فالسينما تعّد لونًا مهمًا من ألوان الفنون التي تمثل مرآة للمجتمع تعكس عاداته وتقاليده، وتشكل وجدانه في ربوع مصر، ذلك الدور الذي وضح إبان الملاحم التاريخية للشعب المصري، ومنها الصمود في العدوان الثلاثي وحرب 1973 المجيدة.

سامي زاخر، موظف، 41 عامًا، ومقيم بقرية ريفا التابعة لمركز أسيوط، يقول: "كانت مدينة أسيوط تضم بين جنباتها سينما "خشبة" الصيفي، وتعرض 4 أفلام متتالية في عرض واحد بنحو جنيه أو اثنين فقط، غير أنها جرى هدمها بشكل كامل.

وأضاف أن تجار العقارات، لم يبالوا بأنهم كانوا يهدمون تاريخًا وذكريات لكل شخص دخل "خشبة الصيفي"، أو السينما الشتوي التي تحولت إلى سينما رينسانس فيما بعد.

أما محمد فوزي، 22 عامًا، فقال: "كنا على مدار الأعوام العشر الماضية نَعتبر دخول سينما رينسانس من أهم مظاهر العيد، وكنا نشعر أننا لسنا في معزل عما يتم عرضه بباقي المحافظات، إلا أن أصحاب السينما أصروا على هدمها ليعلنوا بدورهم القضاء على ما تبقى لنا من منافذ للترويح عن أنفسنا".

من جانبه، طالب ضياء مكاوي، مدير عام الثقافة بمحافظة أسيوط، لـ"مصراوي"، بتشغيل المسرح الصيفي الموجود بقصر ثقافة أسيوط كمتنفس لأهالي أسيوط، مع إعادة تفعيل فكرة تشغيل نادي السينما، وطالب كذلك بإعادة تشغيل نادي السينما المتوقف فنيًا من القاهرة، حتى يستمتع "الأسايطة" بالفن السابع كسائر المحافظات.

وأوضح، أن مبنى قصر ثقافة أسيوط به قاعة تتسع لـ 450 فردًا للعرض السينمائي، ولكن ينقصها شاشات العرض والأجهزة، وناشد وزارة الثقافة ومحافظ أسيوط دعمها وتشغيل قاعتيها الصيفية والشتوية، لتكون بديلاً لأبناء المحافظة عن الدور السينمائية المغلقة.

يذكر أن محيط سينما "رينسانس أسيوط" شهد في أبريل من العام الماضي، وقفة لبعض فناني ومثقفي مصر، احتجاجًا على البدء في بيعها تمهيدًا لهدمها وتحويلها إلى مول تجاري.

وصرح اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، آنذاك، أن سينما رينسانس ستستمر في العمل، وكل ما يثار حول بيعها لا صحة له، وأنه في حال وجود نوايا "خبيثة" لبيعها، فإننا كجهاز تنفيذي سنتصدى له ولن نغير نشاطها.

وأضاف أنه خلال تفقده لمبنى السينما، حينها: "أؤكد لكل محبي الفنون وأبناء القطاع الثقافي والمواطن المتلقي لهذا النوع من الثقافة في اسيوط خصوصًا ومصر عامة، أننا لن نسمح على الإطلاق بأن تتحول هذه السينما العظيمة التي أنشئت في أربعينيات القرن الماضي، وأقامت فيها السيدة أم كلثوم حفلاً، لأي نشاط آخر حتى لو نشاط ثقافي غير نشاط السينما".

وأشار المحافظ السابق إلى أن أسيوط حريصة على أن يكون لديها مثل هذا المكان لإتاحة الفرصة لعرض كل جديد في مجال السينما وأيضا كملتقى ثقافي لأبناء المحافظة، لافتًا إلى أن أسيوط ولادة ولديها مثقفون وأدباء ورجال فكر ولن نغفل هذا ونسمح ان يغير نشاط السينما.

وبعد تولي المهندس ياسر الدسوقي، منصب المحافظ، بدأت إجراءات الهدم، وعلل المحافظ ذلك بأن المحافظة اشترطت على مالكي أرض سينما "رينسانس" توفير بديل لها بتجهيز دور عرض سينما بداخل قصر ثقافة أسيوط، بتكلفة تبلغ 3 ملايين و250 ألف جنيه، بأحدث الأجهزة والمعدات لتكون بديلاً عنها، بالإضافة إلى تبرع مُلاك الأرض بمبلغ 7 ملايين و750 ألف جنيه للمحافظة.

وأوضح الدسوقي، أن أرض السينما والمبنى ملكية خاصة لإحدى الشركات، ولا يحق للمحافظة التدخل في الأمر، حتى وإن كان المبنى تحفة معمارية، بجانب كونه مكانًا ثقافيًا للسينما والفن لسكان المدينة، وأنه جار التنسيق مع وزارة الثقافة لتوفير بديل عن سينما "رينسانس".

ورغم محاولات فردية بتوفير شاشات عرض داخل تجمعات تجارية بمدينة أسيوط، غير أنها لم تكن كافية لسد العجز في دور العرض الرسمية بالمحافظة، وحتى كتابة هذه الكلمات، لم يجر توفير بديل ﻷي سينما داخل محافظة أسيوط، ما يثير حالة من الاحتقان داخل الوسط الثقافي ولدى محبي الفن السابع من أبناء المحافظة، وخاصة جيل الشباب.

فيديو قد يعجبك: