إعلان

"الجيش ارتكب كل خطأ ممكن".. وثيقة إسرائيلية مسرّبة تكشف فشل عملية "عربات جدعون" بغزة

كتب : أسماء البتاكوشي

03:49 م 01/09/2025

حركة حماس

تابعنا على

كشفت وثيقة سرية للجيش الإسرائيلي، جرى تداولها داخليًا، أن عملية "عربات جدعون" –الاسم الذي أطلقه الجيش على الهجوم الكبير الذي نُفذ ضد حركة حماس في مايو الماضي وانتهى الشهر الماضي– لم تحقق أهدافها الرئيسية، بحسب ما ورد في تقرير بثته قناة 12 الإسرائيلية مساء الأحد.

وصلت الوثيقة، التي وزّعها مركز المعلومات العملياتية التابع للقوات البرية في الجيش، إلى عدد من الألوية خلال الأسبوع الماضي، وجاء فيها أن العملية فشلت في تحقيق هدفين أساسيين: إسقاط حركة حماس، وتحرير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.

قلق داخل الجيش من تكرار الإخفاق

أفادت القناة أن الضباط الذين اطلعوا على الوثيقة أعربوا عن مخاوف من أن تكون هذه التقييمات السلبية نذيرًا بفشل آخر مع اقتراب الجيش من شن هجوم جديد على مدينة غزة، أطلق عليه اسم "عربات جدعون الثانية"، حتى إنهم طرحوا تساؤلات حول ما إذا كان الجيش قد استخلص بالفعل الدروس اللازمة قبل بدء العملية المقبلة.

1_38_11zon

وفي الوقت الذي أشاد فيه رئيس الأركان الفريق إيال زامير وكبار القادة علنًا بعملية "عربات جدعون"، جاء التقييم الداخلي صريحًا، مؤكدًا أن "إسرائيل ارتكبت كل خطأ ممكن في إدارة الحملة".

أخطاء تكتيكية واستنزاف عسكري

بحسب الوثيقة، تصرف الجيش الإسرائيلي بطريقة تناقض عقيدته العسكرية، إذ ساعد عبر آليات توزيع المساعدات الإنسانية على تزويد حماس بالموارد، وفشل في فرض ضغط زمني على الحركة، وأدار موارده بشكل سيئ، ما أدى إلى إنهاك القوات وتآكل الدعم الدولي لإسرائيل.

وأشارت الوثيقة إلى أن حركة حماس استطاعت الحفاظ على قاعدة عملياتية آمنة، والاحتفاظ بالموارد اللازمة لمواصلة القتال، ما منحها القدرة على الادعاء بالنجاح.

كما أوضح التقرير أن إسرائيل اعتمدت على "منطق الردع" بدلًا من تحقيق نصر حاسم، حيث واصلت القتال بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل للأسرى.

2_39_11zon

سوء إدارة المساعدات

وانتقدت الوثيقة بشدة ما وصفته بـ"انعدام الكفاءة" في تخطيط وتوزيع المساعدات الإنسانية، معتبرة أن ذلك مكّن حماس من شن حملة علاقات عامة ناجحة على المستوى الدولي، نظرًا لأن إسرائيل كانت تتعمد تجويع سكان قطاع غزة المحاصرين منذ نحو عامين، حتى أنها كل من يتوجه إلى مراكز توزيع المساعدات.

وأضافت أن الجيش قام بمناورات متكررة في المناطق نفسها بوتيرة بطيئة، وفضّل تقليل خسائره على حساب إنجاز المهمة، كما لفتت إلى الاستنزاف البشري، وإرهاق المعدات، وضعف الاستعداد لمواجهة تكتيكات حرب العصابات، باعتبارها من أبرز عوامل الفشل.

ورغم التقييم السلبي، أشارت القناة 12 إلى أن هناك من ينسب للعملية بعض النتائج الإيجابية، منها تخفيض سقف مطالب حماس في مفاوضات تبادل الأسرى، حيث أبدت الحركة، بحسب التقارير، استعدادها لزيادة عدد الأسرى الذين ستطلق سراحهم في إطار أي صفقة محتملة.

3_40_11zon

وفي الشهر الماضي، أعلنت حماس موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار على مراحل، مشابه للإطار الذي كانت إسرائيل قد أبدت دعمها له في وقت سابق، لكن في المقابل لم ترد حكومة بنيامين نتنياهو على المقترح، وظلت متمسكة بموقفها الداعي إلى "صفقة شاملة" تشمل إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة، وإنهاء الحرب وفق شروط إسرائيلية، على رأسها نزع سلاح حماس وغزة، وتسليم القطاع لقوات عربية غير تابعة للحركة أو للسلطة الفلسطينية.

في تعقيبه على التسريبات، نفى الجيش الإسرائيلي ما ورد في الوثيقة، مؤكدًا أنه حقق الأهداف التي وُضعت للعملية، ويواصل العمل لتحقيق "الأهداف الاستراتيجية الكاملة" للحرب، مضيفًا أن الوثيقة "تم تسريبها دون إذن أو موافقة من الجهات المختصة"، وأعلن فتح تحقيق حول ملابسات نشرها.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان