إعلان

مرض نادر وقاتل ينتشر في غزة بسبب المياه.. والأطفال أكثر ضحاياه

كتب : مصراوي

04:19 م 24/08/2025

اطفال غزة

تابعنا على

القاهرة- مصراوي

من بين أنقاض محطات معالجة المياه المدمرة في غزة، ظهر مرض نادر وقاتل يسبب الشلل، ليشكّل أزمة جديدة في منطقة أنهكها الجوع والمرض.

فقد شهد القطاع زيادة غير مسبوقة في حالات الشلل الرخو الحاد (AFP) – وهو مرض يسبب ضعفًا عضليًا مفاجئًا وشللًا – حيث تم تسجيل 110 حالات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنةً بحالة أو حالتين فقط سنويًا في الأعوام السابقة حسبما كشفت صحيفة ذا الإندبندنت البريطانية في تقرير لها.

صورة 1 غزة

وتظهر أعراض المرض عندما يتسبب بعض الفيروسات في تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الجهاز العصبي. وفي غزة، أدى الانتشار السريع للأمراض المنقولة عبر المياه إلى ارتفاع لافت في حالات الشلل الرخو.

منظمة الصحة العالمية والدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، أكدا لصحيفة الإندبندنت أن تدمير إسرائيل لمحطات معالجة المياه الحيوية في غزة هو السبب الرئيسي وراء تفشي هذه الأمراض.

قال الدكتور الفرا: "رؤية 110 حالات أمر مذهل. هذا وباء، وهو أمر مقلق للغاية بالنسبة لنا"، واصفًا الوضع بأنه "واحد من أكثر الأزمات الطبية تحديًا منذ عام 2023".

صورة 2 غزة

الشلل الرخو الحاد مرتبط بعدة أسباب، من بينها متلازمة "غيلان – باريه" (GBS)، وهي مرض مناعي نادر يُعتبر السبب الرئيسي للحالات في غزة. الحالات الشديدة من الشلل الرخو و GBS قد تؤدي إلى شلل دائم أو فشل تنفسي قاتل.

من جانبها قالت وزارة الصحة في غزة إن 36% من الحالات المسجلة كانت لدى أطفال دون 15 عامًا. تحديدا ففي مستشفى ناصر ومستشفى الشفاء، وهما مركزا تفشي المرض، توفي ما لا يقل عن تسعة أشخاص حتى الآن.

وأكد أطباء فلسطينيون وإسرائيليون إلى جانب منظمة الصحة العالمية أن العلاجات المنقذة للحياة غير متوفرة في القطاع المحاصر.

صورة 3 غزة

التحاليل المخبرية وفقا للصحيفة البريطانية، أظهرت وجود فيروس معوي (Enterovirus) – الذي ينتقل عادة عبر البشر أو المياه – إلى جانب بكتيريا كامبيلوباكتر جيجوني الموجودة عادة في براز الحيوانات، بحسب الدكتور الفرا.

وأوضحت التحاليل أن "المياه التي يشربها المرضى ملوثة تمامًا بمياه الصرف الصحي" نتيجة "تدمير شبكة الصرف الصحي".

في يوليو الماضي، قالت منظمة أوكسفام إن إسرائيل دمرت 70% من مضخات الصرف الصحي و100% من محطات معالجة المياه في غزة، متهمة إياها بمنع دخول معدات فحص المياه الخاصة بالمنظمة.

صور الأقمار الصناعية أظهرت تدمير الألواح الشمسية التي تغذي محطة معالجة الصرف في الشيخ عجلين.

صورة 4 غزة

واتهمت أيضًا منظمة أطباء بلا حدود (MSF) االخميس الماضي، إسرائيل بأنها "تتعمّد حرمان سكان غزة من المياه". وقالت إن إسرائيل وافقت منذ يونيو 2024 على إدخال جهاز واحد فقط من كل عشرة أجهزة مطلوبة لتحلية المياه.

وأضافت أطباء بلا حدود: "يجب على إسرائيل السماح بدخول المعدات الأساسية لتأمين المياه على نطاق واسع، والتوقف عن تدمير البنية التحتية المائية، والسماح بإصلاح الأنظمة المتضررة بشكل فوري".

الوضع الصحي في غزة متدهور لدرجة أن الأطباء ينصحون الأهالي بتعريض مياه الشرب للشمس قبل شربها، لتعقيمها قدر المستطاع. خاصة وأن العلاجات الضرورية غير متوفرة أيضًا مثل العلاج بالجلوبولين المناعي الوريدي (IVIG) – وهو علاج باهظ الثمن لمتلازمة GBS والذي يمنع فشل الجهاز التنفسي.

وتابع الدكتور الفرا، إن التعافي من المرض يحتاج "وقتًا طويلًا وعلاجًا صعبًا"، موضحًا أن الحالات الشديدة قد تتطلب شهورًا في المستشفى، في وقت تعاني فيه غزة من نقص حاد في أسرّة العناية المركزة.

صورة 5 غزة

بحسب وزارة الصحة في غزة، فقد أُصيب الأطفال بالدرجة الأكبر. فيما يحذر الأطباء من أن نقص أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وعدم القدرة على إجراء تحاليل للسائل الدماغي الشوكي يعقّد تشخيص الحالات بشكل خطير.

في ظل هذا الوضع، يبقى تفشي الشلل الرخو الحاد تهديدًا قاتلًا قد يترك المئات من سكان غزة، خاصة الأطفال، في مواجهة الشلل الدائم أو الموت، بينما تزداد المعاناة الإنسانية بسبب الحصار ونقص المياه والغذاء والدواء.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان