أسرّة مكتظة وأطفال يتقاسمون الألم.. 6 جرحى على سرير واحد بإحدى مستشفيات غزة
كتب : محمد جعفر
جرحى على سرير واحد بإحدى مستشفيات غزة
في مشهد يختصر قسوة الحرب ومعاناة المدنيين، اضطرت طواقم طبية في أحد مستشفيات قطاع غزة إلى وضع ستة أطفال جرحى على سرير واحد، بعد أن غصّت الأروقة بالمصابين ونفدت الأسرّة بسبب الأعداد الهائلة للجرحى جراء القصف المتواصل بنيران الاحتلال.
الأطفال، الذين كان يُفترض أن ينال كل واحد منهم عناية خاصة وسط تلك المأساة والمعاناة والمجاعة التي يتعرضون لها على مدار 22 شهرًا متواصلًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وجدوا أنفسهم متراصّين تحت غطاء واحد، يشارك بعضهم بعضًا الألم والخوف، أحدهم يضع ضمادة على رأسه، وآخر ينظر بعينين مثقلتين بالوجع، فيما يحاول البقية التماسك وسط صمت المستشفى المزدحم بالجرحى المُثقلين بالألم.

الأطباء في مختلف مستشفيات غزة يؤكدون أن المشهد ليس استثناءً، بل أصبح واقعًا يوميًا مع شحّ الإمكانيات ونقص المعدات، حيث تُجرى العمليات الجراحية في ظروف صعبة، ويُترك كثير من الجرحى لساعات طويلة في انتظار سرير فارغ أو جرعة دواء، قد يموت أحدهم قبل الحصول عليها.

هذا السرير المكتظ بستة أطفال جرحى، تحوّل إلى صورة حية للأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع، ورسالة قاسية عن ثمن الحروب الذي يدفعه الأبرياء قبل غيرهم نتيجة العدوان الغاشم.
وفي أحدث حصيلة لأعداد الشهداء في القطاع بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 62,064 شهيدا و156,573 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، مع ارتفاع عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلا، وذلك وفقًا لوزارة الصحة في غزة.