ماذا نعرف عن السفن التي قصفتها السعودية وهل تشتعل الأزمة مع الإمارات؟
كتب : مصراوي
ارشيفية
وكالات
قصفت السعودية، اليوم الثلاثاء، مدينة المكلا الساحلية في اليمن بسبب ما وصفته بشحنة أسلحة لقوة انفصالية هناك وصلت من دولة الإمارات العربية المتحدة. ولم تعترف الإمارات على الفور بالضربة.
ويشير الهجوم إلى تصعيد جديد في التوترات بين المملكة والقوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات. كما يزيد من الضغط على العلاقات بين الرياض وأبوظبي، اللتين كانتا تدعمان أطرافًا متنافسة في حرب اليمن المستمرة منذ عقد ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وذلك في ظل حالة من القلق تسود منطقة البحر الأحمر الأوسع.
وأعلن بيان عسكري نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الضربات، وقال إنها جاءت بعد وصول سفن إلى هناك من الفجيرة، وهي ميناء على الساحل الشرقي لدولة الإمارات.
وجاء في البيان: "طاقم السفن عطّل أجهزة التتبع على متنها، وفرغ كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية دعمًا لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضاف: "وبالنظر إلى أن الأسلحة المشار إليها تشكل تهديدًا وشيكًا، وتصعيدًا يهدد السلم والاستقرار، نفذت قوات التحالف الجوية هذا الصباح ضربة جوية محدودة استهدفت الأسلحة والمركبات العسكرية التي تم تفريغها من السفينتين في ميناء المكلا".
JUST IN:
— Current Report (@Currentreport1) December 30, 2025
Saudi Arabia launched a limited airstrike on armored vehicles and weapons being transported from the UAE to Yemen's port of Mukalla for the UAE-backed Southern Transitional Council separatists. pic.twitter.com/gPZcJGjut8
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك أي خسائر بشرية جراء الضربة، أو ما إذا كانت أي قوات عسكرية أخرى غير السعودية شاركت فيها. وقال الجيش السعودي إنه نفذ الهجوم ليلًا لضمان "عدم وقوع أضرار جانبية".
ولم ترد الإمارات على الفور على طلب للتعليق قدمته صحيفة الجارديان البريطانية. واعترفت قناة "AIC" الإخبارية الفضائية التابعة للمجلس الجنوبي بوقوع الضربات، دون تقديم تفاصيل.
ويُرجح أن الهجوم وفقا لما نشرته الجارديان في تقرير لها الثلاثاء، استهدف سفينة حددها محللون باسم "جرينلاند"، وهي سفينة شحن من نوع "رورو" (Roll-on/Roll-off) ترفع علم سانت كيتس. وأظهرت بيانات التتبع أن السفينة كانت في الفجيرة في 22 ديسمبر، ووصلت إلى المكلا يوم الأحد. ولم يكن من الممكن تحديد هوية السفينة الثانية على الفور.
وأشار محمد الباشا، الخبير في الشأن اليمني ومؤسس "تقرير الباشا"، وهي شركة استشارات مخاطر، إلى مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تُظهر مركبات مدرعة جديدة تسير في شوارع المكلا بعد وصول السفينة. ولم يكن من الممكن التواصل فورًا مع مالكي السفينة، الذين يتخذون من دبي مقرًا لهم.
وقال الباشا حسبما نقلت الجارديان البريطانية في تقريرها عنه: "أتوقع تصعيدًا محسوبًا من الطرفين. من المرجح أن يرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات من خلال تعزيز السيطرة". وأضاف: "وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يتم تقليص تدفق الأسلحة من الإمارات إلى المجلس الانتقالي الجنوبي عقب الهجوم على الميناء، لا سيما أن السعودية تسيطر على المجال الجوي".
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السعودي الرسمي لاحقًا، ويبدو أنها صُورت بواسطة طائرة استطلاع، ما قيل إنها مركبات مدرعة تتحرك عبر المكلا إلى منطقة تجميع. وتطابقت أنواع المركبات مع تلك التي ظهرت في مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
التحالف ينشر فيديو يوثق وصول السفينتين المحملتين بالأسلحة إلى ميناء المكلا#اليمن#قناة_العربية pic.twitter.com/0pykjTvwWr
— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) December 30, 2025
تقع المكلا في محافظة حضرموت اليمنية، التي سيطر عليها المجلس خلال الأيام الأخيرة. وتبعد المدينة الساحلية نحو 480 كيلومترًا شمال شرق عدن، التي كانت مقر السلطة للقوات المناهضة للحوثيين في اليمن بعد أن سيطر المتمردون على العاصمة صنعاء عام 2014.
وتأتي الضربة في المكلا بعد أن استهدفت السعودية قوات المجلس الجنوبي بغارات جوية يوم الجمعة، وصفها محللون بأنها رسالة تحذير للانفصاليين لوقف تقدمهم ومغادرة محافظتي حضرموت والمهرة.
كان المجلس أطاح بالقوات التابعة لـ"قوات درع الوطن" المدعومة من السعودية هناك، وهي مجموعة أخرى ضمن التحالف الذي يقاتل الحوثيين.
وبات المتحالفون مع المجلس يرفعون بشكل متزايد علم جنوب اليمن، الذي كان دولة مستقلة بين عامي 1967 و 1990. كما خرج متظاهرون في تجمعات منذ أيام لدعم القوى السياسية التي تطالب بانفصال جنوب اليمن مجددًا عن اليمن.
وقد وضعت تحركات الانفصاليين ضغوطًا على العلاقة بين السعودية والإمارات، اللتين تحافظان على علاقات وثيقة وهما عضوان في منظمة أوبك، لكنهما تنافستا أيضًا على النفوذ والأعمال الدولية خلال السنوات الأخيرة.