إسرائيل توافق على طلب أمريكي بتمويل عملية إزالة الأنقاض في غزة
كتب : محمد جعفر
إعادة إعمار غزة
قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن تل أبيب وافقت في المرحلة الحالية، على طلب تقدمت به الولايات المتحدة يقضي بتمويل والإشراف على عملية إزالة الأنقاض الضخمة في قطاع غزة، باعتبارها خطوة أولى نحو إطلاق عملية إعادة الإعمار، في مشروع قد تتجاوز تكلفته مليار دولار ويستغرق سنوات لتنفيذه.
وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أبلغت واشنطن تل أبيب أنها تتوقع منها ليس فقط تمويل إزالة الأنقاض المنتشرة في أنحاء القطاع، وإنما أيضًا تولي الإشراف المباشر على العملية، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لبدء إعادة الإعمار التي لم تنطلق بعد ضمن التصور المقترح لمرحلة ما بعد الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا على إسرائيل لتحمل مسؤولية إزالة الركام الهائل الذي خلّفته أكثر من عامين من الحرب في غزة، وهو ما قد يفرض على تل أبيب تنفيذ مشروع هندسي واسع النطاق متعدد السنوات، بتكلفة تتجاوز مليار دولار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن إسرائيل وافقت، في الوقت الراهن، على الطلب الأمريكي، موضحًا أن الجهود الأولية ستركز على تنفيذ مشروع تجريبي محدود في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، حيث سيتم إخلاء حي واحد كمرحلة اختبار أولى. ووفق التقديرات، قد تصل تكلفة هذه المرحلة وحدها إلى عشرات أو حتى مئات الملايين من الشواقل.
وأقر المسؤول بأن التكلفة الإجمالية للمشروع سترتفع بشكل كبير في المراحل اللاحقة، خاصة في ظل تردد الدول العربية والجهات المانحة الدولية في تمويل عملية إزالة الأنقاض، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مطالبة إسرائيل بتولي تطهير القطاع بالكامل.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن تحليلًا لصور الأقمار الصناعية أجرته الأمم المتحدة أظهر تدمير أكثر من 123 ألف مبنى، إلى جانب تضرر نحو 75 ألف مبنى آخر، ما يعني أن قرابة 81% من المباني في قطاع غزة إما مدمرة أو متضررة.
ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، الذي كُلف بالإشراف على عملية إزالة الأنقاض، فإن حجم الحطام الناتج عن الدمار يُقدَّر بنحو 68 مليون طن.
وتعتبر الجهات الدولية والوسطاء أن إزالة الأنقاض تمثل شرطًا أساسيًا لبدء عملية إعادة الإعمار، لا سيما خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وذكر التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يرغبون في بدء إعادة الإعمار من مدينة رفح، حيث يُعتقد أن وجود حركة حماس محدود، على أن تُستخدم المدينة نموذجًا لجهود إعادة بناء أوسع في باقي مناطق القطاع.