ما هو "البند الخفي" في خطة ترامب لوقف حرب غزة؟
كتب : محمد جعفر
دونالد ترامب
كتب- محمد جعفر:
كشفت صحيفة معاريف العبرية أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، والمكونة من 21 بندًا، تتضمن مادة وُصفت بأنها "البند الخفي"، إذ تنص المادة الخامسة من المقترح على إطلاق سراح السجناء الأمنيين في السجون الإسرائيلية بشرط الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.
وبحسب ما ورد في التقرير، فإن الإفراج عن الأسرى سيتم هذه المرة دون "المراسم" التي اعتادت حماس تنظيمها في مناسبات سابقة، حيث يقضي البند الخامس بأنه بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن ستفرج إسرائيل عن 250 سجينًا محكومًا بالمؤبد، إلى جانب 1700 معتقل من سكان غزة الذين احتُجزوا بعد انتفاضة أكتوبر 2023، بينهم نساء وأطفال، كما نص البند على أنه مقابل كل أسير إسرائيلي يُفرج عن جثمانه، ستسلّم إسرائيل رفات 15 قتيلًا من سكان غزة.
وفي ظل هذه التطورات، يتوجه وفد حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات التي تبدأ غدًا، وذلك بعد ظهوره في مقابلة على قناة "العربي" تحدث فيها عن فقدانه أفرادًا من عائلته وشعبه، داعيًا إلى "جعل دمائهم وقودًا للنضال الفلسطيني والإسلامي ضد إسرائيل".
وفي سياق التحضيرات، وصل مبعوثا الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى مصر بالأمس للمشاركة في المفاوضات، فيما أجرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مشاورات حول مواقع تمركز جيش الدفاع استعدادًا لتنفيذ الاتفاق، ومن المقرر أن يسلم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الخرائط لمصر (وفق ما ذكرت الصحيفة) وذلك بمجرد إقرار الاتفاق، مع سعي الجيش للحفاظ على مكاسب المناورة البرية في المدن والطرق الحيوية حتى تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل.
ترحيب عربي بخطوات حماس
لقيت الخطوة ترحيبًا عربيًا واسعًا، إذ أصدرت كل من الأردن، الإمارات، السعودية، قطر، مصر، إندونيسيا، باكستان وتركيا بيانًا مشتركًا رحبت فيه بخطوات حماس تجاه مقترح ترامب، مشيرة إلى أن "دعوة ترامب إسرائيل لوقف القصف وبدء تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى تمثل فرصة حقيقية لوقف إطلاق نار شامل ومستدام في غزة". كما رحبت هذه الدول بإعلان حماس استعدادها لنقل إدارة غزة إلى سلطة فلسطينية انتقالية.
موقف إسرائيل والسيناريوهات القادمة
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال مراسم تأبين شهداء حرب يوم الغفران اليوم، أن إسرائيل قد تسمع قريبًا عن عودة جميع أسراها "أحياءً وأمواتًا" في إطار مبادرة ترامب، مؤكدًا أن الخطة تنص في مراحلها النهائية على "نزع سلاح حماس وتسريح قطاع غزة"، مع بقاء الجيش الإسرائيلي في المناطق التي يسيطر عليها لحماية المستوطنات والتصدي لأي تهديد.
وأضاف كاتس أن المرحلة الأولى من الاتفاق قد تبدأ قريبًا بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي متمركز في قلب مدينة غزة ومستعد لأي احتمال، وإذا رفضت حماس تنفيذ عملية الإفراج، فسيتم تصعيد القصف حتى تحقيق الهدف.
وتابع قائلًا إن قرار احتلال غزة، وانهيار المباني الشاهقة، وقوة المناورة البرية، أدت إلى إجلاء نحو 900 ألف من سكان غزة إلى الجنوب، ما شكّل ضغطًا هائلًا على حماس والدول الداعمة لها وأوجد الأساس للمبادرة الحاسمة لترامب التي حظيت بدعم واسع وتتماشى مع أهداف الحرب الإسرائيلية.
وبينما تمضي المفاوضات بخطى متسارعة في القاهرة، يبقى البند الخامس – "البند الخفي" – هو العنصر الأكثر حساسية في خطة ترامب، إذ يمثل نقطة التوازن بين مطلب إسرائيل باستعادة رهائنها ومطلب الفلسطينيين بالإفراج عن آلاف المعتقلين، ما يجعل نتائجه المحتملة حاسمة في تحديد شكل المرحلة المقبلة في غزة والمنطقة بأسرها.