إعلان

حصن ماريوبول.. مقاتلو أزوفستال: "لا تفاوض ولا استسلام"

04:20 م الإثنين 09 مايو 2022

مصنع ازوفستال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

بينما كان العالم يحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان إيليا سامويلينكو، الضابط البالغ من العمر ٢٧ عامًا في كتيبة آزوف الداعمة للجيش الأوكراني، هو وباقي الجنود يحتمون داخل مصنع أزوفستال الذي يوصف بأنه "حصن ماريوبول"، التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، حوالي ٤٥٠ ألف نسمة، ولكنها الآن تدمرت بالكامل.

يشعر سامويلينكو وزملائه بأنهم مهجورون، يقول لصحيفة كييف إندبندنت، إنهم كانوا يعلمون أن حربًا كبيرة مع روسيا ستنشب، وكانوا مستعدين لها، وألقى باللوم على جميع الحكومات الألمانية على مدار الأعوام الثماني الماضية في فشل في حماية المنطقة.

عندما شنت روسيا حربًا شاملة ضد أوكرانيا في ٢٤ فبراير، أصبحت ماريوبول هدفها الرئيسي، وبعد محاصرة المدينة في أوائل مارس الماضي، احتمى المقاتلون الأوكرانيون داخل مصنع أزوفستال، أحد أكبر مصانع الصلب في أوروبا، والواقع في الجزء الشرقي من المدينة.

وأضاف:"لا نحصل على أي دعم، لا دعم جوي ولا أرضي ولا مدفعية، تُركنا بمفردنا"، ومع ذلك أكد الجندي الشاب أنهم لن يتوقفوا عن القتال، لأن الاستسلام لا يوجد ضمن خياراتهم.

ورغم كل الصعاب التي اضطروا لمواجهتها، استطاع جنود آزوف والمقاتلين الآخرين بما في ذلك مشاة البحرية السيطرة على مصنع أزوفستال، وحولوه إلى حصن منيع.

١

لماذا تستهدف روسيا مصنع أزوفستال؟

يعود المصنع للحقبة السوفياتية تم تأسيسه في عام ١٩٣٠، ويعتبر أحد أكبر شركات درفلة الصلب في أوكرانيا، وبلغ عدد العاملين به ١٢.٢٩٣ موظف في عام ٢٠١٥، وهو مخصص لتصنيع معدات السكك الحديدية والرافعات وصناعات أخرى ثقيلة.

وخلال الحرب، أمنت المنطقة الصناعية التي تزيد مساحتها عن ١١ كيلوترًا مربعًا ملجأ للمقاتلين الأوكرانيين، كما وفر بداخله أنفاق بطول ٢٠ كيلومترًا، ويصفه البعض بأنه مدينة داخل مدينة.

على مدار أسابيع حاول الروس اقتحام المصنع رغم استمرار إجلاء المدنيين. ووفقًا لآزوف، فإنه تم اختراق الدفاعات الخارجية للمنشأة، فيما يستمر القتال بالداخل.

على مدى الشهرين الماضيين، تمكن الجنود والمدنيين من الاختباء داخل المصنع والذي يتألف من متاهة واسعة من المستودعات، الأفران، خطوط السكك الحديدية التي تمتد ستة طوابق تحت الأرض، بالإضافة إلى المخابئ المتعددة، وعاشوا فيها في الظلام وفي ظروف صعبة.

لم يتمكن المقاتل الشاب من إحصاء عدد المقاتلين الآخرين داخل المنشأة، ولكنهم استطاعوا الصمود لأنهم لا يزال لديهم المؤن والمياه والذخيرة، ولكن في الوقت نفسه لا يحصلون على أي دعم من الخارج.

تواصل القوات الروسية قصف المصنع يوميًا، وتهاجمه بمجموعات صغيرة لمحاولة إخراج المقاتلين منه، ويستخدمون الدبابات وقذائف الهاون والمدفعية، ويزيدون من حدة تكتيكاتهم كل يوم.

قال سامويلينكو إن قوات آزوف تمكنت من قتل ٢٥٠٠ جندي روسي، وإصابة أكثر من ٥٠٠٠، وهو ما يمثل ١٠ ٪ من إجمالي الخسائر الروسية، وفقًا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية.

وتمكنت القوات الداعمة للجيش الأوكراني من تدمير ما يصل إلى ٦٠ دبابة وإلحاق الاضرار بنحو ٣٠ آخرين، حسب سامويلينكو.

2

"لا مجال للاستسلام "

وبعد وصفهم بـ"النازيين" من قبل الروس ومؤيديهم لسنوات، لا تساور سامويلينكو الشكوك إزاء الطريقة التي يمكن أن تتعامل بها روسيا مع مقاتلي آزوف. يقول:"لن يكون لدينا أي فرص للنجاة حال أسرنا، الطريقة الوحيدة لبقائنا على قيد الحياة والنجاة هي القتال".

ستستخدم روسيا كل شخص تلقي القبض عليه لممارسة المزيد من الضغوط على أوكرانيا، حسب سامويلينكو.

بالنسبة لمقاتلي آزوف فإن الأسر يعني الموت. يقول سامويلينكو إن الكتيبة لديها أدلة دامغة على تصرفات روسيا غير الإنسانية وانتهاكها جميع قواعد الحرب، مُشيرًا إلى إمكانية تبادل أسرى روس مقابل أوكرانيين، ولكن حتى من يعادوا إلى ماريوبول يقتلون في المعارك.

3

"لا للتفاوض"

يرفض المقاتل الشاب مسألة التفاوض مع الروس، الذين وصفهم بـ"الحيوانات" حسب كييف إندبندنت، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالبلطجي.

وقال:"لقد أظهرنا للعالم أنه لا داعي للخوف من روسيا، فقط قف وقاتل".

فيديو قد يعجبك: