إعلان

سوّت مدنًا بالأرض وفحّمت مبانٍ.. حرائق الغابات تشعل أمريكا (صور)

04:01 م الأحد 13 سبتمبر 2020

كتبت- رنا أسامة:

سوّت بلدتا "فينيكس" و"تالينت" الصغيرتين، في جنوب ولاية أوريجون الأمريكية، بالأرض تقريبًا، بفعل حرائق الغابات غير المسبوقة المستمرة منذ 3 أسابيع، والتي خلّفت دمارًا هائلًا في الساحل الغربي للولايات المتحدة، كما أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية.

وأظهرت الصور التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجي" للأقمار الصناعية، ونشرتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حجم الدمار الذي ألأحِق ببلدتيّ "فينيكس" و"تالينت"، موطن حوالي 11 ألف شخص مُجتمعين، حيث تفحّم كل شيء تقريبًا، بما في ذلك المباني والمنازل، باستثناء عدد قليل من الشركات.

وقال مكتب إدارة الطوارئ في ولاية أوريجون، يوم الخميس، إن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على مستوى الولاية بلغ نصف مليون شخص- وهو ما يتجاوز 10 بالمائة من إجمالي سكان الولاية البالغ عددهم 4,2 مليون نسمة. فيما دُمّر نحو 600 مسكن و 100 مبنى آخر.

واعتبرت حاكمة أوريجون، كيت براون، أن تداعيات حرائق الغابات المشتعلة "قد تُمثل أكبر خسارة في الأرواح والممتلكات في تاريخ الولاية"، مُضيفة أن فينيكس وتالنت "دُمّرتا بشكل كبير".

وقال مسؤولون في "تالينت" إن المنطقة لا تزال خطرة بسبب العديد من البؤر الساخنة وخطوط الكهرباء المتقطعة.

وفي صور أخرى التُقطت بطائرات بدون طيار، ظهرت ساحة منازل متنقّلة مُدمّرة في فينيكس، بولاية أوريجون. وانهارت مئات المنازل بالبلدة جراء الحرائق.

وفي كاليفورنيا، غطى الدخان الكثيف المدينة لدرجة أنه حجب أشعة الشمس، وكأنه مشهد من كوكب المريخ. حيث غطّى اللونان البرتقالي والأحمر سماء مدن سان فرانسيسكو وأوكلاند وبيركلي، الأربعاء الماضي، وسط تساقط الرماد، فيما استعرت حرائق الغابات الكائنة على مسافة بعيدة.

وأومض السكان الأنوار، ونظروا إلى سماء مظلمة مُحلاة بلون الصدأ، ما أربك بعضهم ظنًا منهم أن الوقت لا يزال ليلًا. وحملت الرياح دخان حرائق الغابات من على بُعد أكثر من 200 ميل. وشهدت أماكن أخرى توهجًا مماثلًا للسماء كما لو أنها نهاية العالم، بحسب "سي إن إن".

وحتى الآن، قُتِل أكثر من 30 شخصًا في الولايات المتحدة، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين بولاية أوريجون وحدها، والتي قال أحد المسؤولين فيها إنها يجب أن تستعد "لعدد كبير من الوفيات".

واحترق أكثر من 3 ملايين فدان في ولاية كاليفورنيا وحدها، فيما لا تزال تستعر ثلاثة من أكبر خمسة حرائق في تاريخ الولاية دفعة واحدة، إلى جانب مساحات شاسعة من أوريجون وواشنطن.

وبالنسبة للعلماء، تبدو بصمات الاحتباس الحراري على هذه الحرائق وعدة كوارث أخرى؛ من الحرائق التي أشعلت أستراليا إلى الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة، واضحة. ورغم فداحة كل هذه الكوارث، يُعتقد أن "الأسوأ لم ياتِ بعد".

قال مايكل مان، مدير مركز علوم نظام الأرض بجامعة ولاية بنسلفانيا، للشبكة الأمريكية إن "سوء الأمر يتحدد بناء على أفعال البشر لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".

وأضاف مان، عبر البريد الإلكتروني: "من الواضح إلى حدٍ ما أن (تغيرًا مناخيًا خطيرًا) قد حدث بالفعل، مُشيرًا إلى أنه كلما تمادينا في تعاملنا السيء مع الطبيعة، كلما لمسنا هذه التغيرات الخطيرة.

ارتفعت درجة حرارة الكوكب، حتى الآن، بمتوسط​​عالمي يقارب 1.2 درجة مئوية منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، وكان النشاط البشري مسؤولًا عن الجزء الأكبر من هذا الارتفاع.

فيديو قد يعجبك: