إعلان

رهانات مفتوحة بالانتخابات التشريعية الكرواتية في ظلّ تفشي "كوفيد-19"

04:52 م السبت 04 يوليو 2020

لافتات ضمن الحملة الانتخابية مرفوعة على أعمدة في ز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

زغرب- (أ ف ب):

يدلي الكراوتيون الأحد بأصواتهم وسط ارتفاع جديد لاصابات فيروس كورونا المستجدّ، في انتخابات تشريعية معقّدة بالنسبة للمحافظين المنتهية ولايتهم الذين يواجهون تحالفا يساريا وسطيا وحزبا بزعامة مغنٍ شعبي قد يحسم موازين القوى.

ويواجه الحزب المحافظ "الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" الحاكم في البلد المطلّ على البحر الأدرياتيكي والذي يعتمد كثيراً على السياحة، اتهامات من جانب أخصامه بأنه استغل الأزمة الصحية لأغراض انتخابية.

وبحسب استطلاع رأي أجراه مؤخراً معهد "إيبسوس"، فإن حزب رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش (50 عاماً) وتحالف "ريستارت" الذي يقوده الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة دافور برنارديك (40 عاماً)، متقاربان جداً بنحو ربع نوايا التصويت.

وأي من الطرفين ليس في موقع الفوز بمفرده بأكثرية مقاعد البرلمان البالغ عددها 151. وقد يرجّح كفّة الميزان حزب "الحركة الوطنية" بزعامة المغني الشعبي والشعبوي ميروسلاف سكورو الذي يحظى بنسبة 11% من الأصوات.

ولم يسعَ لا المحافظين ولا التحالف اليساري الوسطي إلى تشكيل حلف مع المرشح القومي الذي يتّهمه الاشتراكيون الديموقراطيون بتعليقات جنسية وبالحنين إلى الحكم "الأستاشي" المؤيد للنازية في كرواتيا في الماضي.

لكن بحسب محللين، فإن الاتحاد الديموقراطي الكرواتي قد لا يكون له أي خيار آخر سوى التحالف معه إذا أراد تشكيل الحكومة المقبلة.

وفي مايو، عندما قرر الحزب الحاكم تنظيم الانتخابات التشريعية، كان يأمل الاستفادة من إدارته الجيّدة لأزمة الوباء العالمي.

"كراوتيا آمنة"

وتحت شعار "كرواتيا آمنة"، يقول الاتحاد الديموقراطي الكرواتي بزعامة أندريه بلينكوفيتش، وهو دبلوماسي سابق ضليع في الشؤون الأوروبية، إنه الأفضل لمواجهة الفترة الاقتصادية الصعبة التي تلوح في الأفق مع توقعات بتراجع الناتج الإجمالي المحلي بنسبة تقارب الـ10%.

لكن منذ أسبوعين، وبعد تسجيل عدد إصابات ضئيل جداً وحتى عدم تسجيل أية إصابة في بعض الأحيان، أُحصي وجود عشرات الإصابات يومياً. وتعدّ الدولة الواقعة في منطقة البلقان العضو في الاتحاد الأوروبي حوالى 110 وفيات و2800 إصابة من أصل 4,2 مليون نسمة.

وقال المحلل السياسي تيومير سيبيك لوكالة فرانس برس "تنطبع الانتخابات بأزمة فيروس كورونا المستجدّ" مضيفاً "الناس يتساءلون دائماً ما إذا كانت إدارة الحكومة (للأزمة الصحية) جيدة أم لا، وما يخبئه المستقبل لهم".

وتخلى دافور برنارديك وهو ابن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يتّهمه أخصامه بالافتقار إلى الكاريزما، عن تنظيم تجمّعات عامة باسم "المسؤولية".

في المقابل، تُتهم السلطة بأنها خففت القواعد على حساب السلامة للسماح بالمضي قدماً في مصالحها السياسية.

على سبيل المثال، كانت من بين التدابير الأولى لرفع العزل، السماح بإقامة القداديس في بلد يُعتبر الكاثوليك فيه تقليدياً محافظين.

- قضايا فساد -

وتعرّض أندريه بلينكوفيتش بنفسه لانتقادات لاذعة لأنه لم يعزل نفسه بعد دورة "أدريا تور" في كرة المضرب التي نظمها المصنف أول عالميا الصربي نوفاك ديوكوفيتش في عدد من دول البلقان، ومنها كرواتيا، حيث سجلت في الأخيرة إصابة أربعة لاعبين بينهم ديوكوفيتش، بكورونا المستجدّ. وكان رئيس الوزراء ربت على كتف اللاعب الصربي.

وبدأ بلينكوفيتش المناظرة التلفزيونية الأولى مع برنارديك بإظهار النتائج السلبية لفحصه الرابع. وقال "نحن تأكدنا من أننا هزمنا الموجة الأولى من كوفيد-19".

وردّ خصمه بالقول "فيروس كورونا المستجدّ عادَ".

ولم يساعد توقيف شخصية بارزة سابقاً في الاتحاد الديموقراطي الكرواتي بتهم استغلال سلطة وقبول رشاوى، الحزب في حين أُرغم عدد من الوزراء على الاستقالة بسبب شبهات في قضايا فساد.

واستغل المغني ميروسلاف سكورو الوضع ليندّد بـ"فيروس الفساد والمحسوبية (...) وهو أخطر" بالنسبة لكرواتيا من كوفيد-19.

وقال سكورو البالغ 57 عاماً "الإنسان الكرواتي والعائلة والوطن في قلب سياستنا". وبامكان سكورو استقطاب الجناح اليميني من الاتحاد الديموقراطي الكرواتي الذي خاب أمله إزاء السياسات المعتدلة التي ينتهجها بلينكوفيتش.

ويُضاف الخوف من الفيروس الذي قد يؤثر على المشاركة في الانتخابات، إلى أجواء الغموض. وكتبت صحيفة "نوفي ليست" أن "الفائز أو الخاسر في معركة كورونا هذه قد يُحدّد بالفيروس نفسه".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: