إعلان

وسط تحذيرات دولية.. هل وضعت خطة الضم الإسرائيلية في "ُالثلاجة"؟

02:59 م الأربعاء 29 يوليو 2020

مستوطنات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد إبراهيم:

تتواصل ردود الفعل السياسية على الساحة الإسرائيلية في ظل ما يمكن وصفه بالجمود السياسي المتعلق بخطة الضم، وهو الجمود الذي اتفقت الصحف الإسرائيلية الكبرى على استخدامه من أجل الإشارة إلى عدم الشروع في تنفيذ الخطة الإسرائيلية لضم أراضي من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

قالت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الأسبوعية إن الخطة وتجميد تنفيذها من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة مع ردود الفعل الدولية الرافضة للخطة من جانب الدول الإقليمية التي نشر سفرائها مقالات رأي في الصحافة العبرية أعربوا فيها عن امتعاضهم من تنفيذ رئيس حكومة الاحتلال لهذه الخطة، وهو ما بات واضحا وأثر بدوره على قرار تنفيذها رسميا حتى بات قرار الضم شبه مجمد الآن.

بدورها لفتت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها إلى دقة المعطيات السياسية المتعلقة بهذه الخطة، خاصة وأن الكثير من الخبراء السياسيين اتفقوا على تسمية هذه الخطة بـ"خطة ترامب" أو حتى "خطة نتنياهو"، خاصة وأنهما هما الداعمان لها بقوة، الأمر الذي سيجعل من القضية ذات طابع "شخصي" أكثر من كونه "دولي" يتعلق بدولة.

فيما ذكرت الصحيفة أن المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية الآن بسبب وباء كورونا اثرت بدورها سياسيا على تنفيذ هذه الخطة، وهو ما بات واضحا من المتابعة الجيوسياسية لتنفيذ هذه الخطة.

غير أن الصحف الغربية عارضت توجهات الصحف الإسرائيلية في هذا الصدد، وفي الوقت الذي امتلأت فيه الصحف الإسرائيلية بالحديث عن تجميد هذه الخطة ووضعها في ثلاجة القرارات أو المقترحات السياسية التي سبق لنتنياهو أن بادر إليها واقترحها ولم ينفذها لأسباب، تحدثت صحف غربية عن عكس ذلك تمامًا.

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها إن نتنياهو لم ينتظر الموافقة الأمريكية لتنفيذ خطة ضمّ المستوطنات المُقامة على أراضي الضفة الغربية إلى سيطرته، ولم يتراجع عن خطة الضم.

ونبه مراسل الصحيفة في غزة إلى حصوله على معلومات تشير إلى أن إسرائيل بدأت فعلياً تنفيذ خطة الضمّ في مناطق متفرّقة من الضفة الغربية، بعيداً من الإعلان الرسمي، وذلك استناداً إلى قرارٍ صادرٍ عن مجلس المستوطنات الأعلى، يعطي الضوء الأخضر إلى المستوطنين ببدء المعركة وفرض واقع ميداني جديد، يتعدّى خريطة الضمّ الإسرائيلية وخريطة الدولة الفلسطينية في خطة السلام الأمريكية.

وأشارت الصحيفة قائلة "بحسب ما ورد من أعضاء اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية وسكان منطقة الأغوار، فإن إسرائيل أدخلت خطة الضمّ حيّز التنفيذ، وبدأت من الأغوار، إذ أزاحت الكتل الإسمنتية التي تفصل بين مناطق "أ" و"ب" و"ج"، ووضعت يافطات كُتب عليها "هذه المناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، اقتراب الفلسطيني منها قد يعرّضه للخطر".

ونبهت الصحيفة إلى أن هذه ليست المنطقة الوحيدة التي بدأت تل أبيب ضمها إلى سيطرتها، ففي مدينة بيت لحم، استولت السلطات على 700 دونم زراعي في محيط جبل الفرديس، وسيّجتها بأسلاك شائكة، ومنعت الفلسطينيين من دخولها. وفي المدينة ذاتها، جرفت الآليات الإسرائيلية مساحات من أراضي المواطنين الفلسطينيين في قرية الكيسان، لصالح توسيع حدود مستوطنة ايبي هناحل.

فيما تطرقت صحيفة اندبندنت إلى هذا الخبر، تجاهلته جميع الصحف الإسرائيلية الاخرى، وأكتفت صحيفة إسرائيل اليوم، وهي الصحيفة الأقرب لنتنياهو، بالتأكيد على ان قرار تأجيل الضم هو قرار سياسي، وبالتالي فإن اي تجميد أو وقف أو عدم تنفيذ له يأتي لاعتبارات سياسية ولصالح الإسرائيليين فقط.

عموما فإن تداعيات هذه الخطة لا تزال تتواصل في العالم، وبين الصحف الإسرائيلية التي تراقب الوضع الآن والصحف الغربية بات من الواضح بالفعل إن هناك أزمة سياسية تمنع الضم، وهي الأزمات التي تتواصل على نتنياهو في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه.

فيديو قد يعجبك: