إعلان

فيروس كورونا: هكذا تغلبت تايوان على الوباء

06:15 م الجمعة 12 يونيو 2020

فيروس كورونا في تايوان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
وجدت تايوان نفسها في وضع لا تُحسد عليه بعد الإعلان عن تفشي فيروس كورونا المُستجد في الصين، بؤرة انتشار الوباء وظهوره لأول مرة، مع ذلك تغلبت الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي على الفيروس التاجي بفضل استجابتها السريعة، فسجلت تايوان 433 حالة فقط وسبع وفيات.

عوضًا عن إغلاق اقتصادها لعدة أسابيع في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس، اتجهت تايوان لطريق آخر، بعد إغلاق حدودها بسرعة وحظر تصدير اقنعة الوجهة، إذ اتبعت الحكومة استراتيجية تعقب للمرضى والتأكد من ضمان وجود المُصابين في الحجر الصحي، وشددت على الالتزام بالإجراءات الاحترازية. في الوقت نفسه، استمر عمل الشركات والمؤسسات مع الالتزام بالتدابير الوقائية الصارمة مثل قياس درجات الحرارة وتوفير المطهرات.

1

لفت نجاح تايوان في التصدي للفيروس المُستجد انتباه الجميع، لاسيما وأنها ليست عضوة في منظمة الصحة العالمية، واعتبرها عدد من العلماء والمراقبين الدوليين نموذجًا لكيفية مواجهة الوباء الذي يفتك بالعالم.

في مقال بمجلة التايم الأمريكية، تحدثت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، عن السبل التي ساعدت بلادها على احتواء الفيروس، من أجل نشر الأمل وسط الإحباط الذي خلفه كورونا.
وصفت تساي إنج ون تايوان بالجزيرة المرنة، التي اعتاد شعبها على التكيف مع الظروف الصعبة والتعايش في أحلك الأوقات والبقاء على قيد الحياة بعد المشقة التي عاشوها لعدة قرون، فأصبحوا مُثابرين وتمكنوا من تجاوز الصعاب.
حسب تساي إنج ون، فإن كورونا لا يختلف شيئًا عن الأزمات الكبرى التي واجهتها بلادها، وقالت: "رغم انتشاره السريع، وقربنا من مصدره إلا أننا استطعنا منع تفشي المرض، وحتى 14 أبريل الجاري كان لدينا أقل من 400 حالة مؤكدة".

2

مزيجًا من الجهود

عززت الجهود التي بذلها الأطباء والقطاع الخاص والمجتمع ككل قدرة تايبيه على مواجهة الفيروس، تؤكد تساي إنج ون إن هذا النجاح لم يحدث بالصدفة، فقد تعلمت تايوان درسًا مؤلمًا بعد تفشي السارس في عام 2003 الذي تركها حزينة على فقدان الكثير الأوراح، لذا تحركت حكومة وشعبًا هذه المرة في وقت مُبكر.

وأوضحت أنه بمجرد ظهور مؤشرات على ظهور مرض تنفسي مُعدي جديد في الصين، بدأت تايبيه مراقبة الركاب القادمين من مقاطعة ووهان الصينية، بؤرة انتشار كورونا، وفي يناير الماضي، أنشأت تايوان - حسب رئيستها- مركز القيادة المركزية للوباء المسؤول عن التعامل مع الفيروس واتخاذ تدابير وإجراءات الوقاية منه، وكذلك وضعت قيودًا على السفر، وبروتوكولات للحجر الصحي للمسافرين المُحتمل أن يكونوا مصدر خطر.

3

الاستقصاء والتتبع

عند اكتشاف أول إصابة مؤكدة بكورونا في تايوان في 21 يناير الماضي، بذلت تايبيه جهودًا استقصائية لتتبع تاريخ السفر والاتصال لكل مريض، وهو ما ساعد على عزل واحتواء العدوى قبل أن تتحول إلى مرض جماعي، كما حدث في عدة دول أوروبية منها إيطاليا وإسبانيا علاوة على الولايات المتحدة.

وكذلك حظرت تايوان دخول القادمين من الصين وهونج كونج وماكاو إلى أراضيها، فيما منعت تصدير الكمامات الواقية لضمان أن يبقى في تايوان قدر كاف منها، وفي الوقت نفسه راقبت الحكومة الأسواق وأصبحت المسؤولة الرئيسية على انتاج وتوزيع الأقنعة الطبية (الكمامات) لضمان توفرها في الأسواق، وعدم احتكار أي جهة لها، وبالتعاون مع شركات الأدوية والإمدادات الطبية نسقت وزارة الشؤون الاقتصادية خطوط إنتاج إضافية للاقنعة الجراحية، وكذلك ابتكرت تايبيه نظامًا لتوزيع الأقنعة بدعم من خبراء التكنولوجيا والصيدليات والمتاجر.
نسبت تساي إنج ون الفضل للكوادر الطبية بقيادة وزير الصحة تشين شيه شونج، علاوة على المواطنين الذين تحملوا المسؤولية، وبادر المسؤلون في الشركات الخاصة والأهالي في التجمعات السكانية بقياس درجة الحرارة باستمرار، وحرصوا على تطهير وتنظيف كافة الأماكن

فيديو قد يعجبك: