إعلان

أزمة كورونا محور معركة بين رئيس الوزراء والمعارضة في المجر

04:53 م الجمعة 24 أبريل 2020

جنود مجريون يطهرون دارا للمسنين في بودابست

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بودابست- (أ ف ب):

في دار للمسنين في بودابست، قتل فيروس كورونا المستجد عددا أكبر من أي مكان آخر في المجر، مما حول هذا الموقع إلى محور معركة بين حكومة فكتور أوربان الذي يتمتع بصلاحيات معززة، والمعارضة المحاصرة.

وبين رئيس الوزراء القومي ورئيس بلدية العاصمة الليبرالي، كل الحجج صالحة لتبادل الاتهامات بشأن هذه الدار. ومن أصل 1500 مقيم فيها، أصيب 284 شخصا بكوفيد-19 وتوفي 28، أي 11 بالمئة من 239 وفاة سجلت رسميا في المجر.

فقد اتهمت المديرة العامة للصحة التي عينتها الحكومة مؤخرا، المجلس البلدي أولا بأنه ترك نزلاء دار المسنين بلا طبيب لأكثر من أسبوع. وهدد فيكتور أوربان باللجوء إلى القضاء عندما تنتهي الأزمة.

ونفى رئيس بلدية بودابست غيرغيلي غاراكسوني عدم وجود طبيب، ونشر وثائق تثبت على حد قوله وجود نقص في معدات الحماية على المستوى الوطني. ويتهم هذا المسؤول المنتخب المعتدل في تصريحاته عادة، الأغلبية "بالكذب بوقاحة".

وفي نظر خصوم الحكومة، يقوم رئيس الوزراء والمحيطون به باستخدام هذه المأساة أداة لمواصلة عملهم في تقويض المعارضة.

وفيكتور أوربان المتهم بالميل إلى الاستبداد منذ عودته إلى قيادة المجر قبل عشر سنوات تقريبا، فرض التصويت في بداية الوباء على قانون لحالة الطوارئ يعزز صلاحياته بشكل كبير لمدة غير محددة.

وخلافا للوحدة التي سادت في الكثير من الدول الأوروبية، أكد رئيس الوزراء أن المجر "ليست بحاجة" إلى المعارضة للسيطرة على الوباء.

كبش محرقة

قال الخبير السياسي لاسلو روبرت من المجموعة الفكرية "بوليتيكال كابيتال" إن رئيس الحكومة البالغ من العمر 56 عاما "يتبنى حاليا خطابا يؤكد أنه الرجل الوحيد القادر على إنقاذ البلاد".

وقد فرض إغلاق الحدود وأمر بإجراءات عزل للسكان وبإخلاء نصف عدد الأسرة ال66 ألفا في المستشفيات في قرار مثير للجدل، لتكون قادرة على استقبال كل مرض فيروس كورونا المستجد في حال انتشار الوباء.

رسميا، لا تعد البلاد متضررة بشكل خطير من الوباء إذ بلغ عدد الإصابات فيها 2300 من أصل عدد السكان البالغ عشرة ملايين نسمة تقريبا. لكن معدل الوفيات - أكثر من عشرة بالمئة من المصابين - يعد من الأسوأ في الإتحاد الأوروبي، مثل عدد الفحوص التي أجريت.

وقال محلل آخر دانيال هيغيدوس إن إدارة سيئة للأزمة يمكن أن تشكل "تهديدا محتملا" لشعبية الحكومة. أما لاسلو روبرت فقد رأى أن أوربان يبحث عن أشخاص "يمكن أن يكونوا كبش محرقة ويستطيع أن يوجه إليهم أصابع الاتهام إذا ساء الوضع".

وبعدما فرض نفسه في الانتخابات البلدية التي جرت في أكتوبر، أصبح رئيس بلدية بودابست البالغ من العمر 44 عاما رمزا لوحدة استعادتها المعارضة التي فازت في عشر من المدن ال23 الكبيرة في البلاد.

والنتيجة هي أن رؤساء البلدية الجدد يشعرون انهم باتوا أهدافا للحكومة.

فقد أمر رئيس الوزراء بتحويل بعض العائدات الضريبية البلدية إلى صندوق طارئ أنشئ للتحقيق من انعكاسات كوفيد-19. وبموجب الصلاحيات الجديدة للحكومة، فرض مرسوم أيضا خلال العزل مجانية توقف السيارات في المدن، ما حرم البلدية من مورد آخر.

شبح إفلاس

نص مرسوم صدر الاسبوع الماضي على أن تسدد ضريبة مهنية مفروضة على مصنع تابع للمجموعة الكورية الجنوبية العملاقة سامسونغ، إلى منطقة يسيطر عليها الحزب الحاكم "التحالف المدني المجري" (فيديس) بدلا من المدينة أو المنطقة التي يقع فيها المصنع وتديرها المعارضة.

وفي الصحف، رفضت الحكومة أي جدل مؤكدة أن قرارها سيؤدي غلى إحداث وظائف لأن المصنع بات يتمتع بوضع "منطقة اقتصادية خاصة".

وقال تشابا بالوغ رئيس بلدية المدينة التي تحمل اسم غود "يحكمون علينا بالموت بشطبة قلم عبر حرماننا من ثلث وارداتنا المالية".

وحذر رئيس بلدية بودابست من أن العاصمة "على شفير الإفلاس".

ولم ترد الحكومة على أسئلة وكالة فرانس برس حول الجدل بشأن دار المسنين.

وقلل أغوستون مراز لباحث في معهد "نيزوبونت" القريب من الأغلبية، من خطورة الوضع. وقال إن "المعارضة تجازف بتقديم نفسها على أنها ضحية قبل الانتخابات التشريعية في 2022 وهذا طبيعي جدا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: