إعلان

الإيكونوميست: "صفقة القرن" ماتت لحظة إعلانها

06:46 م الخميس 13 فبراير 2020

نتنياهو وترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

ظهرت بوادر إيجابية في عام 2017، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعيه لحل القضية الأصعب منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين. "حتى تنجح المفاوضات، سيكون هناك تنازلات من الجانبين"، قال ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحينما أنهى الرئيس الأمريكي اجتماعا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قال الأخير "معك (يقصد ترامب) لدينا أمل".

لكن بعد نحو عامين من تلك البداية، جاء الإعلان عن تفاصيل الخطة الأمريكية المعروفة بصفقة القرن، والتي أعلنها ترامب وبجواره نتنياهو دون أي وجود فلسطيني، ورفضتها السلطة والفصائل الفلسطينية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بجانب الاتحاد الأوروبي، حيث أكدوا على ضرورة الحل وفقا للمقررات الدولية التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

قال تقرير لمجلة الإيكونومست البريطانية حول خطة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عددها الصادر مطلع هذا الشهر، إنها "متحيزة وميتة منذ لحظة إعلانها."

وأشارت المجلة إلى أنه بعد البوادر الإيجابية في عام 2017 من جانب ترامب، إلا أن ما تبع ذلك لم يكن أبدا تضحيات من الجانبين، بل غمر الرئيس الأمريكي نظيره الشعبوي نتنياهو بالهدايا السياسية: اعترف بمدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مشروعة.

وعلى الجانب الآخر، قطعت إدارة ترامب المساعدات المالية عن الفلسطينيين، حتى الموجهة منها للصحة والتعليم، وأغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن (البعثة الدبلوماسية للدولة الفلسطينية).

كل ذلك، تتحدث إيكونومست، أسعد داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة، وأغضب الفلسطينيين.

أضافت أن الخطة التي أعلنها ترامب في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، لن تجلب السلام، لكنها ربما تنهي حل الدولتين.

تنحاز الخطة الأمريكية إلى المتعصبين الإسرائيليين بصورة لم تحدث من قبل مع أي وساطة أو خطة أمريكية سابقة. تقضي صفقة القرن الأمريكية بضم المستوطنات بشكل رسمي بجانب ضم وادي الأردن واستمرار السيطرة على الأماكن المقدسة ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين.

لم يوجه ترامب الدعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصفته المجلة البريطانية بالضعيف، مشيرة إلى أن الفلسطينيين لن يصدقوا المزاعم الأمريكية حول أن الخطة فرصة لهم للرخاء الاقتصادي وإقامة الدولة "فإذا كان ترامب بالفعل يتحدث عن إقامة السلام، فلماذا يحاول دائما إرضاء طرف واحد؟".

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بتلك الخطوات التي تأتي في ظل مواجهته لاتهامات بالفساد، أن يقضي على فرصة حلم الفلسطنيين في دولة مستقلة. وبعد الإعلان عن الخطة، تحرك بالفعل من أجل ضم مستوطنات جديدة في الضفة إلى دولة الاحتلال. وتشير إيكونومست إلى أن تلك التحركات تأتي لإرضاء الناخبين المتعصبين قبل الاقتراع المقرر في في الثاني من مارس.

قالت الإيكونوميست أن نتنياهو سوف يتحرك نحو ضم المستوطنات بلا شك حال فوزه بالانتخابات، فيما سيواجه منافسه بيني جانتز ضغوطا حال تحرك نحو نفس الخطوة إذا فاز.

أعطى ترامب بخطته الضوء الأخضر بإسرائيل لانتزاع الكثير من الأراضي بحيث يستحيل إقامة دولة فلسطينية متماسكة. كما أنه لا يعرض أي حل بديل ممكن لحل الدولتين، وربما يجعل ذلك إسرائيل في القريب بلا خيار سوى منح الفلسطينيين حقوقا متساوية وتشاهد أعدادهم تتزايد لتفوق أعداد اليهود، أو تقوم إسرائيل بمعاملة الفلسطينيين كمواطنين من الدرجة الثانية لتتحول هنا الدولة العبرية إلى دولة فصل عنصري، بحسب المجلة البريطانية.

أفضل ما يمكن قوله عن خطة ترامب هي أنها تدرك أن اتفاق أوسلو انتهى، وأن هناك حاجة لنهج جديد، لكن خطة السلام الناجحة لا تعني فقط الابتعاد عن المحاولات التي فشلت سابقا، لكن أيضًا القدوم بخطة تطالب بتنازلات من الطرفين بجانب وجود قادة منصفين لتنفيذها.

قالت الإيكونوميست إن "الخطة ليست كذلك، ولا ترامب أو نتنياهو أو عباس يمثلون هذا النوع من القادة".

فيديو قد يعجبك: