إعلان

فيروس كورونا: ماذا نعرف عن السلالة الجديدة "الأكثر خطورة" من الوباء؟

11:34 ص الأحد 20 ديسمبر 2020

سلالة كورونا الجديدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

اكتُشِفت سلالة جديدة أشد خطورة من فيروس كورونا المُستجد، وُصِفت بأنها "خرجت عن السيطرة" في بريطانيا، ما دفع منظمة الصحة العالمية للتواصل بشكل وثيق مع السلطات البريطانية؛ "لإطلاع وإبلاغ الدول بالمعلومات الجديدة فور توافرها عن خصائص هذه السلالة وأي عواقب قد تسفر عن ظهورها".

ووفق صحيفة "أوبزرفر" البريطانية، تسببت السلالة الجديدة المُنتشرة في جنوب شرقي إنجلترا، في نحو 1200 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عن فرض قيود جديدة في لندن وجنوب شرق إنجلترا، كما فرضت سلطات اسكتلندا وويلز تدابير أكثر صرامة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحوّر فيها الفيروس التاجي المُستجد منذ بداية الجائحة في أواخر العام الفائت، كما أنها قد لا تكون المرة الأولى التي تتغيّر فيها المادة الوراثية للفيروس، بحسب شبكة "سكاي" البريطانية.

هل هي أكثر قابلية للانتقال؟

يبدو ذلك. بحسب تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني، فإن السلالة الجديدة VUI-202012/01، قد تكون أكثر قابلية للانتقال، بنسبة 70 بالمائة، وقد تُزيد معدل التكاثر الطبيعي بنسبة 0.4 بالمائة.

ووفق أحدث الأرقام، فإن هذه السلالة مسؤولة عن 43 بالمائة من إصابات كورونا الجديدة في الجنوب الشرقي لبريطانيا، حيث ترتفع إلى 59 بالمائة من الحالات الجديدة في شرق إنجلترا و62 بالمائة في لندن.

قال البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا: "لقد ارتفع عدد الإصابات بسرعة كبيرة للغاية خلال الأسابيع القليلة الماضية".

وأضاف السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين في بريطانيا، أنه تم تحديد "23 تغيرًا مختلفًا مع هذه السلالة الجديدة".

وأشار ويتي إلى أنه نبّه الصحة العالمية إلى السلالة الجديدة، فيما سيركزعلى تحليل البيانات المتصلة بانتشار الطفرة.

هل تتسبب في وفيات أكبر؟

قال البروفيسور ويتي إنه "لا يوجد دليل حالي يشير إلى أن السلالة الجديدة تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار لتأكيد ذلك".

ومع ذلك، قال جيريمي فارار، مدير ويلكوم ترست، وهي مؤسسة خيرية للأبحاث الطبية، في تغريدة على تويتر، إن وجود السلالة لا يزال "مقلقًا ومثار قلق حقيقي".

وأضاف: "البحث جارٍ لفهم المزيد (حول السلالة الجديدة)، ولكن العمل بشكل عاجل الآن أمر بالغ الأهمية. لا يوجد جزء من المملكة المتحدة وعلى مستوى العالم لا ينبغي أن يكون معنيًا. كما هو الحال في العديد من البلدان، فإن الوضع هش".

وشهدت سلالة كورونا الجديدة طفرات كثيرة أبرزها طفرة على مستقبلات الخلايا البشرية التي تؤدي إلى ارتباط الفيروس بالخلايا، ولذلك أصبحت أكثر قابلية للعدوى، وبدأت الظهور تدريجيًا في دول عدة لكن بشكل أقل.

هل تستجيب السلالة الجديدة للقاح؟

الطفرات أمر معتاد بالنسبة للفيروسات؛ لذا يُحتمل أن تكون السلالة الجديدة مقاومة للقاحات التي بدأ توزيعها مؤخرا، حيث تعمل على توفير أجسام مضادة للفيروس في الجسم، تمنع ارتباطه بالخلايا وبالتالي تمنع تكاثره.

غير أنه لو دخلت طفرة على مستقبلات الفيروس، كما حدث في السلالة الجديدة، سيكون اللقاح غير قادر على تأدية مهمته.

وتقول هيئة "علم الجينوم" البريطانية، إنه يصعب التنبؤ باستجابة أي طفرة معينة، عند ظهورها لأول مرة، للقاح، لكن الخوف يكمن في أن تؤدي أي تغييرات إلى زيادة حالات إعادة العدوى أو فشل اللقاح.

وحتى الآن، لا يوجد دليل يشير إلى أن السلالة الجديدة أثرت على اللقاحات والعلاجات الخاصة بكوفيد-19، وفق البروفيسور ويتي.

وأضاف أن "العمل العاجل" جارٍ لتأكيد ذلك، مُشددًا على أن استمرار الناس في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الآن يُعد "أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وقال ويتي إنه سيكون من "المستغرب" أن يكون للسلالة الجديدة تأثير على اللقاح.

أما الباحث في جامعة بولونيا، فيديريكو جيورجي، فقال لصحيفة "ساينس ديلي": يُفترض أن فيروس كورونا تم تحسينه بالفعل للتأثير على البشر، وهذا يفسر انخفاض تحوّره.

الأمر الذي يعني، بحسب جيورجي، أن العلاجات التي يجري تطويرها حاليًا، بما في ذلك اللقاح، قد تكون فعالة ضد جميع سلالات كورونا.

ما هي سلالات كورونا المختلفة؟

حتى الآن هناك ما لا يقل عن 7 مجموعات أو سلالات رئيسية من كوفيد-19، بحسب "سكاي" البريطانية.

السلالة الأصلية اكتُشِفت بووهان الصينية في ديسمبر الماضي، وأطلق عليها العلماء السلالة "إل"، ثم تحورت للسلالة "إس" في بداية 2020، قبل أن تتغير لسلالتي "في" و"جي".

وعُثِر على السلالتين "في" و"جي" في أوروبا وأمريكا الشمالية، ونظرًا إلى أن القيود بهاتين القارتين اتُخِذت ببطء، تحوّرت سلالتا كورونا إلى سلالات "جي آر" و"جي إتش" و"جي في".

وفي الوقت نفسه، استمرت السلالة الأصلية "إل" لفترة أطول في آسيا؛ لأن العديد من البلدان في تلك القارة- بما في ذلك الصين- سارعت إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة.

ويجمع العلماء العديد من الطفرات الأخرى الأقل تكرارا معا، ويعتبرونها السلالة "أو".

في الدانمارك، تخشى السلطات من سلالة اكتُشفت في 12 شخصًا مرتبطين بزراعة المنك. وبسبب مخاوف من عرقلة تلك السلالة لفعالية اللقاح، أعدت الحكومة الدنماركية ما يصل إلى 17 مليون من حيوان المِنك.

ما السلالات الأكثر انتشارًا في العالم؟

السلالة "جي" تُعد الأكثر انتشارًا حول العالم، وتحديدًا في إيطاليا وأوروبا، بالتزامن مع حدوث طفرات في تفشي كوفيد 19.

وفي الوقت نفسه ، فإن سلالات مثل "إل" الأصلية و"في" بدأت تختفي تدريجيًا.

يُظهر تحليل أجرته وكالة "رويترز"، أن التدابير الوقائية السريعة التي اتخذتها أستراليا لمواجة الوباء، بما في ذلك إجراءات التباعد الاجتماعي الفعالة، قضت على انتقال سلالتيّ "إل" و"إس" في البلاد، وأن الإصابات الجديدة من سلالة "جي" تم إحضارها من الخارج.

وفي آسيا، تتزايد الإصابة بسلالات "جي" و"جي إتش" و"جي آر" منذ بداية مارس الفائت، بعد أكثر من شهر على بدء تفشيها في أوروبا.

فيديو قد يعجبك: