إعلان

موقع سويدي يكشف تفاصيل اجتماعات سرية بين حكومة أردوغان وداعش

08:39 م الأربعاء 29 يناير 2020

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:
كشف موقع "نورديك مونيتور"، ومقره السويد، الأربعاء، عن علاقات واجتماعات بين جهاز الاستخبارات التركي وتنظيم داعش الإرهابي، تعود إلى عام 2014، نقلاً عن مصادر تركية عملت بالأمن في العاصمة وبمحافظات حدودية مع سوريا.

ويقول الموقع إن الاستخبارات التركية، عقدت 3 اجتماعات سرية مع قادة وممثلين لـ"داعش" في الربع الأول من 2014، بمدينة سوروك الحدودية، ويشير إلى تقرير قديم كشف فيه عن المخطط لتلك الاجتماعات وهو كمال إسكنتان وهو شخصية بارزة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مسؤول عن ملف سوريا ويدير عمليات خاصة لوكالة الاستخبارات، وشارك قائدالكتيبة الحدودية الثالثة في الجيش التركي ألبير أورن في الاجتماعات الثلاثة التي عقدت في 2014.

ويضيف الموقع، أن قادة داعش الذين دعوا إلى الاجتماع ألقى القبض عليهم في المعبر الحدودي بتل أبيض، ونقلوا إلى قاعدة عسكرية داخل تركية، تمهيدًا للاجتماع الذي عقد في قاعة المؤتمرات بالقاعدة العسكرية، متابعة أن ضابط المخابرات كمال الكان، الذي كان ملحقًا باللواء الميكانيكي 20 في مقاطعة شانلورفا والعقيد تامر نظمي سيزن، قائد فوج الحدود الثالث، مثلوا الجيش التركي بموافقة رؤسائهم.

وتقول مصادر رفضت الكشف عن هويتها، إن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومسؤولين عسكريين، ركزوا خلال الاجتماعات مع قادة داعش، على عقد صفقة بين الجانبين بهدف منع الاشتباك بين عناصرهم ودعم وتمويل التنظيم الإرهابي في سوريا.

قبر سليمان شاه
يقول أحد المصادر، إن اجتماعًا بين الطرفين جاء بعدما وجدت تركيا صعوبة في إرسال الدعم والإمدادات اللوجستية، إلى 40 جندي في حراسة ضريح سليمان شاه "جد مؤسس الدولة العثمانية" الذي يقع في الأراضي السورية على بعد 30 كيلومتر من تركيا، والذي سيطر داعش على الأراضي المحيطة به في مارس 2014.

طلب الجيش التركي، من الحكومة نقل الضريح إلى مكان آمن، قبل حصار داعش له، بحلول الوقت الذي استولت داعش على المنطقة المحيطة بالمقبرة، والتي يُقال إنها جزء من صفقة أخرى من قبل حكومة رئيس الوزراء آنذاك والآن الرئيس رجب طيب أردوغان مع داعش، فقد فات الأوان.

داعش طلب في المفاوضات السرية قائمة مفصلة بالمركبات التركية وأنواعها وأسماء القوات التي تحرس الضريح، ورفض وجود دبابات بمحيط الضريح الأمر الذي وافق عليه الجيش التركي، حسبما ذكرت المصادر.

كان المقدم أورون هو الرجل الرئيسي الذي طور علاقات قوية مع داعش، وقاد القوافل العسكرية إلى المناطق التي تسيطر عليها داعش كقائد، وكثيرًا ما تحدث إلى قادة داعش في سوريا من خلال مترجم.

يقول مصدر آخر، إن قادة بالجيش التركي عرضوا على أردوغان وحكومته سحق داعش في المنطقة، الأمر الذي رفضه الأخير ولم يمنح الضوء الأخضر لمهمة عسكرية لإعادة قواته المحاصرة، متابعًا أن داعش نصب نقطة تفتيش على بعد 350 مترًا من الضريح.

ويضيف أن أنقرة فوضت ضابطًا لم يعرف إلا باسمه الأول "محمود" ويتحدث العربية، لتنسيق بعض المفاوضات مع التنظيم الإرهابي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

في نفس الصدد، يقول المصدر الثالث الذي عمل في هيئة الأركان العامة آنذاك، إن قائد القوات البرية آنذاك خلوصي أكار، أعطى الأمر بإجراء محادثات سرية مع داعش وأذن للواء الآلي العشرين في شانلورفا باستضافة ثلاثة لقاءات مع قادة داعش، مضيفًا بأنه أمر مرؤوسيه شخصًا بتأمين الاجتماعات السرية خوفًا من احتمال تسريبها إلى وسائل الإعلام.

تم التقاط مقاتلي داعش من معبر "تل أبيض" على أيدي ضباط مخابرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومرافقتهم إلى تركيا باستخدام طرق حرس الحدود في المنطقة العسكرية المحظورة من الدرجة الأولى على طول الحدود، وقد أُعيدوا لاحقًا إلى سوريا عبر نقطة بالقرب من بلدة كاركاميس التركية، والتي تقع على أحد الطرق المؤدية إلى سوريا.

مكافأة للمشاركين في الاجتماعات
كافأت حكومة أردوغان جميع الضباط الرئيسيين الذين شاركوا في المحادثات السرية مع داعش، حيث عيين أكار رئيسًا للأركان العامة ووزيرًا للدفاع في وقت لاحق، وتمت ترقية العقيد سيزن في عام 2016 وتم تعيينه قائدًا للواء المشاة الآلي رقم 65، وتم إنقاذ ضابط المخابرات ألكان من قبل الحكومة من مشاكله القانونية الطويلة، حيث وجهت إليه تهمة قتل واطن تركي بوضع لغم أسفله في عام 1995 وتقطيع جثته، بمساعدة حكومة أردوغان، وتمت تبرئته من التهم في 2015.

تقول المصادر، إن داعش طلب من الأتراك، إطلاق سراح مقاتليهم من السجون وتسهيل دخولهم إلى سوريا، وتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى المجتمعات المحلية الخاضعة لحكم داعش في مقابل الوصول إلى موقع القبر، ويضيفوا، بأن المسؤولين في المناطق الحدودية شحنوا المواد الغذائية والطبية إلى مناطق داعش في سوريا، بناءً على تعليمات من رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي أردوغان.

استمرت الاتصالات بين أنقرة وداعش، وأشرف عليها ضابط من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالتنسيق مع رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، بعدما أطلقت تركيا سراح المحتجزين من داعش في سجونها وسمحت لهم بالوصول إلى سوريا.

وفي 21 فبراير 2015، أطلق الجيش التركي عملية ناجحه عرفت باسم "شاه الفرات" لإعادة 38 جنديًا كانوا يحرسون الضريح، بالاتفاق مع التنظيم الإرهابي، ولم يتم الإبلاغ عن أي مشاكل فيما عدا مقتل جندي في حادث، وبالتزامن مع العملية العسكرية دخلت قوة تركيا إلى سوريا للسيطرة على منطقة محددة لتصبح مكانًا للدفن رفات جد مؤسس الدولة العثمانية.

يقول الموقع، إن القوات التركية، دمرت الضريح بعد إعادة جنودها لأسباب أمنية، في عملية كان مقرر لها أن تستغرق 3 ساعات في 22 فبراير 2015، لكنها استغرقت ست ساعات تقريبًا لأن داعش قد دمر الطرق في المنطقة.

ويختتم الموقع تقريره بالكشف عن مكان الضريح الجديد، قائلاً: إنه يقع مكان الدفن المؤقت المعين حديثًا على بعد 200 متر من الحدود التركية السورية، بالقرب من مقاطعة شانلورفا جنوب شرق تركيا.

فيديو قد يعجبك: