إعلان

سي إن إن: ترامب يضع مصالحه الشخصية فوق أي اعتبار

12:31 م الجمعة 16 أغسطس 2019

دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن الرئيس الحالي للولايات المتحدة دونالد ترامب يحاول دائماً القيام بما يخدم مصلحته دون التفكير في القيم والمبادئ التي تقوم عليها بلاده.

وجدت الشبكة الأمريكية أن خير دليل على ذلك هو رضوخ إسرائيل لمطالبته بمنع دخول النائبتين الديمقراطيين في الكونجرس رشيدة طليب، أول نائبة مُسلمة فلسطينية في الكونجرس، وإلهان عُمر، أول نائبة مُسلمة من أصل صومالي في الكونجرس، لدولة الاحتلال، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات في الولايات المتحدة وإسرائيل.

بعد الانتقادات التي تعرض لها ترامب، أمس الخميس، قال أمام حشد انتخابي في نيو هامبشر، إنه تحدث بالفعل مع الحكومة الإسرائيلية وطالبها بمنع دخول النائبتين المُسلمتين إلى دولة الاحتلال.

وتابع: "حسنًا ، أنا متورط فقط في وجهة نظرهم، فهم معادون جدًا لليهود ومعارضون جدًا لإسرائيل. أعتقد أنه أمر مشين، الأشياء التي قالوها".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن، أمس الخميس، أن قرار منع حكومته من زيارة دولة الاحتلال، استند إلى أن إلهان عمر ورشيدة طليب تسعيان إلى إلحاق "الضرر بإسرائيل".

استنكار في واشنطن

يستنكر الكثير من المشرعين وصنّاع القرار في واشنطن آراء عمر وطليب تجاه إسرائيل. وأشارت سي إن إن إلى اجبار عُمر على الاعتذار في وقت سابق من هذا العام، بعد تلميحها، في تغريدات كتبتها في فبراير الماضي، بأن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) تستخدم المال لحشد دعم سياسات موالية لإسرائيل.

وفي الوقت نفسه، ذكرت الشبكة الأمريكية أن قرار منع دخول النائبتين دولة الاحتلال يثير الكثير من القلق في واشنطن وداخل أروقة الكونجرس.

وحتى جماعات الضغط الأمريكية المؤيدة لإسرائيل "الأيباك" والتي عادة ما تكون متفقة مع ترامب وتنتقد أي شخص يُهاجم دولة الاحتلال قد أعربت عن قلقها إزاء قرار الحظر.

وكتبت الأيباك على حسابه بتويتر، تعليقاً على قرار الحظر، بأنه من المفترض أن كل أعضاء الكونجرس يكونوا قادرين على زيارة إسرائيل والتعرف على مناخها الديمقراطي أولاً.

ترى الشبكة الأمريكية أن تغريدة الأيباك وضعت نتنياهو في موقف صعب ومُحرج.

رئيس أناني

من حق الدول السياسية منع دخول منتقديها الذين يعتقدون أنهم لا يحترمون قيمهم. ذكرت "سي إن إن" أنه على مدار السنوات الطويلة كان الرؤساء الأمريكيون ينظرون في مصالحهم السياسية الخاصة في التعامل مع إسرائيل.

قال آرون ديفيد ميللر، المفاوض في إدارات الديمقراطيين والجمهوريين، إنه خلال فترة عمله لم يرى حاكماً لا يهتم بالمصالح الأمريكية مثل ترامب، مُشيرًا إلى أنه لا يهتم فقط بمصالحه السياسية ولكن مصالحه الشخصية أيضاً.

لفتت سي إن إن إلى أن بعض الجمهوريين يشعرون بالقلق من ما حدث أمس الخميس قد يصب في مصلحة إلهان عُمر وربما يزيد من شعبيتها.

كتب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، السناتور عن الحزب الجمهوري بولاية فلوريدا على تويتر، أن حرمان عُمر وطليب من دخول إسرائيل خطأ كبير.

وقال: "حظرهم من دخول إسرائيل هو ما كان يرغبون فيه طوال الوقت، وسوف يستخدمونه من أجل تعزيز هجماتهم ضد الدولة اليهودية".

حسب سي إن إن، فإن تدخل ترامب سوف يكون له تداعيات سياسية داخل إسرائيل، وربما يكون لها تأثير على نتنياهو.

ذكرت الشبكة الأمريكية أنه قبل أسبوع واحد قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر إن بلاده لن تمنع دخول عضوتي الكونجرس، بعد أن أعربت رشيدة طليب عن رغبتها في زيارة جدتها الفلسطينية في الضفة الغربية.

إلا أن قرار رئيس حكومة الاحتلال بمنع دخول طليب وعُمر للأراضي المُحتلة - حسب سي إن إن- يجعله يبدو وكأنه قد توسل إلى ترامب لمساعدته على تنفيذ قراره.

لفتت سي إن إن إلى أن نتنياهو مثل أي زعيم آخر في العالم يعلم أن الدعم الذي يحصل عليه من ترامب يجب أن يكون له مقابل، وسوف يتم سداده عاجلاً أو اجلاً.

منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم كان نتنياهو يتفاخر بعلاقته القوية برجل الأعمال النيويوركي، واستغل ذلك في الانتخابات الإسرائيلية السابقة، ولكن منتقديه في الولايات المتحدة يخشون من تدخلاته في السياسة الأمريكية، وانتقاداته المستمرة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وإشادته بترامب، ويرون أن ذلك من شأنه اضعاف دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدولة الاحتلال، ما يُهدد أمنها على المدى الطويل.

اعتبر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر رفض دخول أعضاء في الكونجرس للأراضي المحتلة علامة ضعف، وقال، أمس الخميس، "ليس علامة قوة، وسيضر فقط بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية ودعمها في الولايات المتحدة".

قالت "سي إن إن" إنه في مرحلة ما سوف يجد نتنياهو أو أي زعيم إسرائيلي في المستقبل يتعاملون مع رئيس ديمقراطي، وسوف يكتشفون أن الأحداث التي وقعت أمس لها تداعيات دبلوماسية سيئة على المحادثات والاجتماعات التي تُعقد بينهم.

فيديو قد يعجبك: