إعلان

"ترامب كأوباما".. لماذا لم تضرب أمريكا إيران؟

08:43 م الأحد 21 يوليه 2019

دونالد ترامب

كتبت - إيمان محمود:

رغم هجومه العنيف على سياسات سابقه باراك أوباما، وجد منتقدو الرئيس دونالد ترامب المحافظون أنه يتصرف كما لو كان أوباما نفسه، خاصة فيما يتعلق بتراجعه عن توجيه ضربة عسكرية لإيران، ردًا على إسقاطها الطائرة الأمريكية المسيرة في يونيو الماضي.

مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، قالت إن ترامب اتخذ القرار الصائب بعدم مهاجمة إيران عسكريًا، مشيرة إلى أن المواقف غير العسكرية في بعض الأزمات تنتج حلولاً محايدة دون وقوع خسائر.

ويقول منتقدو ترامب ومنهم السناتور الجمهوري توم كوتون، والنائبان ليز تشيني، وآدم كينزينجر، إن قرار ترامب بإلغاء الضربات الجوية على إيران، كان تكرارًا لرفض أوباما قصف سوريا التي عبر رئيسها بشار الأسد "خط أوباما الأحمر" باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضين والجماعات المُسلحة.

وينتقد هؤلاء عدم تصرف ترامب كسلفه الأسبق رونالد ريجان الذي هاجم إيران في 18 أبريل 1988، بعد يومين فقط من زرعها لغم تسبب في إصابة عشرة بحارة وتدمير المدمرة "يو إس إس روبرتس" التي كانت واحدة من السفن المرافقة لناقلات النفط الكويتية المعاد نشرها عبر مضيق هرمز.

وقالت المجلة: "يجب على الرئيس أن يتعلم من سلفيه ويأخذ بعض الدروس التاريخية للتعامل مع الأزمة الحالية في إيران، التي هي إلى حد كبير من صنعه".

وأشارت "ناشونال إنترست" إلى ما فعله أوباما قبل عام 2013، بعد استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، إذ طلب من الكونجرس إصدار قرار يسمح له بالقيام بعمل عسكري لأي هجوم يمكن أن يقود أمريكا إلى مستنقع جديد في الشرق الأوسط، وعندما رفض الكونجرس النظر في مثل هذه الخطوة، عمل أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضغط على الأسد حتى اعترف بحيازته أسلحة كيماوية ثم تعهد بالتخلص منها.

وحسب المجلة، فإنه على الرغم أن من عدم نجاح المبادرة الروسية الأمريكية في التخلص من جميع أسلحة الأسد الكيماوية، إلا أن هذا الجهد أدى إلى تخلي سوريا عن الغالبية العظمى من مخزونها (نحو 1300 طن)، وأكثر من ذلك بكثير مما كان يمكن تدميره بواسطة غارة جوية واحدة (مثل تلك التي شنها ترامب ضد سوريا بعد فترة وجيزة من توليه منصبه).

كما لفتت المجلة إلى الهجوم الذي شنه ريجان في 18 أبريل 1988، قائلة إنه لم يلحق الضرر بالأراضي الإيرانية أو سكانها المدنيين، وبدلاً من ذلك، أغرقت خمس سفن إيرانية (ثلاثة زوارق سريعة، وفرقاطة واحدة، وزورق مسدس سريع الهجوم)، وألحقت أضرارًا بفرقاطة أخرى، ودمرت منصتي الحفر.

وترى المجلة أنه في حين شكك كثيرون في قرار ترامب بعدم مهاجمة إيران، وشن هجمات إلكترونية بديلة، من الواضح أنه اتخذ القرار الصحيح، حتى لو تم تنفيذه بشكل عشوائي، وقد يفكر ترامب في العمل مع بوتين وبدء محادثات سرية لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات وإعادة الانتشار الاستراتيجي لمعظم القوات في المنطقة لتجنب وقوع حادث مأساوي آخر.​

فيديو قد يعجبك: