إعلان

الأوبزرفر: النفسية الأمريكية تغيرت بعد نهاية الحرب الباردة

12:08 ص الإثنين 11 نوفمبر 2019

ألمانيا تحيي ذكرى سقوط جدار برلين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (أ ش أ):

قالت صحيفة (الأوبزرفر) البريطانية إنه من الصعب الآن أن نتخيل كيف كان الوضع في قلب برلين أوائل عام 1989، وكيف كان أشبه بما يمكن وصْفه الآن بأجواء فيلم سينيمائي عن التجسس في زمن الحرب الباردة.

وأوضحت الصحيفة "ثمة مبنى البرلمان مهجورا ومحترقا، وثمة أبراج حراسة منتصبة على أسوار حدود ألمانيا الشرقية، وأسلاك شائكة وأضواء كاشفة، ومساحات شاسعة من أراض كئيبة لا ملكية لأحد عليها .. نعم ، ليس ذلك مشهدا خياليا، بل كان واقعا مريعا ، وفي القلب من هذا المشهد كان يقف حائط برلين، يقسم المدينة والوطن والعالم إلى معسكرين متضادين".

وأضافت " كان من الصعب في ذلك الحين تصوُّر أنه وفي غضون أشهر قليلة سينهار هذا الحاجز ، وسيتوقف إطلاق الرصاص على الحدود، وسيصبح الألمان في الشطر الشرقي من البلاد أحرارا في مغادرة ما كان كثيرون يعتبرونه بمثابة (سجن مفتوح) ، وأن الحرب الباردة، بما تحمله في طياتها من تهديد بنهاية نووية للعالم ستنتهي أخيرا".

وقالت الصحيفة إن عبارات مثل "نقطة تحول" و "منعطف تاريخي" يشيع استخدامها في الخطاب المعاصر، لكن سقوط حائط برلين قبل ثلاثين عاما كان التوقيت الأمثل للّحظة العالمية الباعثة على الأمل الحقيقي في غد أفضل.

وأضافت " لقد حوّل هذا الحدث (سقوط حائط برلين) آفاق المستقبل الأوروبي، وأذن بوضع نهاية لحروب بالوكالة حول العالم، وعجّل بانهيار الاتحاد السوفيتي، وجعل الولايات المتحدة القوة الأعظم التي تتولى الإشراف على (نظام عالمي جديد) أعلن عنه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب ، وكان كل ذلك باعثا على الأمل في عالم يسوده السلام".

ورأت الأوبزرفر أنه من لحظة سقوط حائط برلين تدفقت تيارات كثيرة ظلت تتدفق بما تحمل من إيجابيات وسلبيات على السواء أفضت إلى الوضع الراهن الذي لا مفرّ من مواجهته.

وقالت " إن سقوط حائط برلين وعودة ألمانيا إلى الاتحاد وبروزها مجددا كقوة سياسية واقتصادية قائدة في أوروبا قوبل بمشاعر مختلطة من التوجس والغيرة والقلق من جانب دول أوروبية أخرى ، بل ومن ألمانيين كانوا في الشطر الشرقي قبل عودة بلدهم إلى الاتحاد ، هذه المشاعر المختلطة ظلت كامنة تعوق أداء أوروبا حتى يومنا هذا".

وأضافت الأوبرزفر " إذا كانت الحرب الباردة قد كبحت جماح النعرات القومية، إلا أنه مؤخرا وفي ظل غياب عدو مشترك، وارتفاع المخاوف من تدفق المهاجرين والهوية ، شرع ساسة أوروبيون في اتخاذ منحَى شعبويا منكفئا على الداخل وباعث على الفرقة بين دول القارة العجوز ، وراحت الثقة في صلاحية حلول بعينها لنفس المشكلات في أنحاء أوروبا تتراجع، وبرز على السطح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وأخذت أيضا في التراجع فكرة الاتحاد الأوروبي كطرف عالمي مؤثر".

وعزت الصحيفة ذلك التراجع الذي أصاب الدور الأوروبي ، في جزء منه ، إلى الهيمنة الأمريكية التي تلت عام 1989 ، وقالت " إن النفسية الأمريكية غداة نهاية الحرب الباردة لم تعد كما كانت من قبل؛ فباتت أكثر نزوعا إلى الغطرسة على نحو لا مبرر له ، وساد لدى الأمريكيين اعتقاد بأن من حقهم أن يفعلوا ما يحلو لهم في العالم؛ وقد أتى ذلك الاعتقاد ثماره في كارثتين عالميتين : الأولى هي الحرب العالمية على الإرهاب، والثانية هي العراق".

وأضافت " ومع ظهور حركات شعبوية قومية في أمريكا، فإنها بدأت في التقهقر والانسحاب من الساحة الدولية، وبدلا من أن تسلم زمام الأمور لأوروبا، شرعت أمريكا في التخلي عن دعم حلفائها في الناتو، تاركة بذلك المجال مهيأً أمام روسيا التي أخذت تستعيد قوتها في المعسكر الشرقي ، هذا فضلا عن لُغْز الصين، التي تبدو ادارة الرئيس الأمريكي ترامب عازمة على الدخول معها في حرب باردة ثانية".

واختتمت الأوبزرفر قائلة " إنه قد يكون من قبيل المبالغة القول بوفاة الآمال والأحلام التي وُلدت عام 1989، لكن الكثير من وعود تلك الأيام قد ذَوَتْ".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: