إعلان

"بوبي".. قصة كلب أنقذته الصُدفة من غارة البغدادي

06:52 م الجمعة 01 نوفمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

في الوقت الذي احتفى فيه الرئيس دونالد ترامب، بالكلب "المُذهل الموهوب" الذي شارك الجيش الأمريكي في عملية ملاحقة وقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، كان المصور السوري فريد المحلول، يبحث عن مأوى للجرو الصغير "بوبي" بعد أن فقد أمه في الغارة الأمريكية.

لم يلق "بوبي" الاهتمام الإعلامي الذي لقاه "كونان"، فالكلب الذي يعمل مع الجيش الأمريكي وهو من فصيل الشيبرد البلجيكي، تحدثت عنه وسائل الإعلام كافة، كما أعلن ترامب أنه سيستقبله في البيت الأبيض خلال الأسبوع المُقبل.

الغارة الأمريكية شنّتها قوات خاصة، الأحد الماضي، على مخبأ البغدادي الواقع بمنطقة غرب قرية باريشا بمحافظة إدلب، حيث لاحقت الكلاب أمير داعش الإرهابي، قبل أن يقرر تفجير سترته الانتحارية، ويقتل نفسه وعدد من رفاقه.

صباح اليوم التالي، استقل الناشط الإعلامي، فريد المحلول، دراجة نارية مع زميل له من بلدة قريبة من الحدود التركية بمحافظة إدلب، حتى وصل إلى موقع الغارة، بقرية باريشا، قاطعًا عشرات الكيلومترات، ليصور المنطقة التي أصبحت أنقاضًا.

جاب فريد المنطقة بكاميرته -التي أصبحت بعد الحرب الأهلية مصدر رزقه الوحيد- وبينما يوثق حالة المكان سمع صوت عواء خافت، صادر من موقع قريب، وعندما ذهب يتفقد مصدر الصوت وجد جرو صغير يجلس بجانب أمه الميتة وقد كساهما الغبار.

وقال فريد في تصريحات لمصراوي: "التفتت هيك لاقيت بوبي بالصدفة جنب أمه وعم يعوي وكان حزين كتير، صرت لعبه وصوره، سألت أحد الزملاء إذا كان في حد يعتني فيه، قال لي إذا بدك خده، قلت هلأ برجع أخده أنا".

عاد فريد إلى منزله في بلدة قريبة من الحدود التركية لينشر ما التقطته عدسته من صور لموقع الغارة، لكن ما لفت أنظار متابعيه كان الجرو الصغير، "كتير أصدقاء حكوا معي منهم أجانب ومشاهير انه لازم ارجع جيب الكلب الصغير واعتني فيه أو اخده على بيت القطط" بحسب فريد.

كان الفريد اتخذ بالفعل قراره بضرورة العودة إلى باريشا رُغم طول ساعات السفر والطقس البارد والأمطار الغزيرة في ذلك اليوم، "أنا قلبي يوجعني عليه، بعد القصف أمه ماتت وما عاد عنده حدا، فكان لازم جيبه".

ومع دقات الساعة الواحدة ظهرًا، عاد فريد إلى باريشا ومعه صندوق صغير، وحينما وصل، وضع فيه الجرو وظل يلاعبه بضع دقائق محاولاً إزاحة الخوف عنه ثم عاد به إلى قريته، ويستطرد فريد: "أول شي خدته عند رفيقي عنده كلبين صغار، حطيته عنده لحين ظبطت المحل عندي وبعدين جبته".

أطلق فريد اسم "بوبي" على الجرو الصغير أو كما يحب أن يكتبه بالإنجليزية "BOBE"، ووضعه في مكان نظيف بشكل مؤقت وأحضر إليه كل ما يلزمه من طعام وشراب، كما أخذه إلى بيت القطط ليتلقى التطعيمات اللازمة.

كما أنشأ المصور السوري الذي يعيش في أسرة متوسطة الحال، صندوق تبرعات لبوبي، من خلال بيت القطط "إرنستو"، وقال فريد إن هناك عدد كبير من المُتبرعين أرسلوا مساعدات لبوبي من أجل المساهمة في مصاريفه.

بعد الغارة، أصبح لدى بوبي عائلة جديدة يحظى باهتمامها ورعايتها "راح فصله بيت خشب جديد مكتوب عليه اسمه مشان حطه عندي، واليوم عيش أنا وهو حياة ممتازة".

فيديو قد يعجبك: