إعلان

بعد 23 يومًا من قرار ترامب.. واشنطن تبدأ سحب قواتها في سوريا

04:20 م الجمعة 11 يناير 2019

القوات الامريكية في سوريا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

ثلاثة وعشرون يومًا مرّت على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، لتبدأ القوات الأمريكية، مساء الخميس، في سحب معداتها من مواقع تمركزها من شمال شرق سوريا وسط مخاوف من احتمالية عودة تنظيم الدولة الإسلامية وحالة ارتباك أصابت حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة خاصة الأكراد الذي يهددهم هجوم تركي محتمل.

أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق الجمعة، أن الجيش الأمريكي بدأ سحب معدات عسكرية من سوريا. في إطار أول تطبيق للقرار الذي صدر من ترامب في التاسع عشر من ديسمبر الماضي.

وقال المسؤول: "يمكنني أن أوكد حصول نقل لمعدات من سوريا. ولأسباب أمنية، لن أعطي تفاصيل إضافيّة في الوقت الحالي".

كما رفض المتحدث باسم التحالف، شون راين، الإدلاء بأي معلومات حول توقيت ومواقع القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا، بحسب وكالة الأسوشتيد برس الأمريكية.

فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن نحو 10 مدرعات بالإضافة لآليات هندسية انسحبت، مساءً، من القاعدة الأمريكية في منطقة الرميلان بمحافظة الحسكة، دون ذكر تفاصيل عن أنواع المعدات وطرق نقلها.

فيما أكدت دول أخرى من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا كألمانيا وبريطانيا، أهمية استمرار عمل التحالف حتى القضاء على "داعش" نهائيا، مشيرة إلى أن القرار الأمريكي كان بمثابة مفاجأة.

بومبيو يطمئن الحلفاء

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أثناء زيارته القاهرة أمس الخميس، عزم بلاده سحب قواتها من سوريا، لكنه أكد في الوقت ذاته أن بلاده "ستواصل الحرب على تنظيم داعش".

كما شدد بومبيو على أن واشنطن ستعمل بـ"الدبلوماسية" على "طرد آخر جندي إيراني" من سوريا.

أما فيما يتعلق بزيارة بومبيو إلى العراق؛ فقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنه تحدث في لقائه مع رئيس الوزراء والرئيس، حول كيفية دعم الولايات المتحدة لقوات الأمن العراقية "لضمان هزيمة داعش الدائمة".

من جانبها؛ لفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن إعلان ترامب المفاجئ بسحب القوات من سوريا، "أثار ذعر الحلفاء"، مضيفة: "ومن هنا، تأتي جولة بومبيو؛ باعتبارها محاولة لطمأنة الحلفاء".

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن مسؤولين عراقيين (لم تسمهم) طلبوا من وزير الخارجية الأمريكية الإبقاء على القواعد العسكرية في العراق تحسبًا لأي هجوم يشنه تنظيم "داعش" مرة أخرى على الأراضي العراقية.

وتقول الصحيفة إن "المسؤولون العراقيون قلقون من أن يخلق انسحاب القوات الأمريكية في العراق فراغًا قد يستغله داعش".

روسيا تترقب الوضع

وبعد ساعات من تأكيد نبأ الانسحاب الأول للقوات الأمريكية؛ صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن تنفيذ نوايا الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا سيكون "خطوة في الاتجاه الصحيح".

ورغم إشادتها بخطوة الانسحاب، إلا أنها شككت في خطط الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا، قائلة: "لا يمكنني أن أشارككم ثقتكم في انسحابهم لأننا لم نر استراتيجية رسمية حتى الآن".

واستطردت "ننطلق من أن الوحدات العسكرية الأمريكية والأجنبية الأخرى الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي، يجب في نهاية الأمر أن تغادر أراضي هذا البلد".

وتابعت: "نعتقد أنه من المهم أن تنتقل الأراضي التي ستتحرر بعد الانسحاب الأمريكي، إلى سيطرة الحكومة السورية. وبهذا الصدد يكتسب تنظيم الحوار بين الأكراد ودمشق أهمية خاصة".

القوات الكردية

وكان المرصد السوري نشر في ذاك اليوم، أن جهات عليا أمريكية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أن القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج، الأمر الذي كان بمثابة صدمة كبيرة لدى قيادة قوات (قسد.)

واعتبر المرصد أن هذا القرار يتناقض مع الواقع؛ حيث وصلت تعزيزات خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر.

ومنذ إعلان ترامب في نهاية العام المُنصرم بشكل مفاجئ، انسحاب قوات بلاده البالغ عددها 2000 جندي من سوريا، تسود تساؤلات حول مصير وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش".

ويخشى الأكراد في شمال سوريا من أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية إلى تمكين تركيا من شنّ هجوم على المناطق التي يسيطرون عليها، إذ تنظر أنقره إلى الجماعات الكردية المسلحة في سوريا على أنها تشكل تهديدًا لأمنها الوطني.

وترى القيادات الكردية في سوريا أن انسحاب القوات الأمريكية، هو خنجر في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الماضية على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة داعش، وهي منطقة شرق الفرات مع منطقة منبج.

فيما قال مستشار الأمن الوطني الأمريكي جون بولتون، الثلاثاء الماضي، إن حماية الأكراد تعد شرطًا مسبقًا لسحب القوات الأمريكية، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وصف هذه التعليقات بأنها "خطأ جسيم."

لكن وزير الخارجية الأمريكي أكد أن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا لن يُلغى رغم التهديدات التركية.

 

فيديو قد يعجبك: