إعلان

برحيل المستشار الألمانية.. كيف تعيش أوروبا بدون ميركل؟

07:09 م الإثنين 31 ديسمبر 2018

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 كتب - محمد عطايا:

مع إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نهاية أكتوبر الماضي، أن الولاية الحالية ستكون الأخيرة في منصبها كمستشارة لألمانيا، أصيب الاتحاد الأوروبي بالتخبط، نتيجة انتهاء حقبة الشخصية التي تتولى دفة الأمور في القارة العجوز.

وقالت ميركل، إنها اعتزمت عدم الترشح مجددًا لرئاسة حزبها المسيحي الديمقراطي، عقب الخسائر التي منيت بها خلال الانتخابات بولايتي بافاريا وهيسن.

وأعيد انتخاب ميركل كمستشارة في الرابع عشر من مارس الماضي، للمرة الرابعة على التوالي، لكنها مع تراجع واضح في حجم الشعبية.

واجهت ميركل تحديات كبيرة واحتاجت ستة أشهر لإجراء مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في تحالف بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين.

وبعد الهزيمة الكبيرة التي مني بها حزبها في انتخابات البرلمان المحلي بولاية هيسن، قررت ميركل الانسحاب من الحياة السياسية بالكامل بنهاية ولايتها الحالية بحلول عام 2021.

صدمة تضرب أوروبا

بحسب تقرير نشرته مجلة "نيويورك ماجازين"، أرسلت المستشارة الألمانية، موجات صادمة عبر السياسة والاقتصاد العالميين، مع إعلانها قرار التنحي عن رئاسة حزبها، لافتة إلى أنه ذلك يفتح ما يحتمل أن يكون معركة وحشية وأيديولوجية داخل ألمانيا، ويترك فجوة كبيرة في السياسة الأوروبية.

أوضح التقرير أيضًا أن فترة حكم ميركل لافتة للنظر؛ حيث إنها ترأست الحزب لمدة 18 عامًا وكانت تشغل المستشارة في 14 منها، وإذا تمكنت من إنهاء ولايتها الحالية، فسيتم ربطها بالمستشار الراحل هيلموت كول، الذي يعتبر الأب السياسي لميركل، بأنها أكملت أطول فترة خدمة بعد الحرب العالمية الثانية.

وأكدت المجلة الأمريكية، أن السؤال حول كيف يمكن استبدال ميركل في السياسة الأوروبية تبدو إجابته أكثر ضبابية في الوقت الحالي.

وأوضحت أنه خلال العقدين الماضيين، حدّدت ميركل إمكانات الاتحاد الأوروبي.

واستطردت "نيويورك ماجازين"، أن أوروبا والعالم أصبح معتادًا على مواقف ميركل الثابتة بشأن بعض القضايا، أبرزها، أزمة اللاجئين، لافتة إلى أن المستشارة الألمانية، جعلت كل من أوروبا والعالم ينتظرون من برلين مواقفها الثابتة.

وكشفت عن أن الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع النزعة القومية الشعبوية، والأسئلة حول الهوية والهجرة أصبحت محورية في أي تفسير شامل، وتمثل تجربة استجابة ميركل لأزمة اللاجئين في 2015، التي كلفتها سياسيًا، لافتة إلى أن ميركل تتحمل أكثر من أي سياسي أوروبي آخر، مؤكدة أنها تجعل الأزمة السيئة أسوأ، حيث كانت قيمها الإنسانية دائماً في المكان المناسب، لكن سياساتها الاقتصادية لم تكن دائماً كذلك.

المشروع الأوروبي

قال المحلل السياسي، والمراسل الصحفي بفضائية "ZDF"، ستيفان إيهم، إن ميركل تعد هي المحرك الأساسي لسياسات الاتحاد الأوروبي، وبدا ذلك واضحًا في قضايا البريكست، وحل الأزمة الاقتصادية في اليونان واسبانيا.

وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن التحركات التي اتخذتها ميركل في أوروبا لم تكن هي الأساس في تحرك الاتحاد الأوروبي، ولكن كانت تجبر الاتحاد في التوجه بحل المشكلة، مثل قضية اللاجئين، فكانت هي الأساس في إضعاف شعبية المستشارة في ألمانيا، ولكن أجبرت الساسة هناك في التفكر لوضع حلول لها.

واستطرد إيهم، أن سياسات ميركل الأفضل بشكل أجمع للاتحاد الأوروبي كافة، وإن كانت تصيب في بعض الأحيان الدول بالتأزم، مثل أزمة اليونان وإسبانيا وإيطاليا الاقتصادية، حيث أجبرتهم على انتهاج سياسات تقشف اقتصادي عقب الأزمة المالية 2008.

وبحسب تقرير نشرته الكاتبة الصحفية منال لطفي، في جريدة الأهرام منذ أيام، أكدت أن ألمانيا تحولت في عهد ميركل لحجر الزاوية في "المشروع الأوروبي"، والدولة التي لها الكلمة الأخيرة في كل الأزمات الكبرى، من أزمة منطقة اليورو إلى المهاجرين، مرورًا بالبريكست والعلاقات الصعبة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضحت أن إصرار الاتحاد الأوروبي تحت زعامتها على ضبط ميزانيات الدول المتعثرة تحت الديون أدى إلى انتهاج برامج خفض الإنفاق العام وتقشف غير مسبوق في برامج الدعم الاجتماعي، وهي سياسات أدت إلى معاناة ملايين الأوروبيين.

كما أن التقشف أدى إلى إبطاء وتيرة النمو الاقتصادي في تلك الدول مما نجم عنه استمرار أزمات مثل البطالة والتضخم وتراجع مستويات المعيشة.

وعلى النقيض من هذا دعم غالبية الألمان طريقة إدارة ميركل لأزمة منطقة اليورو، فآخر ما كانوا يرغبون فيه أن تقدم ألمانيا عشرات المليارات من اليورو لتلك الدول على حساب تكلفة دافع الضرائب الألماني.

 

فيديو قد يعجبك: