إعلان

جنوب السودان... دولة قضت نصف عمرها في حرب أهلية

01:44 م الأحد 09 يوليه 2017

السودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

يشهد اليوم الأحد الموافق 9 يوليو، الذكرى السادسة لاستقلال دولة جنوب السودان عن جارتها السودان، وهي مدة قضت أكثر من نصفها في حرب أهلية اندلعت منذ أواخر 2013، بين القوات الحكومية وقوى المعارضة خلّفت مجاعات وقتل وتشريد.

تمامًا وكما المثل القائل "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، تحِل ذكرى الاستقلال في وقت يُعاني فيه شعب جنوب السودان من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وانعدام الأمن والفقر والأُميّة جنبًا إلى جنب مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، الأمر الذي دفع إلى إلغاء الاحتفال للعام الثاني على التوالي، وفق ما أعلنت الحكومة، عازية الأمر إلى أسباب مالية.

وقال وزير الإعلام، مايكل ماكوي، مساء الجمعة، "لن نحتفل بذكرى الاستقلال، لأن هناك أناسا يحتاجون إلى المال الذى كنا سننفقه على الاحتفال"، مضيفًا أن "مجلس الوزراء قرر أنه بدل استخدام هذا المال للاحتفالات علينا استخدامه لغرض أخر إذا توافر هذا المال".

الاستقلال

أعلن جنوب السودان، استقلاله في التاسع من يوليو 2011 بعد أكثر من عقدين من الحرب الأهلية مع دولة الشمال، أفضت إلى استفتاء شعبي جاءت نتيجته لصالح الانفصال.

وفيما يلي أبرز محطات النزاع التي شهدتها جنوب السودان منذ استقلالها عام 2011. وأسفرت عن مقتل الآلاف من المسلحين والمدنيين وتشريد أكثر من مليون شخص، فضلًا عن أزمات اقتصادية وإنسانية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي):

- 9 يوليو 2011: إعلان الاستقلال عن السودان.

- أغسطس 2011: الأمم المتحدة تعلن مقتل 600 في اشتباكات عرقية في ولاية جونقلي.

- سبتمبر 2011: حكومة جنوب السودان تصوّت على اختيار مدينة رامشيل الواقعة في ولاية الوحدة عاصمة مستقبلية.

- أكتوبر 2011: الرئيس سلفا كير يقوم بزيارته التاريخية الأولى إلى الخرطوم منذ الاستقلال، واتفاق البلدين على تشكيل عدة لجان لحل نزاعاتهما الرئيسية، ومقتل ما لا يقل عن 75 شخصًا عندما هاجم متمردو جيش تحرير جنوب السودان مدينة مايوم في ولاية الوحدة.

- نوفمبر 2011: جنوب السودان يتهم السودان بشن غارات جوية على معسكر يدا للاجئين في ولاية الوحدة، والجيش السوداني ينفي مسؤوليته.

- يناير 2011: جنوب السودان يعلن ولاية جونقلي منطقة كوارث بعد فرار نحو 100 ألف شخص من الاشتباكات بين الجماعات العرقية المتنافسة.

- فبراير 2012: السودان وجنوب السودان يوقعان معاهدة عدم اعتداء في مباحثات عدد من القضايا البارزة حول الانفصال، لكن السودان بعد ذلك أوقف تشغيل أنابيب تصدير النفط في نزاع حول الرسوم.

- يوليو 2012: جنوب السودان يحتفل بعيده الأول وسط أزمة اقتصادية متفاقمة وتوتّر مستمر مع السودان.

الحرب الأهلية

اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر 2013، اثر صراع على السلطة بين الرئيس سلفاكير ونائبه المُقال رياك مشار، بعد اتهام الأول للأخير التخطيط للإطاحة به.

فيما نفى مشار ذلك واتهم خصمه بالسعي إلى إقصاء خصومه السياسيين، وتلت ذلك حركة اعتقالات واسعة شملت العشرات من قادة الحركة ووزراء في الحكومة، وتزامن ذلك مع انعقاد مجلس التحرير (الهيئة العليا عسكريا وسياسيا في الحركة الشعبية)، فهاجم سلفاكير في هذا الاجتماع نائبه المُقال هجوما عنيفا، وانتشرت بعده إشاعات باعتقال مشار فاندفعت مجموعة من أنصاره في الحرس الوطني إلى إطلاق النار احتجاجا، فاندلعت مواجهات ضارية، بحسب موقع "الجزيرة".

وفي عام 2016 شهدت البلاد فترة قصيرة الأجل من السلام، انتهت بفرار مشار من البلاد، وفق ما ذكرت (بي بي سي).

وفي أغسطس 2016 اندلع قتال عنيف بين فصائل متناحرة في جنوب السودان بالقرب من بلدة ياي الاستراتيجية، جنوب غربي العاصمة جوبا، حسبما قال شهود، وفي يوليو من العام نفسه اشتبكت القوات الموالية للرئيس سالفا كير والقوات الموالية لمشار في جوبا، الأمر الذي دفع بالأمم المتحدة للموافقة على نشر أربعة آلاف جندي إضافي لحفظ السلام لدعم قواتها الموجودة في البلاد بالفعل.

وفي نهاية عام 2016، حذّرت الأمم المتحدة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في جنوب السودان، وقالت ياسمين سوكا بلجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان: "هناك بالفعل عملية مطردة من التطهير العرقي الجارية في عدة مناطق من جنوب السودان من التجويع والاغتصاب الجماعي وحرق القرى".

وفي فبراير 2017، تجدّد القتال في جنوب السودان بعد أن اندلعت اشتباكات حول "ملكال" بالمنطقة الشمالية المنتجة للنفط، بين القوات الحكومية ومقاتلين موالين لزعيم المتمردين رياك مشار، الذين يلقون اللوم على بعضهم بعضًا في العنف، بحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني.

وتسبّب اندلاع القتال في تشريد أكثر من 3 ملايين شخص وفرار الناس من ديارهم، عابرين الحدود إلى أوغندا المجاورة، وزاد هذا من تطور وضع اللاجئين في المنطقة، الذي أصبح مقلقًا للغاية، وفي الوقت الراهن يفر الناس بأعداد كبيرة من مناطق النزاع، حتى الأطفال يعانون من مساوئ النزوح والفرار.

اتفاق هشّ

في يناير 2014، وُقِع اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه انتُهِك عدة مرات، وأُخفِقت مفاوضات إضافية في إنهاء أعمال عنف شرّدت ما يزيد عن مليون شخص.

في 17 من أغسطس 2015، جرى التوصل إلى اتفاق سلام وقّعه مشار في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا. ونض على وقف إطلاق النار وتقاسم للسلطة، وفي الـ26 من الشهر نفسه وقع سلفاكير الاتفاق معبرا في الوقت نفسه عن "تحفظات جدية" عن بنود فيه.

وفي 26 أبريل 2016 وصل مشار إلى جوبا، حيث أقسم اليمين الدستورية نائبا للرئيس، وهو المنصب نفسه الذي كان تسلمه بين يوليو 2011 ويوليو 2013، وفي 29 أبريل 2016 شكّل مع سلفاكير حكومة وحدة وطنية، بحسب موقع "سودان تريبيون".

غير أن هذا الاتفاق لم يفلح في إنهاء الحرب بين قوات سلفاكير ومشار، إذ استمر القتال المتفرق بين قوات سلفاكير ومشار.

ووسط النزاع الذي ما يزال مستمرًا بين الجانبين، هدّدت الأمم المتحدة بفرض حظر على السلاح إذا لم تتعاون الحكومة. وأيّدت دول الجوار إرسال قوات إضافية إلى جنوب السودان في محاولة لإنهاء الصراع ومنع انتشاره في المنطقة.

وأعلنت حكومة جنوب السودان، أمس السبت، رفضها إعادة التفاوض حول "اتفاقية السلام" الموقّعة مع المعارضة المسلحة، في أغسطس 2015.

وقال أكول فول كورديت، نائب وزير الإعلام، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة جوبا، السبت: "الحكومة ترفض أي محاولة لإعادة فتح التفاوض حول اتفاق السلام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان