إعلان

 كل هذه النخب، كل هذا الخراب..؟!

د. أحمد عبد العال عمر

كل هذه النخب، كل هذا الخراب..؟!

د. أحمد عبدالعال عمر
07:14 م الأحد 31 يوليو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

السؤال الاستنكاري التعجبي الذي يتضمنه عنوان هذا المقال، جاء على لسان الكاتب الراحل الأستاذ سعيد الكفراوي، في مقال نشره بمجلة دبي الثقافية عام 2009.

وقد قرأت هذا المقال في حينه، ولا يزال السؤال الذي طرحه بشجاعة ملفتة، يتردد صداه في رأسي إلى اليوم، بعد أكثر من عقد على طرحه، وبعد كل ما مرّ به الوطن العربي عامة، ومصر خاصة من ثورات وأحداث ومتغيرات.

الفكرة الجوهرية للمقال، هي رصد التناقض الصارخ بين الكثرة العددية للأكاديميين في كل التخصصات العلمية، والمثقفين، والسياسيين، ومشاهير ونجوم المجتمع الذين يبدون في الظاهر في صورة النخبة المميزة، والذين يحرصون على تسويق أنفسهم على أنهم كذلك، وبين حجم تراجعنا وتدهورنا العلمي والفكري والثقافي والفني والحضاري والسياسي في الواقع، وحجم الخراب والفساد في النفوس والمجتمع ومؤسسات الدولة، وقت كتابة المقال عام 2009.

وفي حقيقة الأمر، فإن هذا المقال يتضمن دعوة مهمة لنقد الذات لم يلتفت إليها أحد في حينها، ولا يزال الكثيرون من أهل النخبة والسلطة غافلين عنها لليوم؛ رغم أن المجتمع والنخبة والدولة كانوا في أشد الحاجة لممارسة النقد الذاتي بعد ما كشفته لنا ثورة 25 يناير من خراب وتشوّه في النفوس والعقول والوعي والمؤسسات والاقتصاد.

وبعد أن فشلت النخبة المصرية على أصعدة متعددة في القيام بدور إيجابي يُذكر في صناعة توجهات المجتمع والدولة، وبعد أن فقدت على نحو غير مسبوق دورها ومكانتها وقدرتها على التأثير في وعي وثقافة وخيارات المصريين.

وهذا يدعونا اليوم، ونحن على مشارف الحوار الوطني الجامع، لطرح هذا السؤال التعجبي الاستنكاري المأساوي من جديد، لنقول: كل هذه النخب، كل هذا الخراب؟!

من أجل تجديد الدعوة للنخبة المصرية على كل الأصعدة لممارسة نقد الذات والتجربة، لمعرفة لماذا فقدت مكانتها، وفشلت في القيام بدورها ووظيفتها. ومن أجل دراسة كيفية صناعة النخبة في مصر، ودور مؤسسات الدولة الوطنية في ذلك، لكي لا نكرر الماضي بأخطائه من جديد، بإعادة إنتاج نفس النخب الفارغة في جوهرها، البراقة في مظهرها.

تلك النخب التي لا تهتم إلا بمصالحها ومكتسباتها الشخصية، والتي تصنع فيما بينها قبليات وجماعات مصالح ومراكز قوي جديدة، دون أن تُقدم أي قيمة مضافة للمجتمع والدولة.

ودون أن تصبح قوة صانعة لتقدمهما. ودون أن تكون درعًا قوية لحماية مكتسبات ومصالح الدولة الوطنية المدنية، وحماية ثوابت أمنها القومي والاجتماعي والاقتصادي، وحمايه ثوابت ثقافتها وهويتها.

إعلان