إعلان

ما تعرفه الرئيسة شينباوم

سليمان جودة

ما تعرفه الرئيسة شينباوم

سليمان جودة
07:00 م الأحد 21 ديسمبر 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كلاوديا شينباوم، رئيسة المكسيك، أنها دعت منظمة الأمم المتحدة من مقرها في نيويورك إلى التدخل سريعًا لوقف إراقة الدماء في فنزويلا. والقصد بالطبع أن يبادر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى منع الولايات المتحدة الأمريكية من مهاجمة الأراضي الفنزويلية.

والذين يتابعون ما يجري في منطقة الكاريبي على الشاطئ الغربي للمحيط الأطلنطي حيث تقع فنزويلا، يعرفون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يحشد قواته هناك منذ فترة، وأنه يهدد بالتدخل البري ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ويدعوه إلى ترك السلطة!

مبرر الرئيس ترمب أن إرسال المخدرات من الأراضي الفنزويلية إلى الولايات المتحدة لا يتوقف، وأن ذلك يدمر الشباب الأمريكي، وأن تدخله هو لوقف تدفق المخدرات إلى بلاده. وهذا بالطبع كلام غير دقيق لأن الواقع لا يصدقه.

ذلك أننا حتى لو افترضنا أن المخدرات الفنزويلية تتدفق على الأراضي الأمريكية بالصورة التي يتحدث بها ترمب، ففي إمكان السلطات الأمريكية المعنية أن تمنع دخولها، وأن تشدد من وجود قوات حرس الحدود الأمريكية على المنافذ.

ولو كان كل بلد سيقرر غزو بلد آخر تأتي منه المخدرات وتتسلل أو تتسرب عبر الحدود، فإن نصف العالم سوف يغزو نصفه الآخر.

ولذلك، فحديث سيد البيت الأبيض عن المخدرات مجرد لافتة تتخفى وراءها أسباب أخرى هي الأسباب الحقيقية، ومن بينها الأطماع الأمريكية في نفط فنزويلا التي تملك من الاحتياطي ما يصل إلى ٣٠٠ مليار برميل. وكما ترى فالرقم ضخم للغاية، ويجعل لعاب ترمب يسيل وهو يسمع عن وجود احتياطي بهذا الحجم في باطن الأراضي الفنزويلية. وليس النفط وحده هو السبب، فهناك احتياطي من الغاز لا يقل في ضخامته عن النفط، ويصل إلى ١٩٥ تريليون قدم مكعب، وإلى جوار النفط والغاز، توجد الأرض الخصبة التي تصل مساحتها إلى ٣٠ مليون هكتار، أي ما يعادل ٧٥ مليون فدان!

هذه أرقام حقيقية كانت قد وردت على لسان الرئيس الفنزويلي نفسه، وكان ذلك عندما تكلم مع وكالة الأناضول أول نوفمبر شارحًا خلفية ما يجري أمامنا.

ولأن الرئيس ترمب يجسد الفلسفة البراجماتية كما يقول الكتاب، ولأنها فلسفة نفعية عملية في الدرجة الأولى، فإن ترمب قد صبغ إدارته كلها بهذه الفلسفة وبما تدعو إليه، وليس من الغريب أن يبدأ بفرض حصار على ناقلات النفط من وإلى فنزويلا، وأن يرفع لافتة المخدرات أمام العالم، وأن يظل يخفي الأسباب الحقيقية وراء هذه اللافتة.

الغريب أن تدعو الرئيسة شينباوم الأمم المتحدة إلى التدخل، مع أنها تعلم أن عين الأمين العام جوتيريش بصيرة وأن يده قصيرة!

إعلان

إعلان