برلماني: استقبال وفد حماس بالقاهرة يؤكد ثوابت مصر التاريخية تجاه فلسطين
كتب : نشأت علي
مجلس النواب
أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن استقبال مصر لوفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية للتشاور بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يعكس بوضوح الثقل السياسي والدبلوماسي للقاهرة ودورها المحوري في إدارة الملف الفلسطيني على مدار عقود. وأوضح أن هذه الخطوة تأتي رغم التصريحات الأخيرة للحية بشأن أوضاع معبر رفح، وهو ما يثبت أن مصر تتعامل مع القضايا الكبرى بمنطق الدولة المسؤولة، واضعة مصلحة الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار.
وقال "محسب" إن استقبال الوفد في هذا التوقيت الحساس يبعث برسالتين؛ الأولى للأطراف الفلسطينية بضرورة تغليب لغة الحوار والتوافق من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، والثانية للمجتمع الدولي بأن مصر ستظل الراعي الأمين لأي جهود تهدف إلى تحقيق التهدئة ووقف نزيف الدم في غزة. وأشار إلى أن تصريحات الحية حول معبر رفح يجب أن تُقرأ في إطار الظروف الاستثنائية التي تمر بها غزة، مؤكداً أن مصر لم تتخل يومًا عن دورها في تسهيل عبور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، بل كانت دائمًا المبادِرة بفتح قنوات الاتصال مع الأطراف الدولية والمنظمات الإغاثية لتأمين دخول الغذاء والدواء للمدنيين.
وأوضح وكيل لجنة الشئون العربية أن استقبال الوفد في القاهرة رغم تلك التصريحات يعكس نضج الموقف المصري وقدرته على الفصل بين المواقف السياسية المؤقتة والثوابت الاستراتيجية. وأكد أن الجهود المكثفة التي تبذلها مصر مع جميع الأطراف المعنية للعودة إلى مفاوضات التهدئة هي جزء من رؤية متكاملة تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وشدد "محسب" على أن مصر تدرك حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل التصعيد المستمر، ولهذا تضع على رأس أولوياتها وقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لعملية سياسية حقيقية تفضي إلى استعادة الحقوق المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب السياسة الخارجية المصرية، وأن القاهرة ستواصل العمل بلا كلل لدعم الشعب الفلسطيني، سواء عبر التحركات السياسية والدبلوماسية، أو من خلال الدعم الإنساني والإغاثي، مشددًا على أن الثوابت المصرية تجاه هذه القضية غير قابلة للتغيير أو المساومة، وأن مصر ستظل السند الرئيسي للشعب الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه.