إعلان

بين مؤيد ومعارض.. تفاصيل أزمة أغلفة روايات نجيب محفوظ

11:15 م الثلاثاء 12 يوليو 2022

كتب- مصراوي:

أثار طرح أغلفة عدد من روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، في نسختها الجديدة التي أصدرتها دار ديوان للنشر، الفائزة بحقوق الملكية الفكرية لأعمال أديب نوبل، جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية.

والأغلفة الجديدة لروايات: اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، أفراح القبة.

وجراء ذلك ثار الجدل بين مؤيد ومعارض للأغلفة الجديدة التي رآها البعض مباشرة، ورآها آخرون لا تعبر عن مضمون الأعمال، وأيدها عدد من الجمهور؛ وقارن الجمهور بين الأغلفة الجديدة وأغلفة مكتبة مصر التي رسمها الفنان التشكيلي الراحل جمال قطب، وأغلفة دار الشروق التي قدمها الفنان الكبير حلمي التوني.

ونستعرض في هذا التقرير وجهة نظر الرأيين المتعارضين في الأغلفة الجديدة، وإن كانت جميع الآراء تصب في اتجاه الاحتفاء بتراث وأعمال وسيرة الأديب الكبير صاحب جائزة نوبل.

من جانبه أكد الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة رفضه للأغلفة الجديدة، وقال في تصريحات لمصراوي: مكتبة ديوان دار كبيرة وتستورد كتبا كثيرة ومن الطبيعي أن يشاهدوا ويتابعوا كيف تتطور الأغلفة في العالم، كان يجب أن يتصرفوا بحكمة أكثر من ذلك ويقومون بتشكيل لجنة لأن هذه الأغلفة ليست ملك المؤلف أو الدار وإنما ملك الجمهور باعتبارها مادة بصرية يتم طرحها على الناس في الشارع ولذا يجب مراعاة أمور كثيرة جدا.

وأضاف عبلة: الأغلفة سيئة جدا بصريا لأنها قديمة ومملة وليست مناسبة، فضلا عن أنها ترجمة مباشرة؛ فاللص يقابله مسدس وهكذا؛ وغير ذلك من الأغلفة التي تم طرحها، ولا يتصورون أنهم إذا أخذوا حقوق نشر أعمال نجيب محفوظ أنهم أخذوا حقوقنا أيضا، وهناك شيء يسمى الذوق العام والتطور خصوصا أنها دار نشر كبيرة، وأتمنى تدارك الأمر من خلال تنظيم مسابقة لشباب الفنانين أو الاستعانة بكبار الفنانين

أما الكاتب أحمد القرملاوى مدير النشر فى دار «ديوان» فقال: هذا الجدل الذي أثير حول الأغلفة متوقع وطبيعي ولم يكن مفاجأة لنا، لأن الجمهور يقابل أي شيء جديد بنوع من المقاومة مثل أي طاقة، ولكننا نراها على الوقت، وهذه الحالة سوف تختفي عندما تصدر مجموعة جديدة أو مجموعتين من الأغلفة التي ستصدر خلال أسبوع أو أسبوعين، بعد أن تتضح الفكرة.

وأضاف القرملاوي: التفكير التقليدي كان سيقودنا إلى إسناد الأمر إلى فنان تشكيلي كبير يصيغ تصور عام وهوية بصرية للأغلفة الجديدة كما حدث مع مكتبة مصر أو الشروق، وهذا كان في ذهننا في بداية الأمر ولكننا عدلنا عنه بعدما فكرنا بطريقتنا وفق أهدافنا من المشروع ورؤيتنا لنجيب محفوظ كشخص وتجربة إنسانية.

وأكمل: هدفنا أن يكون مشروع نجيب محفوظ مجال لمشاركة واسعة من فنانين مصريين شباب نقدمهم من خلال نافذة نجيب محفوظ.

وتابع: رأينا نجيب محفوظ في حياته كان شبه تجربته أو التجربة التي نسعى لتقديمها، كان ملتحم بالجماهير ولا أعرف قاهري لم يقابله في حياته، وكان يتحرك بين الناس ويلتحم بهم ويسمع لكل الناس ويشجع المواهب، حتى أن الكاتب الكبير محمد المخزنجي ذكر لي أن أديب نوبل تحدث عنه في حوار صحفي بدون سابق معرفة بمنتهى الحماس، وهذا هو نجيب محفوظ ورأينا أن يكون مشروعه انعكاس لتجربته.

وواصل: وضعنا تصورًا عامًا لأغلفة نجيب محفوظ من خلاله يكون هناك نافذة يتبادل عليها أبناء مصر من المواهب الشابة، لأنها تستحق الثقة والدعم والفرصة.

وقال القرملاوي: "الجدل مخيف وأنا شخصياً ليس لدي مشكلة في ذلك، وما أزعجني هو أننا نعمل مع شباب صغير بعضهم يصل سنه نحو ٢٥ عاما، ولذلك حرصت على أن أكلمهم بنفسي كلهم وأطمئنهم، بألا تهتز ثقتهم في أنفسهم لأنهم وضعوا كل جهد وحب وموهبة، والمشكلة أن الشيء المختلف يجد مقاومة".

ولفت إلى الانتهاء من ١٢ غلافًا في المرحلة الأولى، يشارك بها ٤ فنانين كلهم شباب أكبرهم ٣٥ عاما.

وحول شرط الدار للمشاركة في تصميم الأغلفة قال القرملاوي: اشترطنا عليهم كلهم أن يقرءوا النص بالكامل ونناقشهم فيه وننور لهم بعض الأجزاء التي يمكن أن تكون خافية عليهم وعملنا ذلك بأسلوب حيوي جدا، وتشاركية كبيرة بين فريق النشر، وتوصلنا لهذه النتائج التي سعدنا بها جدا، وما كشفنا عنه هي أغلفة الفنان محمد مصطفى يليه فنانة مصرية شابة ثم فنان شاب آخر، ثم فنانة وفنان آخرين، ومن هنا تكتمل الرؤية من وراء المشروع.

فيديو قد يعجبك: