إعلان

مدير الترميم بالمتحف المصري يكشف تفاصيل نقل مركب خوفو الثانية

08:38 م الجمعة 20 أغسطس 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

شغل نقل مركب خوفو الأولى من موقع اكتشافها بمنطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير، العالم كله بداية الشهر الجاري، بعدما نفذ اللواء عاطف مفتاح المشرف على المتحف المصري الكبير، عملية النقل باحترافية شديدة، وسط تحذيرات كثيرة من المتخصصين في مصر والعالم، خشية تدمير أقدم أثر عضوي في العالم كله يعود إلى ما يزيد على 4600 عام.

وخلال السطور التالية، وبعد أسبوعين من نقل المركب الأولى، حاور "مصراوي" الدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، والمشرف على ترميم مركبي الملك خوفو، الذي كشف أهم تفاصيل نقل مركب خوفو الثانية..

- ماذا عن مشروع ترميم وإستخراج أخشاب مركب خوفو الثانية؟

يعتبر مشروع ترميم وإستخراج أخشاب مركب خوفو الثانيه واحد من أكبر مشاريع الترميم والتي تعبر عن أوجه التعاون المثمر بين اليابان ومصر ويتم بالتعاون مع وزارة الآثار وجامعه واسيدا اليابانيه وجامعه هيجاشي نيبون الدوليه وبدعم هيئه التعاون الدوليه (الجايكا)، وهو يهدف إلى رفع القطع الخشبيه الخاصه بالمركب الثانيه من داخل الحفرة والعمل علي ترميمها وإعاده تجميعها لكي يتم عرضها داخل قاعه خاصه بالمتحف المصري الكبير.

- متى بدأ التخطيط للعمل بمركب خوفو الثانية؟

بدأ التخطيط فى عام 1987، حيث تم الاتفاق بين هيئة الأثار وكانت تابعة لوزارة الثقافة، والجمعية الجغرافية الأمريكية على عمل مشروع لتصوير محتويات الحفرة الثانية دون المساس بمحتوياتها أو حدوث تغيير في مناخها وبيئتها، وإدخال الأجهزة القياسية لمعرفة الحرارة والرطوبة داخل حفرة المركب، وقام المهندس "بوب مورس" المتخصص في تكنولوجيا الحفر بتصميم الجهاز الذي سيستخدم في ثقب الحفرة دون المساس ببيئتها أو تسريب الهواء إلى داخلها.

- ومتى بدأ العمل الفعلي في المشروع؟

بدأ فريق العمل المصري الياباني في مصر العمل بمشروع مركب خوفو الثانية منذ عام 1992 وحتى الآن، ووضعت الخطة المقترحة لهذا المشروع بالكشف عن المركب ثم ترميم وتجميع أجزاءها ثم نقلها للعرض بالمتحف المصري الكبير في قاعة خاصة بها.

- وما الأعمال التي تمت في المشروع؟

في عام 2008 تم وضع خطة عمل خاصة بسير العمل فى المشروع وتتضمن عدة مراحل رئيسية، في المرحله الأولى، تم تجهيز الموقع بعمل تغطيه "هانجر" تحيط بموقع الحفرة كاملًا وبجواره أماكن لبناء معمل ترميم ومخازن، وبداخل الهانجر الكبير تم عمل تغطية "هانجر" صغيرة على حدود الحفرة فقط لتقييد الظروف البيئيه للحفرة عند رفع البلاطات الحجرية التى تغطى حفرة المركب، وفي عام 2010 تم رسم مساقط أفقية لسور الهرم المحيط والذى كان يغطى الحفرة، ثم تم عمل توثيق للسور الأثري باستخدام الليزر سكان بالتعاون مع أكاديمية مبارك للعلوم، وبعد الانتهاء من تسجيل وتوثيق السور تم فكه ورفعه وإعادة بنائه على بقايا امتداد نفس السور فى المنطقة غرب الهانجر وتم عزل السور القديم عن السور الذى تم نقله بإستخدام طبقه من البلاستيك.

- وماذا عن المرحلة الثانية من المشروع؟

بدأت المرحلة الثانية عام 2011، وتم رفع الغطاء الحجرى الذي يغطي حفرة المركب ويقدر بعدد 44 كتلة حجرية "غطاء حجري" كان يغطي حفرة المركب وتتراوح أوزانها بين 11 إلى 18 طنًا وتم وضعه خارج الحفرة، كما تم ضبط درجة الحرارة والرطوبة داخل الهانجر قبل بدء أعمال الرفع، تلى ذلك عزل سقف حجرة الدفن بألواح خشبية معالجة كيميائيًا تم استيرادها من اليابان للحفاظ على معدل الحرارة والرطوبة، ويتم وضع الألواح الخشبية فور رفع الغطاء الحجري، كما تم إنشاء وتجهيز معمل للترميم ومخزن مؤقت بالموقع لحفظ اخشاب المركب بعد معالجتها لحين إعادة التركيب.

- وكيف وجدتم حالة أخشاب المركب بعد آلاف السنوات من صناعتها؟

في المرحلة الثالثة من المشروع والتي بدأت عام 2012، أخذنا عينات من الأخشاب لإجراء كافة التحاليل العلمية والمعملية عليها فى مصر واليابان، من أجل تحديد مظاهر التلف المختلفة وتحديد أنواع التلف الميكروبيولوجي متمثلا في الإصابات الفطريات والحشرية التى توجد بالأخشاب وعلى نتائج تلك التحاليل سوف يتم وضع خطة الترميم المناسبة لبدء العمل فى ترميم ومعالجة أخشاب المركب مع الانتهاء من تجهيز معمل الترميم والمخزن الخاص بالأخشاب بالموقع لتكون جاهزة قبل البدء في أعمال الترميم.

- وما طبيعة العمل الجاري الآن في المركب الثانية؟

نستكمل الآن المرحلة الرابعة التي تم فيها رفع الأخشاب من حفرة المركب إلى معمل الترميم وبداية ترميم وتقوية الأخشاب قبل إعادة التركيب، وبالفعل تم عمل الدراسة التجريبة اللازمة لتقييم مواد التقوية التي سوف تستخدم في أعمال التقوية وتم التوصل إلى المواد التي تم استخدامها في أعمال التقوية، كما تم عمل ااختبارات التقادم على هذه المواد ودراسة الاختبارات المعملية لها لااستنتاج مدى نجاحها وما هو تأثيرها بعد مرور مائه عام علي عمليات التقوية بهذه المواد، كما تم التوثيق اللازم لجميع الطبقات التي يتم رفعها باستخدام تقنيه التصوير ثلاثي الأبعاد 3d laser Scanning، وفي نفس السياق تم البدء في أعمال الترميم الأولي والتدعيم للقطع المتدهوره داخل الحفرة قبل رفعها والبدء في اجراءات الترميم داخل المعمل، فيما يتم عمل رسم يدوي وتوثيق باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد لكل قطعه بعد إنتهاء المرحله الأولي من الترميم، تمهيدا لتجميع المركب باستخدام البرامج الحاسب الآلي قبل البدء في تجميع المركب علي الواقع.

- وكم عدد الأخشاب التي تم استخراجها من الحفرة وكيف سيتم الحفاظ عليها بعد استخراجها؟

بالفعل لقد تم استخراج ما يقرب من 1700 قطعةً خشبية كانت موجودة داخل الحفرة مقسمة على 13 طبقة، بعد القيام بعمليات التأمين لها، بتغليفها بالورق الياباني كوسيلة تقوية وحماية أثناء عملية الرفع، وتم تسجيلهم داخل المعمل وتحديد الحالة الراهنة لهم وتم عمل ترميم أولي لعدد 1600 قطعة، وتم نقل 1392 قطعة خشبية إلى مخازن المتحف المصري الكبير.

- وما تفاصيل الخطة المستقبلية للمشروع وكم يتوقع أن يستغرق العمل في تجميع المركب الثانية؟

يهدف المشروع بعد أن تم استخراج جميع القطع من داخل الحفرة والانتهاء من المرحلة الأولي من الترميم نهاية مارس الماضي، تمهيدا لبدء العمل في المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي وتجميع المركب بالمتحف المصري الكبير، ومن المتوقع استغراق هذه المرحله حوالي 4 سنوات كي تكون المركب جاهزة للعرض.

- أين سيتم تجميع المركب الثانية؟

سيكون العمل فى تجميع المركب الثانية داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد بالمتحف الكبير، حيث تكون الزيارة أولا للمركب الأولى ثم مشاهدة أعمال تجميع المركب الثانية داخل مبنى المتحف، ونقوم بالتعاون مع الجانب اليابانى متمثلا في جامعة هيجاشي نيبون الدولية برئاسة عالم الآثار الياباني الدكتور ساكوچي يوشيمورا بإعداد خطة تجميع المركب ودراسة الحامل الإستانلستيل الحامل لأخشاب المركب، وكذلك الطرق العلمية الأخرى التي تضمن تجميع المركب بالأسلوب الأمثل.

فيديو قد يعجبك: