إعلان

قائد الدفاع الجوي: سماء مصر محرقة لأي عدو يفكر في المساس بها

12:24 م الثلاثاء 30 يونيو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد سامي:

أكد الفريق علي فهمي، قائد قوات الدفاع الجوي، الحرص على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكن قوات الدفاع الجوي من أداء مهامها بكفاءة عالية، من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى، مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها في القوات المسلحة، بالاستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة.

وفي تصريحات للمحررين العسكريين، خلال لقاء بمناسبة مرور 50 عاما على بناء حائط الصواريخ في الثلاثين من يونيو عام 1970، والذي يتواكب مع الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيو المجيدة، شدد قائد قوات الدفاع الجوي على أن سماء مصر محرقة لكل عدو يفكر المساس بها.

وتحتفل قوات الدفاع الجوى بذكرى "أسبوع تساقط الفانتوم"، ووجه الفريق على فهمي، في هذه المناسبة الشكر باسمه واسم قادة وضباط وضباط صف وجنود قوات الدفاع الجوى للقادة والضباط والجنود الذين شاركوا في صناعة هذا التاريخ العظيم، ولكل من يشارك ويساهم مع قوات الدفاع الجوى في الاحتفال بالعيد الخمسين لقوات الدفاع الجوى.

وأشار قائد قوات الدفاع الجوى، في كلمته، إلى أن قوات الدفاع الجوى فور صدور قرار إنشائها قامت بالتخطيط والتدريب للتصدي للعدو الجوي، وبذل رجالها الأوفياء جهودهم وحشدوا كل الطاقات، وسابقوا الزمن لبناء المواقع والتحصينات، ولاستكمال إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط الضربات والهجمات الجوية المعادية المستمرة.

وقال إن يوم الثلاثين من يونيو 1970 يوم عظيم في تاريخ العسكرية المصرية يذخر بالبطولات والأمجاد والفخر لرجال قوات الدفاع الجوى، ويمثل الإعلان الحقيقي عن اكتمال بناء حائط الصواريخ بسواعد رجال وأبطال الدفاع الجوى، وبدأ تساقط طائرات العدو الجوى، معلنة بتر ذراعه الطولى، وكسر إرادته لاختراق سماء الوطن، وقدرة مصر على أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال.

واتخذت قوات الدفاع الجوى من هذا التاريخ ذكرى وعيداً يُحتفل به كل عام فهو يعتبر البداية الحقيقة لحسم انتصار أكتوبر المجيد، وقال إن احتفال قوات الدفاع الجوى اليوم هو بمثابة الوفاء والإجلال لكل شهداء قوات الدفاع الجوى الذين ضحوا بأرواحهم حتى تعلوا الرايات خفاقة دليلاً على العزة والكرامة والقدرة على التحدي وتأكيداً للنصر.

وقدم الفريق على فهمى الشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل ومصابي العمليات الذين سبقوا في تولى المسئولية، وأدوا واجبهم بتفان وإخلاص، وأفنوا حياتهم لرفعة شأن مصرنا الغالية، وحملوا الأمانة فى عزة وشرف، وسطروا تاريخاً يشرفهم، وتتعلم منه الأجيال القادمة فاستحقوا منا كل تقدير واعتزاز.

كما توجه بالتحية لرجال الدفاع الجوى حماة سماء مصر ودرعها الواقي وعينها الساهرة، المرابطين في ربوع الوطن الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن سماء الوطن وقدسيته لا فرق عندهم بين سلم وحرب. كما قدم الشكر والعرفان لشعب مصر الوفي الذي أنجب هذه الكوكبة من أبنائه، رجال قوات الدفاع الجوى الأوفياء الذين تحملوا الكثير من التضحيات والمشاق طوال فترة خدمتهم بالقوات المسلحة للعمل على رفعة شأن هذا الوطن .

وأكد الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى للفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي أن رجال قوات الدفاع الجوى يعاهدون الله أن يظلوا مرابضين فى مواقعهم، يواصلون الليل بالنهار، حتى تظل قوات الدفاع الجوى قادرة على مجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات للدفاع عن هذا الوطن. وقال: هذا الشعب الذى يستحق أن يزهو ويفتخر بقواته المسلحة التي كانت وستظل دائماً بإذن الله درعاً للوطن وسيفاً على أعدائه.

كما وجه الفريق على فهمى تحية شكر وإجلال وتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكداً أن رجال قوات الدفاع الجوى يجددون العهد لسيادته أن يظلوا دوما جنوداً أوفياء حافظين العهد مضحين بكل غال ونفيس، وأن يحفظوا للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعاً لأمتنا العربية .

واستعرض الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى النبذة التاريخية لقوات الدفاع الجوى ودورها ومهامها، وقال إن قوات الدفاع الجوى المصرية أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وعقب حرب 1967 ومع رفض مصر للهزيمة، أدركت القيادة العسكرية أهمية إنشاء قوات الدفاع الجوى في القوات المسلحة المصرية ، تحمل مسئولية وشرف الدفاع عن سماء مصر، وأُسند إليها مهمة قطع الذراع الطولى للعدو الإسرائيلي، ومنع اختراق طائراته غرب القناة ، وصدر القرار الجمهوري رقم (199) فى الأول من فبراير 1968 ، بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة .

وتواصل قوات الدفاع الجوى عملها تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات ( فانتوم ، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة وفى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ .

ومع استمرار التدريب الواقعي فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو عام 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيليين. وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم. واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام1970 عيداً لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة ، حيث استطاعت مصر أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال ومنعت طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.

وحائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية بإمكانيات توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة.

وتم إنشاء هذه المواقع وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها فى ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده.

ودرس رجال الدفاع الجوى حائط الصواريخ من خلال خيارين الخيار الأول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والخيار الثانى الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء)، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له وهكذا ، وهو ما استقر الرأي عليه، وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو.

وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدي، ومنع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس.

وخلال خمسة أشهر ( إبريل ، مايو ، يونيو ، يوليو ، أغسطس ) عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج وفرض الإرادة العسكرية على جبهة القتال، ما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجرز ) لوقف إطلاق النار اعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات، وتضع في عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 وتثبت وتؤكد للعالم أنها قوة ولدت عملاقة وتستحق أن تتخذ من 30 يونيو عيداً لها.

أما عن دور قوات الدفاع الجوى في حرب أكتوبر 73، فكانت فى مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور. وبدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.

وتم إعداد وتجهيز رجال قوات الدفاع الجوى لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالي واكتساب الخبرات القتالية العالية وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970.

ونجحت قوات الدفاع الجوى في حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الالكتروني (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ومقتل جميع من كانوا عليها من العلماء والمتخصصين فى الحرب الإلكترونية.

واستمر استكمال تسليح القوات من خلال إدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام -6 ) في عام 1973 ، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل توفير الدفاع الجوى عن جميع الأهداف الحيوية (سياسية، واقتصادية، وقواعد جوية ومطارات، وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية).

وفى اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973، هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري، توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر، تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ونجحت في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، ونتيجة لذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.

وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973، نفذ العدو هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنه لم يجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.

وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوى الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بها نتيجة لامتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات القتالية التي أدت إلى حسم مركز ثقل القوات الجوية للعدو الإسرائيلي مما جعل (موشى ديان) يعلن في رابع أيام القتال قائلاً ( وثمة مشكلة أخرى تواجه طيراننا، فهي عاجزة عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية ) وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 ( أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ... ثقيلة بدمائها ) .

وتعتبر منظومة الدفاع الجوى من المنظومات الأكثر تعقيداً فى مكوناتها لقدرتها على توفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية ومنع اختراق العدو الجوى للحدود المصرية وتتكون من عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.

ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى، اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار مختلفة المديات تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية ( م ط ) والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.

ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.

ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذى يشمل على التكامل الأفقى ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة ، والتكامل الرأسى ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.

وتحرص قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات ، المسار الأول هو التعاون العسكرى من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة مثل [ التدريب المصرى / الأمريكى المشترك (النجم الساطع) ، التدريب المصرى / اليونانى المشترك (ميدوزا) ، التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك (كليوباترا) ، التدريب المصرى / الأردنى المشترك (العقبة) ] لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول ، بالإضافة إلى تنفيذ أول تدريب مصرى / روسى مشترك (سهم الصداقة) بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى ، باستخدام المعدات المتطورة القادرة على التعامل مع أسلحة الجو الحديثة ، وظهرت فيه براعة مقاتلى قوات الدفاع الجوى وقدرتهم على استيعاب التكنولوجيا الحديثة المتطورة ، ونظراً للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات ( التدريب ، التطوير ، التحديث ، ....) معنا مثل جمهورية باكستان.

والمسار الثانى هو التعاون فى تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصرى المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد والكليات العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة.

كما يتم تأهيل ضباط الدفاع الجوى من الدول الشقيقة والصديقة بالمنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى المصرية وبما يساهم فى تبادل الخبرات والإعداد المتميز للفرد المقاتل.

والمسار الثالث هو التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة.

وتهتم قوات الدفاع الجوى بجميع مجالات البحث العلمي التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير ما لدينا من أسلحة ومعدات ، ويتواجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين/ الفنيين/ المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بدءاً بإجراء الاختبارات المعملية ، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى.

ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى وظهر ذلك جلياً بتصميم وتنفيذ أول جهاز رادار مصرى الصنع بسواعد ضباط الدفاع الجوى ، هذا بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى ... فهى كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذة المدنيين من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات والإشتراك فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية ويتم إيفاد ضباط الدفاع الجوى إلى الخارج لتدعيم البحث العلمى وتبادل العلم والمعرفه بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة ( الماجستير ، الدكتوراه ) لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم فى دول العالم.

وفى عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ولكن ما يهم قوات الدفاع الجوى هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر .والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية ( الفانتوم ) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل ( تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة ) وقوات الدفاع الجوى لديها اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير إسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.

كما بادرت قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث وخلق أنماط جديدة فى العنصر البشرى من خلال خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية ، بدأت بخطة الرعاية التامة للجنود المستجدين بمراكز التدريب منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد إنتهاء فترة التدريب الأساسى بمراكز التدريب ، وذلك من خلال إستقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند استدعائه بعد نهاية فترة التجنيد ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لاستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة التحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقة لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد إستخدام المعدات الحقيقة وتنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية أثناء فترة التدريب بالإضافة لتوفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لإستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية.

وتولى قيادة قوات الدفاع الجوى الاهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلى الدفاع الجوى فى جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة والميسات المتطورة ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود إلى جانب الرعاية الصحية التى تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة وتوفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة.

وفى إطار تنفيذ توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية للحفاظ على الحالة المعنوية العالية لمقاتليها وأسرهم تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على التحديث والتطوير المستمر للمنشآت والخدمات بدور الدفاع الجوى فى ( القاهرة ، الإسكندرية ، مطروح ، الغردقة ) ، كما يتم إستكمال منشآت القرية الرياضية لقوات الدفاع الجوى بإستكمال إفتتاح باقى مراحل حمام السباحة الأوليمبى وبما يساهم فى دعم المنشآت الرياضية الأولمبية بجمهورية مصر العربية وإفتتاح المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة ذلك الصرح الذى يعتبر قيمة مضافة لدور ونوادى القوات المسلحة.

وقال قائد القوات الجوية إن قوات الدفاع الجوى هي القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية وتمتلك القدرات والإمكانيات القتالية بما يمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة لتأمين الأهداف الحيوية بالدولة وكذا مسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وأن مقاتلى قوات الدفاع الجوى المنتشرين بجميع أنحاء الجمهورية والمرابطين فى مواقعهم يواصلون العمل ليلاً ونهاراً... سلماً وحرباً لحماية قدسية سماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها لتظل الرايات عالية خفاقة ، تحت قيادة الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وفى ظل الزعامة الحكيمة للسيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة.

فيديو قد يعجبك: