إعلان

لا توصي بإغلاق المدارس.. "الصحة العالمية" تحذر مصر من موجة ثانية لـ"كورونا"

09:28 م الخميس 29 أكتوبر 2020

طلاب

كتب- أحمد جمعة:

قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إنه مع بداية جائحة كورونا اتخذت الكثير من الدول قرارًا بالغلق العام، لكننا بشكل عام لا نعتقد حاليًا أن الغلق العام سيكون فعالا إلا في حالة معينة.

وأضافت: "إجمالا ننصح أن يكون هناك تقييم للمخاطر بشكل متواصل حسب المتغيرات بالبيانات الوبائية، وعلى أساسه يتخذ قرار الغلق في بعض المناطق حسب زيادة عدد الحالات ويستحسن أن تتبع البلدان هذا النظام".

جاء ذلك بالمؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم الخميس؛ بشأن تطورات جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19" في إقليم شرق المتوسط.

وتابعت: "منظمة الصحة العالمية، لا توصي بشكل عام باتخاذ قرار غلق المدارس وسط ارتفاع إصابات كورونا على مستوى العالم، بل يكون القرار على مستوى كل دولة وبعد إجراء تقييم للمخاطر داخلها".

وأوضحت أن المرض ضعيف عند الأطفال في عمر المدارس ولا يكون بخطورة عليهم، كما أنه ليس من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على انتشار الفيروس.

وقالت "الحجة": "بشكل عام، لا نوصي بإغلاق المدارس، لكن بعض الدول قررت الإغلاق بسبب زيادة عدد السكان وهناك دول أخرى قررت الخلط بين انتظام الدراسة، والدراسة on line حتى لا يكون هناك تجمع كبير بين الأطفال".

ونوهت إلى أن بلدان إقليم شرق المتوسط اتخذت خطوات لمساعدة الطلاب على العودة إلى المدارس بعد فترة طويلة من الإغلاق، ولاستمرارية التعليم أهميةٌ حاسمةٌ من أجل تعلُّم الأطفال ونمائهم وصحتهم وعافيتهم وسلامتهم.

وشددت "الحجة" على ضرورة الالتزام بتوصيات التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية التي تشمل ارتداء الكمامات وتطهير الأيدي، موضحة أنه يمكن لمن يمرضون بالأنفلونزا الموسمية أن يصابوا بفيروس كورونا في ذات الوقت.

ولفتت إلى أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية لتقليل معدلات الخطورة، مضيفة: "نشجع الناس لأخذ اللقاح هذا العام، ولو حصلنا عليه العام الماضي فلن يكون مفيدًا عدم الحصول عليه هذا العام؛ لأن الإنفلونزا مثلها مثل باقي الفيروسات تتغير باستمرار، واللقاح الموسمي هو الفعال خصوصا للفئات المعرضة والأكثر خطورة للمرض والعاملين بالقطاع الصحي".

وتخوفت منظمة الصحة العالمية، من زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة في مصر، نتيجة التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية ودخول فصل الشتاء.

واستعرض مدير برنامج إدارة المعلومات ببرنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور بيير نيبث، تطورات كورونا في مصر، قائلًا: "منذ بداية أغسطس الماضي، استقر عدد الحالات فوق 100 حالة يوميا في المتوسط، واعتبارا من منتصف أغسطس كان عدد الوفيات مستقرا".

وأضاف: "يبدو أن لدى المستشفيات الطاقة الاستيعابية للتعامل مع الحالات والحالات الحرجة".

لكن "نيبث" أشار إلى انخفاض عدد اختبارات كورونا في مصر مؤخرًا، مضيفًا: "لدينا نسبة مرتفعة من الحالات المكتشفة يتم حجزها في المستشفيات وبالتالي الحالات المنخفضة لا يتم الإبلاغ عنها".

وقال إن "الحالات المكتشفة معناها أن الفيروس لا يزال موجودًا، والوضع تحت السيطرة وفق عدد الحالات المبلغ عنها رغم عدم اتباع إجراءات التباعد البدني بشكل صارم وعدم التزام المواطنين بارتداء الكمامات".

وتابع: "عدم احترام المواطنين لتلك التدابير ربما يعود إلى الشعور بانقضاء الجائحة وعدم الشعور بحالات حولهم، ولكن هذا الوضع مثير للقلق؛ لأننا بصدد دخول فصل الشتاء ونرى أشكالا من التفاعل، ما قد يؤدي لزيادة عدد الحالات بشكل كبير".

وتابع: "من الأرجح ملاحظة زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" داخل مصر خلال الأسابيع المقبلة".

جاء ذلك ردًا على سؤال "مصراوي" بالمؤتمر الصحفي الذي يعقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الخميس المقبل؛ بشأن تطورات جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19" في إقليم شرق المتوسط.

وأضاف "نيبث": "لو نظرنا إلى الوبائيات في كل العالم سوف نلاحظ أننا نرى موجة ثانية وإعادة ظهور للحالات في البلدان التي تأثرت بالموجة الأولى في شهر أبريل مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا".

وتابع: "هناك زيادة في عدد الحالات، لكن الوضع في الإقليم يختلف عن أوروبا باستثناء البحرين وعمان وإيران، ولقد لاحظنا أن الوباء تأخر في البلدان التي نفذت إجراءات صارمة مثل المغرب والأردن".

وأوضح مدير برنامج إدارة المعلومات ببرنامج الطوارئ أن مصر كانت ثاني بلد متأثر في الإقليم بكورونا، وزادت عدد الحالات لتصل الذروة في أواخر يونيو الماضي، ثم انخفضت الحالات بداية أغسطس إلى أقل من 200 حالة يوميًا.

وقال "نيبث"، إن "الاتجاه في الإقليم هو معاودة زيادة الحالات بسبب عودة السفر ورفعت إجراءات الإغلاق وزيادة التفاعل الاجتماعي وبفعل العدد المنخفض فالناس تعتقد أن الجائحة انتهت ونتيجة لذلك لا يتخذون الإجراءات الاحترازية".

ولفت إلى أن العنصر المناخي له دور أيضًا في زيادة عدد الإصابات بالفيروس، مضيفًا: "هناك عنصر مناخي، فمن الأرجح كمثل الأمراض التنفسية أن نرى زيادة عدد الحالات، ومن ثم فمن الأرجح أن نلاحظ زيادة الحالات في الأسابيع المقبلة بمصر".

من جانبه قال الدكتور عبدالناصر أبوبكر، مدير وحدة التأهب لمخاطر العدوى بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مصر لديها القدرة على إنتاج لقاحات كورونا، والمنظمة تعمل معها وتساعدها في تلك المهمة.

وأضاف أبوبكر، أن ما يهم المنظمة هو توفير لقاحات لمحدودي ومتوسطي الدخل، وعليه نعمل في مصر وجميع الدول في إقليم شرق المتوسط على ذلك الأمر من خلال مرفق "كوفاكس"، متابعًا: "وضعنا إطارًا للوصول العادل والمنصف للقاحات الفعالة والمؤمنة، ومصر بالفعل لديها قدرة ونحتاج لتعزيز هذه القدرة، كما أن الحكومة المصرية وضعت هذا من أولوياتها ونتعاون مع وزارة الصحة والوزارات الأخرى؛ لأنه في حال توافرت قدرات إنتاج اللقاح سنساعد في هذا؛ لأنه سيكون إنجازًا".

وأوضح، أن هناك 42 لقاحًا وصلت لمرحلة تجارب سريرية، 10 منها في المرحلة النهائية من التجارب للتأكد من المأمونية والفعالية، ونتوقع أن تتوفر اللقاحات في نهاية هذا العام.

فيديو قد يعجبك: