إعلان

أثري يكشف عن نقوش صلاح الدين الأيوبي في قلاع سيناء

02:11 م الإثنين 09 سبتمبر 2019

صلاح الدين الأيوبي في قلاع سيناء

القاهرة- أ ش أ:

قال الدكتور سامي صالح البياضي المتخصص في الآثار الإسلامية ومدير عام شئون مناطق آثار شمال سيناء بوزارة الآثار، إن النقوش الإسلامية لاتعد مجرد مصادر تاريخية، ولكنها تمثل أيضا أحد الإنجازات العظيمة للفن الإسلامي، حيث تزين كل من المباني الرئيسية والثانوية وكذلك وسائل الإعلام الأخرى مثل شواهد القبور .

جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها اليوم خلال فعاليات مؤتمر "الكتابات والنقوش في العالم الإسلامي" الذى نظمته الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بهدف إعطاء دفعة جديدة لدراسة النقوش الإسلامية من خلال الجمع بين كبار العلماء من مجالات التاريخ والفن واللغة.

وأشار إلى أن النقوش في العصر الأيوبي كانت ذات طابع يتميز بالعروبة الإسلامية، وهو يتناسب تماما مع هذا العصر الذي بدأ فيه استخدام الخط النسخ بدلا من الخط الكوفي، كما أنه من الناحية اللغوية سليم الأسلوب والإعراب، كاشفا عن أهم تلك النقوش في مصر وهي نقش تابوت الإمام الشافعي سنة 574هـ/1178م، ونقش مدرسة "الخبوشاني" سنة 575هـ/ فبراير عام 1180م، والذي يعد أقدم النقوش المنفذة على العمارة بخط النسخ من العصر الأيوبي.

واستعرض أيضا نقوش صلاح الدين الأيوبي في سيناء، حيث تميز هذا العصر بتشييد القلاع وتحصين المدن وبواباتها وبناء المدارس في مصر والشام، وذلك لأنه كان عصر جهاد لطرد الفرنج والدفاع عن هذه البلاد، موضحا أن القلعة كانت أبرز عمائر هذا العصر والأولى من نوعها خاصة في مصر، والمدارس للقضاء على المذهب الشيعي.

كما أشار إلى نقوش صلاح الدين التي تؤرخ لعمارة قلعتي ( صدر وأيلة) في سيناء، فقلعة صدر التي تعرف حاليا باسم قلعة الجندي، استغرقت عمارتها أربع سنوات وثمانية شهور حسب النقوش التعميرية المعروفة حتى الآن، كاشفا عن أقدم نقش فيها وهو نقش المصلى المؤرخ في ذي القعدة 578هـ/ فبراير - مارس 1183م، وآخر نقش هو نقش البوابة الشمالية المؤرخ في جمادى الآخرة 583هـ/ أغسطس - سبتمبر 1187م.

وعن نقوش قلعة أيلة المعروفة حاليا باسم قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون، قال إنه تم اكتشاف أربعة نقوش فيها حتى الآن تؤرخ لعمارة القلعة والأمر بعمارتها والأمراء المشرفين على العمارة، منها نقش المسجد المفقود تاريخه حاليا، ونقش فريد لعمارة فرن لصناعة السلاح مؤرخ في شوال 583هـ/ ديسمبر 1187م – يناير 1188م، ونقش عمارة برج وسور مؤرخ في المحرم 584هـ/ مارس 1188م، ونقش رابع حالته سيئة.

وأضاف أن هذه النقوش منقوشة على الحجر الجيري وحروفها بارزة في قلعة صدر، وعلى الحجر الرملي "النوبي" وحروفها غائرة في قلعة أيلة، ومكتوبة بخط النسخ الأيوبي الخط الرسمي للعمائر الدولة الأيوبية بعد عام 573هـ/1177-1178م، وهي تحمل اسم السلطان صلاح الدين الذي تم في عهده عمارة القلعتين، واسم نواب السلطنة الذين ينوبون عنه في مصر والعمارة، والأمراء المشرفين على العمارة، والقسم الذي تم إنجازه من هاتين القلعتين كالأبواب، الأبراج، الأسوار، الجامع، المسجد، الصهاريج، والفرن.

وتابع قائلا: "لعل أبرز مميزات نقوش قلعة صدر أنها تؤرخ لتسلسل عمارتهما، وهذه النقوش من حيث المضمون بعضها تفسر الحالة السياسية للبلاد".

ولفت إلى أن نقوش صلاح الدين في مصر وسيناء لم يكن عليها توقيع للخطاط الذي قام بتنفيذ هذه النقوش، معربا عن اعتقاده أنها من عمل خطاطين قدموا من بلاد الشام مع صلاح الدين.

وأكد أن نقوش صلاح الدين في قلعتي صدر وأيلة في سيناء قد أرخت لتاريخ الفن الأيوبي، إذ أنها توجد في الغالب مع نقوش حيوانات وطيور ورنوك وشعارات وتتميز بزخرفة هندسية مهمة. ​

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: