في ذكراها.. 100 سنة ثورة 19 - ملف خاص

02:32 م الأربعاء 20 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد- محمد نصار وإسلام ضيف ومحمد مهدي وميرا إبراهيم ومحمد زكريا:

تصوير- روجيه أنيس وعمر هشام وأسماء يسري:

احتفالات هنا وهناك، ومعرض صور يوثق لحظات نادرة لثورة 1919 وزعيمها سعد باشا زغلول، لربما أعادت الذكرى المئوية للثورة سعد زغلول إلى الإذهان، وإرثه الفكري والمادي الذي تركه خلفه ليظل باقيًا على مدار سنوات طويلة.

دائمًا تكون القوة الباقية عبر الزمن هي قوة الفكر وليست قوة المادة، وهذا ما تحدث عنه سعد ونقل عنه الناس "الفكرة لا تموت"، وكانت فكرة "سعد" الرئيسية في الاستقلال بكافة أنواعه، فلا تزال ثورة 1919 هي الثورة الأم لدى الكثيرين، التي استطاعت توحيد كافة أقطاب الأمة على تنوع أيديولوجياتهم وانتمائهم السياسي والديني والفكري، لمناهضة الاستعمار الأجنبي والتخلص من براثن الاحتلال، ورغم ما حل بإرث سعد المادي إلا أن إرثه الفكري لا يزال باقيًا حتى اليوم نراه عبر أحداث ومجريات وثقها سعد بنفسه عبر كتاباته عن تلك الفترة أو تمكن من توثيقها كتاب ومفكرون ومؤرخون ونقلوها عنه.

وبعد 100 عام يقف إرث سعد زغلول المادي صامدًا، ولكن بأي شكل؟ فما بين ضريح يضم قبره يقف جنبًا إلى جنب معه، منزله الذي تحول إلى متحف، يعاني قلة الزائرين فدفاتر زيارات المتحف الذي يضم كافة مقتنيات سعد الأصلية وزوجته ورفقية كفاحه صفية هانم زغلول، تدل على ضآلة أعداد من يتوافدون على المتحف، وبين منزلين أثريين في مسقط رأسه بكفر الشيخ، يعانيان الإهمال عبر سنوات طويلة إلى أن أصبحا في حالة يُرثى لها، يقع تاريخ سعد المادي بين مطرقة الإهمال وسندان النسيان.

رحل سعد وترك خلفه إرثًا لم ترد العائلة الاحتفاظ به، فباعت عزبتين إحداهما في بني مزار بالمنيا، والأخرى في مسجد وصيف، وتوزعت التركة على أفراد عائلة ليست من صلب سعد، المحروم من الإنجاب.