إعلان

فيديو وصور| "حكاية ملحمة".. رحلة إنجاز "أنفاق بورسعيد" (معايشة)

08:30 ص السبت 05 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد سامي:

تصوير- نادر نبيل

على مدار 4 سنوات متواصلة، استطاع 6000 عامل ومهندس من شركتي المقاولون العرب وأروسكوم أن يسطروا ملحمة وطنية عبر عمل مستمر على مدار اليوم لإنهاء حلم كبير وهو "أنفاق بورسعيد" أو كما تم الإطلاق عليها أنفاق 3 يوليو والتي يفتتحها الرئيس السيسي بالتزامن مع ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

الشركات المنفذه للمشروع استلمت موقع العمل بنهاية فبراير 2015، ثم توالى وصول ماكينات حفر الأنفاق، اعتبارا من نوفمبر 2015 حتى مارس 2016، وجرى تجميعها بمواقع العمل بإيدى المهندسين والفنيين والعمال المصريين، تحت إشراف الشركة الألمانية على عملية التركيب وقيادة الماكينات، أثناء أعمال الحفر لمسافة 100 متر.

في أكتوبر 2016، بدأ الحفر بسواعد مصرية 100% بعد التعاقد مع شركات عالمية لتقديم الاستشارات الفنية، لتحقيق قيمة مضافة للمشروع، مثل شركة ARCADIS الهولندية كمكتب استشارى لأعمال التصميمات، وشركة CDM Smith الألمانية كمكتب استشارى لأعمال المراجعة على التصميم والإشراف على التنفيذ، وشركتى CMC الإيطالية وHERRENKNECHT الألمانية للدعم الفنى فى التنفيذ.

ملحمة عمل كبري لإنجاز الأنفاق في زمن قياسي من أجل ربط شرق القناة بغربها لدعم مشروعات التنمية بالمنطقة اللوجستية المخطط لها بمنطقة قناة السويس ولخدمة المنطقة الصناعية التى يجرى إقامتها في الوقت الحالى والمزارع السمكية سواء في منطقة بالوظة أو المزارع الخاصة بهيئة قناة السويس ولتقليل زمن العبور إلى سيناء لدقائق معدودة بعد أن كان تستغرق عدة ساعات في الماضي.

يتوقع أن ينعش المشروع حركة التنمية والتجارة من وإلى سيناء، التى كانت مقتصرة قبل حفر الأنفاق على معديات هيئة قناة السويس، وكوبرى السلام، ونفق الشهيد أحمد حمدي الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من 36 سنة، وكانت تعاني تلك المنطقة من التكدس الشديد، حيث تصل مسافة انتظار السيارات فى بعض الأحيان إلى 5 كيلو مترات.

تحديدات كبرى واجهت تنفيذ المشروع، أولها عندما جرى وضع أنبوب الاختبار على العمق المحدد داخل التربة، فجأة اندفعت ألسنة متواصلة من الغازات، أشار التحليل المبدئي إلى احتمالية أن المنطقة قد تضم حقلا للغاز والذي لو تأكد وجوده فسيتعطل أحد أهم مشروعات التنمية في تاريخ سيناء وهي أنفاق بورسعيد.

أرسلت الشركات المصرية بطلب من وزارة البترول فريقا متخصصا لاستطلاع الأمر، لتؤكد الدراسات النهائية عدم وجود حقل غاز بالمنطقة المحددة ولكن هناك نسبة من الغازات في التربة سيتم إرسال التقرير إلى الشركة الألمانية المصنعة للحفار المصري، تحدي كبير واجه الشركات التي رفضت البدء بالحفر قبل إجراء تعديلات على الحفار ليستطيع العمل داخل تلك التربة المليئة بالغازات والتي لم يعمل حفارها فى ظروف مماثلة من قبل وقد تهدد بتعطل الحفار، والأهم أنها قد تشكل تهديدا على العاملين بداخله وهو ما يهدد سمعة الشركة العالمية إذا ما حدث أي عطل في الحفار.

في جولة "مصراوي" داخل الأنفاق، شرح المهندس روؤف نادي رسمي، مسئول المساحة بالنفق الجنوبي أنه يوجد نفقان الأول الجنوبي والذي يتجه من الضفه الغربية بمنطقة جنوب بورسعيد إلى منطقة سيناء، ونفذته شركة أوراسكوم والشمالي ونفذته شركة المقاولون العرب ويتجه من شرق القناة إلى غربها.

وأوضح نادي أن إجمالي طول النفق الواحد منها 3920 مترا يسبقه 3 كيلو مترات من بوابات العبور وحتى مدخل النفق ثم 2 كيلو من مخرج النفق من الناحية الغربية حتى البوابات، ليصبح مرور الأنفاق منذ البوابات حتى النهاية 9 كيلوات متر ليستغرق المرور داخل الأنفاق من ٥ إلى ٧ دقائق للسيارات بسرعة ٤٠ كيلومترا في الساعة ومن جنوب بورسعيد لشرق التفريعة ١٥ دقيقة.

بمعايير جودة دولية وبأحدث المعدات، وتزويدها بأنظمة أمان تكنولوجية فائقة جرى إنشاء الأنفاق، إذ قال نادي، إن القطر الداخلى للنفق يبلغ 11.4 م، والخارجي 12.6 م، والارتفاع الصافى داخل النفق يبلغ 5.5 م، ويضم حارتين مروريتين كل حارة بعرض 3٫6 متر، وتتراوح المسافة الفاصلة بين النفقين من 17 إلى30 متر، وسمك الجدار الخرسانى للنفق 60 سم، وأقصى عمق لهما من سطح الأرض ٤٢ مترًا، وتم تصميم مداخل ومخارج الأنفاق على انحدار 3.3%.

وأشار إلى أن النفق الواحد يستوعب ٢٠٠٠ سيارة في الساعة، بمعدل عبور ٤٠ ألف سيارة فى اليوم للنفق الواحد، تم الانتهاء من طريق فرعي خارج الأنفاق يربط الأنفاق الجديدة بمحور ٣٠ يونيو،

وأوضح أن إجمالي أعمال حفر الماكينة 1.622.493 متر مكعب من التربة، وأعمال الحفر بلغت مليوني متر مكعب وأعمال تحسين التربة 2.500.000 متر مكعب، والحوائط اللوحية مليون متر مربع، وإجمالي أعمال الخرسانة 1.540.632 متر مكعب، وإجمالي أعمال التسليح 119.496 طن، وإجمال أعمال الحلقات الخرسانية سابقة الصب 276.496 متر مكعب، وتم استخدام ماكينات TBM – 1060 م فى حفر 2860 مترا منها، عبر آلية الحفر المكشوف، إضافة إلى ممرى طوارئ عرضيين.

أنشأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع الشركات الوطنية، المصانع والمحطات المكملة لأعمال التنفيذ بكل موقع، واشتملت على مصنعين لإنتاج الحلقات الخرسانية لتصنيع حلقات تبطين جسم النفق، ومصنعى تسليح الحلقات الخرسانية، ومحطتى توليد الطاقة "قدرة المحطة ٥٦ ميجا وات"، ومحطتى فصل وتنقية البنتونيت "قدرة المحطة 2800 م 3 / ساعة"، ومحطتى خلط الخرسانة، ومحطتى الهواء المضغوط "قدرة 11 بار"، ومحطتى خلط مادة الحقن "قدرة المحطة إنتاج 30 م3 / ساعة من الجروات" إضافة إلى 4 خزانات مياه أرضية "سعة 6000 م 3".

بدروه قال المهندس مينا طارق، أحد المشاركين فى حفر الأنفاق، أن الرئيس كلف بتوفير ماكينات حفر الأنفاق لتكون مملوكة للدولة، لترشيد تكلفة التنفيذ، ووقع الاختيار على الشركة الألمانية (Herrenknechtc) هيرنكنتش، وتم مفاوضة الشركة لتخفيض التكلفة بنسبة 25%.

وأضاف أنه جرى التعاقد مع الشركة على تصنيع وتوريد 4 ماكينات حفر كاملة بالمعدات المساعدة، إضافة إلى تدريب نحو 40 مهندسا إلى جانب قيام الشركة بالمعاونة فى الإشراف على أعمال الحفر.

أما عن مواصفات ماكينة الحفر TBM، كشف طارق، أن وزنها يبلغ 2440 طن، وطولها الكلى 86 مترا، وطاقتها المستخدمة 7000 كيلو وات، وتعمل تحت ضغط 7.5 بار، كما أن بها حجرة إسعافات وطوارئ وإعاشة.

وعن أهم الصعوبات والتحديات التى كانت أمامهم، قال: "تمثلت فى الأرض الطينية غير الثابتة، حيث لم نكن نستطيع الوقوف فقط عليها قبل العمل، خوفاً من أن تبتلع الأرض العمال، ولذلك عدلنا خواص التربة عن طريق خليط من السن والرمل، لجعلها جاهزة فقط لنقل المعدات عليها، واستغرق تجهيز الموقع فقط نحو 10 أشهر.

وواصل: "حفرنا بمعدات عادية 5 بيارات كبرى على أعماق 25 متر، لكى نتمكن من تنزيل وتجميع ماكينة الحفر تحت الأرض، وبدأت عمليات الحفر ووضعنا الحلقات الخرسانية التى كنا ننتجها ونصنعها بمعايير جودة دولية حتى انتهينا منها.

ووصف المهندس مشهد خروج ماكينة الحفر من الجهة الأخرى، بأنه كان أشبه مشهد العبور في حرب أكتوبر بالنسبة لنا.

من جانبه قال المهندس نبيل ميلاد مسئول الكهرباء والمكانيكا بالنفق الجنوبي، إن كل نفق من الأنفاق يحتاج إلى 5 ميجا فولت أمبير، وأنه يوجد محطتطين كبار لتعذية الأنفاق و4 مصادر للكهرباء بمعني أن احتمالية انقطاع الكهرباء شبة مستحيل.

وأردف أنه يوجد 60 كاميرا مراقبة في كل نفق لمراقبة حركة السيارات والأفراد، كما أنه يوجد نظامين لإطفاء الحريق أحدهم " أتوماتيك والأخر "مانويل" حيث يقوم بإعطاء إشارة بمكان الحريق في حالة حدوثه فيتم عزل المنطقة حتي يتم إطفاء الحريق وتنقية الأجواء بشكل سريع عبر 40 مروحة كبري.

وأوضح أنه يوجد 12 سلم هروب طوارئ في كل نفق يتم استخدامهم في حالة الطوارئ، حيث يتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 1000 متر بطول النفق، والتي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ.

وعن المواصفات الفنية للأنفاق، قال المهندس نبيل ميلاد بالمكتب الفنى للمشروع، إن هناك اتصال طوارئ ببوحدة التحكم كل 250 متر بمجرد رفع السماعة يقوم "الكنترول بيلدنج" بالرد لحل أي مشكلة داخل أي نفق.

وأشار إلى تخصيص إذاعة على تردد fm لتوجيه السيارات داخل النفق إذا ما حدثت أى أزمة للسائقين، بالإضافة إلى وجود detocors داخل الأنفاق لقياس الهواء بشكل دائم للتعامل مع زيادة غاز الميثان أو ثاني أكسيد الكربون.

فيديو قد يعجبك: