إعلان

قلب من الورد والحجر.. "هيا غزال" سورية تعرض مأساة شعبها بمنتدى الشباب

06:14 م الثلاثاء 06 نوفمبر 2018

هيا غزال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

حينما اندلعت الحرب في سوريا، كانت الفنانة هيا غزال، التي شاركت بأحد الأعمال الفنية في النصب التذكاري لإحياء الإنسانية، في عمر 14 عامًا، لكن ذاكرتها تحمل كثيرا من المشاهد الدموية، والدمار التى خلفتها الحرب.

حاولت الفنانة السورية الشابة التعبير عن مأساة شعبها وبلدها في رسم صغير في قلب النصب التذكاري للإنسانية.

بابتسامة يتخللها دمع مكتوم تروي هيا لـ"مصراوي"، كيف كانت الأوضاع في بلادها مأساوية فيما مضى: "فجأة صار كل شيء غير مفهوم، أصبح الجميع يقتتلون على السلطة، وفي منتصف كل هذه النزاعات التي أنهكت سوريا وخربتها كان السوريون أنفسهم الخاسر الأكبر منها".

النشأة وسط أجواء النزاع والحرب فجرت بركانا من الإبداع بداخل الفنانة الشابة، فقررت الإلتحاق بكلية الفنون الجميلة، بجامعة دمشق، وتخرجت منها من قسم النحت وعن ذلك تقول: "لم أفقد أحدًا من أسرتي أو عائلتي جراء هذه النزاعات والحرب التي دمرت سوريا، لكن لدي أصدقاء توفوا بسبب الحرب؛ نتيجة صواريخ الهاون التي تتساقط بشكل لا متناهي على وسط المدينة وكافة المدن السورية".

"كانت كل لحظة في حياتنا مهمة أن نلتقي فيها ونطيل الجلوس فلا أحد يدري هل سيتكرر هذا اللقاء من جديد" هكذا تعبر "هيا" عن إحساس الفقد، والشعور الذي يلازم كل سوري حسب وصفها.

وتضيف: "كان الأمر صعب جدًا، أوقات كنت أمر على الحاجز الأمني لأرى أحد العساكر واقفًا لحمايتنا أمام الحواجز التي لا تخلوا منها الشوارع السورية، لكن في المرة القادمة حينما أعبر يكون قد اختفى، واختفى أي أثر له، ولا يسمع عنه أحد".

لم تختلف المنحوتة الذي شاركت بها هيا غزال، في النصب التذكاري لإحياء الإنسانية، والتي كانت عبارة عن قلب من الحجر تخرج منه الورود، عن القلوب الحقيقية لها ولأي سوري، الذين تحول قلبهم إلى الحجر في صلابته، بسبب الحزن على فقيد أو شريد أو مجهول المصير.

تقول الفنانة الشابة: "فكرتي كانت عن الحجر والورد، الورد هو ياسمين الشام، حبيت أعبر فيه عن تراث بلدي، لأنه أكثر شيء منتشر بكل أنحاء سوريا، فكرة الحجر كانت بسبب القلوب القاسية، والحروب اللي خضناها، بسبب الظلم والقهر اللي خلى قلب الإنسان يصير حجر".

وتضيف: "لأن كل شيء له نهاية، ولابد لكل غيمة من المرور مهما طال بقاؤها وعظمت آثارها، جاءت فكرة الورد الموجود في قلب الحجر".

وتكمل: "فكرة الورود التي تبرز من جوانب القلب المتحجر تعبر عن السلام والحرية وكثير من الأشياء التي تعبر عن الأمل والسلام".

وتؤكد أن المغزى الرئيسي خلف هذا المزيج غير المتجانس، بين القلوب والورود، هو الإشارة إلى أن قلب الإنسان مهما قسى لابد له يوما أن يلين.

عن طريق صديقة مصرية، تمكنت هيا من المشاركة في منتدى شباب العالم، الذي وجدت فيه فرصة مناسبة لكثير من الأشياء التي تريدها، ومنها أن تزور مصر للمرة الأولى، إلى جانب المشاركة في مثل هذا الحدث العالمي، وأن تعبر للعالم من خلال فنها عن مدى المأساة التي تعيشها سوريا، والحلم الذي يسعى كل السوريون إلى تحقيقه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان