قفزة كبيرة في شحنات النفط البحرية مع اتساع الإنتاج وزيادة مسافات النقل
كتب : أحمد الخطيب
حركة نقل النفط الخام عبر البحار
تشهد حركة نقل النفط الخام عبر البحار حول العالم قفزة غير مسبوقة، مدفوعة بارتفاع الإنتاج في عدد من الدول المصدرة واتساع المسافات بين مناطق الإنتاج والاستهلاك، ما أدى إلى بقاء الشحنات في البحر لفترات أطول وزيادة كميات النفط العائمة.
ووفقًا لتقرير نشرته الشرق استنادًا إلى بيانات شركة التحليلات فورتيكسا (Vortexa)، فقد بلغ إجمالي النفط الخام والمكثفات المنقولة بحرًا خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر نحو 1.24 مليار برميل، مقابل 1.22 مليار برميل في الأسبوع السابق بعد مراجعة الأرقام، في حين لا تشمل هذه البيانات النفط المخزّن على الناقلات الثابتة التي تبقى في مواقعها لأكثر من سبعة أيام.
إنتاج قياسيًا وتباطؤ في الطلب
يتنامى المعروض النفطي مع عودة دول تحالف "أوبك+" للتراجع عن تخفيضات الإنتاج السابقة، بجانب ارتفاع إنتاج دول خارج المجموعة، خصوصًا في الأميركتين، حيث بدأت جيانا ضخ النفط من حقل بحري جديد، في الوقت نفسه سجل إنتاج الولايات المتحدة مستوى قياسيًّا جديدًا.
ويرى محللون أن تراكم كميات النفط على الناقلات يأتي في وقت يشهد تباطؤًا في نمو الطلب العالمي، وسط توقعات بحدوث فائض قد يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا خلال الأشهر الأولى من العام المقبل، بحسب تقديرات نقلتها بلومبرج.
زيادات الإنتاج في السعودية والإمارات وروسيا
رفع ثمانية أعضاء من تحالف أوبك+ هدفهم الجماعي للإنتاج بنحو 2.5 مليون برميل يوميًا بين شهري مارس وسبتمبر، وجاءت الزيادات الأكبر من السعودية والإمارات وروسيا التي رفعت إنتاجها مجتمعين بمقدار 1.77 مليون برميل يوميًا.
وتشحن أغلب هذه الكميات إلى الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين، في رحلات تستغرق نحو شهر من الشرق الأوسط، وقد تصل إلى ضعف هذه المدة عند الانطلاق من الموانئ الروسية، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرج.
رحلات أطول وطفرة في النقل البحري
أشارت بيانات أوبك إلى أن إنتاج المجموعة ارتفع في سبتمبر إلى 630 ألف برميل يوميًا، وهو أكبر ارتفاع شهري منذ أربع سنوات، بينما بدأت جيانا في نهاية أغسطس تصدير أولى شحنات خامها الجديد من درجة "جولدن أروهيد" مع اقتراب الإنتاج من 250 ألف برميل يوميًا.
وفي المقابل، واصل الإنتاج الأمريكي تسجيل مستويات قياسية متجاوزًا 13.63 مليون برميل يوميًا وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وتسير الشحنات حاليًا مسافات أطول، إذ تتجه ناقلة نفط عملاقة محملة بالنفط الجياني إلى الصين في أول رحلة من نوعها منذ مايو، ومن المتوقع أن تستغرق أكثر من ستة أسابيع ونصف، أي ما يزيد على ثلاثة أضعاف زمن الرحلة إلى روتردام، أكبر وجهة أوروبية لجيانا.
كما اشترت مصفاتان هنديتان شحنات من الخام الجياني، في أول عملية من هذا النوع منذ نوفمبر 2021 على الأقل، وفقًا لبيانات بلومبرج.