إعلان

هل تنفع خلطة أعشاب "كورونيل" في علاج كورونا؟

08:26 م الثلاثاء 02 مارس 2021

طرح كورونيل للبيع في مناطق خارج الهند من بينها بري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيودلهي - (بي بي سي)

علت خلطة أعشاب مثيرة للجدل عناوين الأخبار في الهند، بعد تجدد المزاعم بشأن فاعليتها ضد فيروس كورونا.

وتدعى المادة المنتجة باستخدام هذه الخلطة العشبية "كورونيل"، وقد أعلن عنها مؤخرا بحضور بعض الوزراء في الحكومة الهندية.

بيد أنه ليس ثمة دليل على أن هذه المادة تعمل ضد الفيروس فعليا، وقد أطلقت مزاعم مضللة حول إجازة استخدامها في هذا الصدد.

ما الذي نعرفه عن هذه المادة؟

إنها خلطة من أعشاب مستخدمة في الطب التقليدي الهندي وتبيعها شركة باتانجالي، وهي من أضخم شركات توزيع البضائع الاستهلاكية في الهند، تحت أسم كورونيل.

وقد ظهرت لأول مرة في شهر يونيو/حزيران العام الماضي، عندما رَوّج لاستخدامها معلم يوغا "غورو" شهير يدعى بابا رامديف ووصفها بأنها "علاج" لمرض كوفيد-19 من دون تقديم دليل على ذلك.

وقد توقفت عملية تسويق هذه المادة بعد تدخل الحكومة الهندية، التي قالت ليس ثمة بيانات تُظهر أنها تعمل كعلاج ضد المرض.

بيد أن الحكومة قالت إنها يمكن أن تباع بوصفها مادة "تُعزز المناعة".

وفي 19 فبراير/شباط من هذا العام، أقامت الشركة فعالية ترويجية للمادة حضرها وزير الصحة الهندي الدكتور هارش فاردهان، تكررت فيها المزاعم بشأن: أن هذه المادة تقي من كوفيد-19 وتعالجه.

وأثار حضور الوزير انتقادات من الرابطة الطبية الهندية التي تعد أكبر هيئة تضم الأطباء الهنود.

وقد وصفت الترويج لـ "عقار غير علمي" بحضور وزير الصحة بأنه "إهانة للشعب الهندي" وطالبت الوزير بتوضيح موقفه وهل أنه يدعم استخدام هذه المادة كعلاج.

اتصلنا بوزارة الصحة الهندية للاستفسار عن حضور الدكتور فاردهان لهذه المناسبة الترويجية، لكننا لم نتلق أي إجابة حتى وقت نشر هذه المادة.

ودافعت شركة باتانجالي عن حضور الوزير، قائلة "إنه لم يُقرّ الأيورفيدا (الاسم الذي يطلق على الطب التقليدي في الهند) و لا قلل من أهمية الطب الحديث".

ما هي المزاعم التي أطلقت بشأن كورونيل؟

واصلت الشركة إصرارها على أن منتجها يعمل ضد مرض كوفيد-19.

وقال أتشاريا بالكريشنا، المدير الإداري لشركة باتانجالي، لبي بي سي: " لقد عالج (العقار) وشافى أناسا"من المرض.

وأحالتنا الشركة إلى تجارب علمية تقول إن نتائجها نُشرت في عدد من المجلات المحكّمة. مشيرة على وجه الخصوص إلى دراسة نُشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في مجلة تصدرها مؤسسة "أم دي بي آي" التي مقرها في سويسرا، وقد اعتمدت على تجربة مختبرية.

بيد أن هذه الدراسة أُجريت على الأسماك ولم تخلص إلى وجود دليل على أن كورونيل يمكن أن يعالج فيروس كورونا لدى البشر.

واكتفت بالقول بأن "النتائج قد استخلصت من الدراسة قبل السريرية وتحتاج إلى تجارب سريرية تفصيلية على البشر".

وقال الدكتور مايكل هيد، الخبير في الصحة العامة في جامعة ساوثهامبتون في بريطانيا لبي بي سي: ثمة اختلاف كبير جدا بين إجراء تجارب ما قبل سريرية في المختبر، والحصول على إقرار من الجهات الصحية التنظيمية المسؤولة بأن مادة ما تعمل على البشر.

وأضاف: "يُظهر العديد من العقارات بعض الاحتمالات الواعدة في المختبر ولكن عند تجربتها على البشر لا تعمل، لأسباب مختلفة".

وقد أجريت تجربة على البشر في الفترة بين مايو/أيار ويونيو/حزيران على 95 مريضا من الذين كانت نتائج فحوص إصابتهم بفيروس كورونا موجبة.

وتلقى 45 شخصا منهم علاجا بينما لم يعط للخمسين الباقين أي شيء للمقارنة بين المجموعتين.

وتشير شركة باتاجالي إلى أن نتائج التجربة نشرت في مجلة محكّمة تدعى "ساينس دايركت" في عددها الصادر في أبريل/نيسان 2021 .

وتقول ثمة معدل شفاء بين أولئك الذين أعطيوا كورونيل أسرع من إولئك الذين لم يتلقوه.

بيد أن تلك دراسة تجريبية استطلاعية وعلى عينة صغيرة الحجم، مما يجعل من الصعب الخروج بنتائج راسخة منها، لأن الاختلاف الحاصل في معدلات التشافي قد يعود لعوامل أخرى.

هل أقر استخدام كورونيل رسميا؟

في ديسمبر/كانون الأول 2020، طلبت شركة باتانجالي، ومقرها في ولاية أوتاركهاند تغيير إجازة استخدام كورونيل من مادة "معززة للمناعة" إلى "عقار لعلاج كوفيد-19".

وفي يناير/ كانون الثاني هذا العام، قالت الشركة إنها حصلت على إجازة لمنتوجها بوصفه "إجراءا داعما" ضد كوفيد.

وقد أكد كل من وزارة الطب التقليدي في الهند (المعروفة باسم أيوش) وسلطات ولاية أوتاراكهاند لبي بي سي أن الإجازة الجديدة قد أُصدرت، لكنهما أوضحا معا أنها "لم تكن لاستخدامها كعلاج" لكوفيد.

وقال الدكتور واي أس راوات، مدير مديرية الطب التقليدي وسلطة منح إجازات الاستخدام في الولاية "إن رفع درجة إجازة الاستخدام يعني أن المادة يمكن أن تباع كما تباع مواد الزنك وفيتامين سي أو الفيتامينات المتعددة وغيرها من الأدوية التكميلية".

وشدد على القول "إنه (كورونيل) ليس علاجا".

وأشارت الشركة أيضا إلى حقيقة أنها حصلت على شهادة جودة الممارسة الصناعية التي تقول إنها صدرت "وفقا لبرامج شهادات منظمة الصحة العالمية".

وزعم راكيش كيتال، وهو موظف تنفيذي كبير في الشركة، في تغريدة على تويتر أن "منظمة الصحة العالمية قد اعترفت" بكورونيل، لكنه عاد لاحقا ليحذف تغريدته.

وتمنح شهادة جي بي أم (شهادة تُثبت استيفاء معايير الجودة الصناعية) من أعلى جهة صحية تنظيمية مسؤولة عن إجازة استخدام العقارات والمواد الطبية، تحت برنامج معترف به من منظمة الصحة العالمية، لضمان أن المنتج يلبي المعايير المطلوبة لأغراض التصدير.

وأوضح الدكتور راوات من حكومة ولاية أوتاراكهاند " شهادة جي أم بي لا علاقة لها بفاعلية الدواء. إنها لضمان استيفائه لمواصفات الجودة عند تصنيعه".

وأكدت منظمة الصحة العالمية لبي بي سي " أنها لم ... تمنح شهادة عن فاعلية أي عقار من عقارات الطب التقليدي في علاج كوفيد-19".

ويقول دكتور هيد من جامعة ساوثهامبتون: "ليس ثمة دليل واضح الآن على أن هذا المنتج مفيد في علاج كوفيد-19 أو الوقاية منه".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: