صندوق النقد يزور مصر الأسبوع المقبل.. ملفات ساخنة على طاولة الحكومة
كتب : منال المصري
صندوق النقد الدولي
يبدأ صندوق النقد الدولي زيارة مصر الأسبوع المقبل بهدف إجراء المراجعة الخامسة والسادسة على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري المدعوم منه بقرض بقيمة 8 مليارات دولار والتأكد من تنفيذ مصر الإصلاحات المتفق عليها.
كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قال في وقت سابق أن بعثة صندوق النقد الدولي ستزور مصر أول ديسمبر المقبل لإجراء المراجعة الخامسة والسادسة.
أعلن صندوق النقد في أغسطس الماضي إرجاء اعتماد المراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي ودمجها مع المراجعة السادسة لإعطاء مساحة من الوقت للحكومة المصرية لتنفيذ الإصلاحات المتفق عليها.
وفي حال اعتماد صندوق النقد المراجعتين المؤجلتين سيتيح لمصر استلام 2.4 مليار دولار فور موافقة المجلس التنفيذي للصندوق.
تسلمت مصر على مدار آخر 3 سنوات نحو 3.3 مليار دولار من قرض الصندوق النقد الدولي تضمنت دفعة أولى بقيمة 347 مليون دولار بعد إقرار الصندوق قرض لمصر في ديسمبر 2022 ونحو ملياري دولار على 4 دفعات خلال عامي 2024 و2025.
ما أهم الملفات الساخنة على طاولة الحكومة
يعتمد برنامج الإصلاح الاقتصادي على إصلاح مجموعة من السياسات بهدف وضع مصر على الطريق الصحيح.
أكد صندوق النقد أن مصر أنجزت عدد من الإصلاحات الهامة منها تحرير الدعم على البنزين والسولار واتباع سياسة صرف مرن للجنيه مقابل الدولار وكذلك كبح جماح التضخم.
لكن الصندوق يرى أن مصر لا يزال أمامها عدد من الملفات والإصلاحات الهيكلية لم يتم إنجازها أهمها تخارج الدولة من الأصول لصالح القطاع الخاص وضبط الدين العام والضرائب.
تخارج الدولة من الأصول
طالب صندوق النقد الدولي مصر بضرورة سرعة تنفيذ تعهداتها بالتخارج من الأصول المملوكة لها لصالح القطاع الخاص بهدف تخفيف أعباء المصروفات على الموازنة وجمع إيرادات من النقد الأجنبي لسد الفجوة.
خلال 2022 و2023 تخارجت مصر من بعض الحصص المملوكة لها في بعض الشركات بقيمة 5.6 مليار دولار ولكن تم إرجاء خطة التخارج بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية والإضطرابات بالمنطقة.
ويتمسك صندوق النقد الدولي بضرورة تنفيذ مصر بتعهداتها بالتخارج من قائمة 32 شركة التي تعهدت بالتخارج منها وعدم مزاحمة القطاع الخاص في بعض القطاعات وفق سياسة مليكة الدولة.
في آخر عامين جذبت مصر استثمارات ضخمة على رأسها صفقة تطوير مشروع رأس الحكمة بالتعاون مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار هذه الصفقة ساهمت في خروج مصر من أكبر أزمة نقد أجنبي مرت بها.
والشهر الحالي وقعت مصر مع شركة الديار القطرية صفقة استثمارية لتطوير منطقتي سملا وعلم الروم بمرسى مطروح باستثمارات متوقعة بنحو 29.7 مليار دولار.
تضمن 3.5 مليار دولار ثمن الأرض سيتم تحويلها لمصر في ديسمبر المقبل و26.2 مليار دولار استثمارات بناء المشروع، وفق ما قاله مدبولي في وقت سابق.
سياسة إدارة الدين
يطالب صندوق النقد الدولي مصر بضرورة تقليص الدين العام لتقليل المخاطر المحتملة من خلال جذب استثمارات جديدة والتوقف عن تنفيذ المشروعات.
تتعهد الحكومة بتقليص الدين العام إلى 75% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو 2023.
وأعلن الدكتور أحمد كجوك في بيان له في وقت سابق، أن الدين العام تراجع من 98% في يونيو 2023 إلى 87% من الناتج المحلي الإجمالي في يونيو 2024 ثم هبط إلى 85% في يونيو الماضي.
قال كجوك أن الحكومة تعمل حاليا على السداد أكثر من الاقتراض بجانب تنوع مصادر الدين لتقليل مخاطر التكلفة.
مرونة سعر الصرف
من المقرر أن تضمن مراجعة الصندوق التأكد من التزام البنك المركزي بسياسة سعر صرف مرن للجنيه مقابل الدولار وفق آلية العرض والطلب.
بعد إعلان المركزي بعودة مصر إلى تحرير سعر الصرف في مارس 2024 انخفض الجنيه مقابل الدولار بنحو 60% ليتراجع من 30.94 جنيه إلى نحو 50 جنيها لكل دولار.
من بعد تحرير سعر الصرف شهد الجنيه تقلبات صعودا وهبوطا مقابل الدولار ليستقر تحت الـ48 جنيها بنهاية تعاملات اليوم بفضل زيادة تدفقات النقد الأجنبي من الموارد المختلفة منها السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج والاستثمار الأجنبي غير المباشر في أذون الخزانة.