الجارديان: أيهما أخطر بالنسبة لأمريكا.. روسيا أم داعش؟

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة بالكونجرس الأمريكي والمرشح الرئاسي السابق عن الحزب الجمهوري، يعتبر أن روسيا أخطر من تنظيم "داعش" الإرهابي، مضيفة: "انتقاد ماكين ينم عن شجاعته فقد كان واحدًا من ألد خصوم دونالد ترامب في واشنطن".

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم خبرات ماكين المهنية وشخصيته إلا أن انتقاده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين واعتباره أخطر من "داعش" أثار ضجة بين الخبراء وتسبب في حالة من الجدل حول إمكانية مقارنة بوتين أو أي شخص آخر بمسلحي التنظيم الذي يمارس الوحشية في الشرق الأوسط على نطاق واسعة ويقطع رؤوس من يقفوا في وجهه.

وذكرت الصحيفة أن بعض الخبراء اعتبروا أن تصريحات ماكين التي قالها أثناء جولة له في أستراليا تمثل حجة سخيفة.

وأوضحت الصحيفة أنه يجب أن يتم معرفة المستهدف بالتهديد عندما نحاول تفسير تصريحات ماكين. هل هي الحضارة الغربية كما نعرفها والتي تمثل هدفًا مفترضًا لداعش، أم أن المستهدف بالتهديد شيء آخر؟.

وتابعت: "في الحقيقة، فإن تصريحات ماكين تصلح لشيئين، فهو كان يتحدث من جهة عن الأمن العالمي ومن جهة أخرى عن ديمقراطية الغرب.

ولفتت الصحيفة إلى أنه يوجد اختلاف مع وجهة نظر ماكين للديمقراطية في روسيا ونوايا بوتين الخبيثة تجاه الديمقراطية في كل مكان، مشيرة إلى أن "روسيا بوتين" تشبه السنوات الأخيرة للاتحاد السوفيتي التي شهدت انفتاح على العالم والإنترنت بصورة لم يكن من الممكن الارتداد عليها.

وتابعت: "إذا لم يكن بوتين عدوًا كبيرًا للديمقراطية في الداخل؛ فلماذا يكون هناك فرضية أنها يحاول تخريبها في الخارج أو تخيل أنه يستطيع فعل ذلك"، مضيفة: "رغم الاتهامات التي توجه إلى روسيا والادعاء بأنها تتدخل في انتخابات الدول الأخرى والتلاعب بها، فإن تلك الاتهامات مبنية على الخوف أكثر منها على الأدلة.

ومن ناحية أخرى - تقول الصحيفة - إذا كان هناك تواطئ لتأمين فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن يمكن القول إن ماكين على صواب لأن تزوير الانتخابات في أقوى ديمقراطية في العالم يمكن يمثل الخطر الأكبر على العالم.

وذكرت الصحيفة أن وجود فارق بين هيمنة روسيا العالمية والتهديد الذي يمثله "داعش" حقيقة لا تقبل الجدل، فحتى إذا كانت القوات المسلحة الروسية ليست على مستوى التطور المفترض لها، فإنها تملك قدرات عسكرية هائلة لا يمكن لداعش أن يمتلك قوة تشابهها، مضيفة: "في حالة حدوث مواجهة عسكرية بين روسيا وداعش ستكون الغلبة لروسيا التي من المؤكد أنها تستطيع التفوق على أي عد تقاتله باستثناء أمريكا وربما الصين.

ولفتت الصحيفة إلى حديث ماكين عن روسيا ربما يكون خاطئ في إطار شامل، لكنه صحيح إذا تم التطرق إليه بصورة نسبية خاصة لمن يتم تصنيفهم على أنهم أعداء روسيا التي يمكن أن يخوضوا حربًا في مواجهتها.