إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة المدثر

02:55 م السبت 03 نوفمبر 2018

القرآن الكريم - أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31)}، {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (51) } .. [المدثر: 28*29*30*31*50*51]

(لا تبقي): المراد (سقر)، المذكورة في الآية السابقة.

(تبقي): يعني: تترك منهم شيئًا إلا أهلكته، وجملة (لا تبقي ولا تذر): بدل اشتمال من التهويل الذي أفادته جملة وما أدراك ما سقر.

(لواحة للبشر): صفة ثانية لسقر، والمعنى: مغيرة للبشرات.

(عليها تسعة عشر): يعني تسعة عشر مَلكًا.

(جنود): جمع جند، اسم لما يتألف منه الجيش من أفراد. والمراد: مخلوقاته تعالى الذين سخرهم لتنفيذ أمره، وسموا جنودًا، تشبيهًا لهم بالجنود في تنفيذ مراده سبحانه، (وما هي إلا ذكرى للبشر): الضمير في الآية يعود إلى سقر.

س202: ما معنى قوله: (كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة)؟

(حمر): جمع حمار، والمراد به الحمار الوحشي المعروف بشدة نفوره وهروبه إذا ما أحس بحركة المقتنص له.

(مستنفرة): أى: شديدة النفور والهرب فالسين والتاء للمبالغة.

(قسورة): القسورة: الأسد، سمى بذلك لأنه يقسر غيره من السباع ويقهرها، وقيل: القسورة اسم لجماعة الرماة الذين يطاردون الحمر الوحشية، ولا واحد له من لفظه .وفي تشبيههم بالحمر: مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم بين.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

ـ يصف الحق تبارك وتعالى حقيقة هذه النار التي توعد بها هذا الكافر الشقي فهي نار عليها تسعة عشر ملكًا، يتولون أمرها لا تترك لداخلها عظمًا ولا لحمًا ولا دمًا إلا أحرقته، فتغيِّر ألوان جلودهم، وتسود وجوههم، مع ما يصحب هذا من شدة الألم، ثم يُعادون خلقًا جديدًا فلا تلبث أن تعاود إحراقهم هكذا أبدًا.

ـ وما يعلم عدد جنود ربك أيها الرسول الكريم، ولا مبلغ قوتهم، إلا هو عز وجل وما هذا العدد الذي ذكرناه لك إلا جزء من جنودنا، الذين حجبنا علم عددهم وكثرتهم عن غيرنا، وما سقر التي ذكرت لكم إلا تذكرة وعظة للبشر، لأن من يتذكر حرها وسعيرها وشدة عذابها من شأنه، أن يخلص العبادة لله تعالى، وأن يقدم في دنياه العمل الصالح الذي ينفعه في أخراه.

ـ ويشبه الحق تبارك وتعالى أولئك الكافرين حال فراراهم من الاستماع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإعراضهم عن القرآن، واستماع ما فيه من المواعظ، وإصراراهم على هذا الإعراض والنفور بالحمير التي تفر مسرعة خشية أن يفترسها أسد أو يصيدها رام من الرماة فيقتلها.

فيديو قد يعجبك: