كيف تفرق المرأة بين المذي والمني وهل يلزم تغيير الملابس من رطوبات الفرج؟.. أمين الفتوى يجيب
كتب : محمد قادوس
الشيخ محمد كمال أمين الفتوى
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال فاطمة من أسوان التي قالت: "إزاي أعرف المذي من المني؟ وهل يجب تغيير الملابس الداخلية من رطوبات الفرج؟".
وأوضح الشيخ محمد كمال، خلال حواره ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة" الناس": أن المذي مادة لزجة تخرج عند المداعبة قبل الاتصال الجنسي، ويكون من الرجل ومن المرأة، وحكمه عند جمهور الفقهاء أنه نجس ويجب غسل الموضع الذي أصابه سواء في الثوب أو البدن، لكنه لا يوجب الغسل الكامل وإنما يكفي غسل أثره والوضوء لأنه ينقض الوضوء.
وأضاف أن المني هو السائل الذي يخرج عند اكتمال العلاقة الزوجية وتنتهي به الشهوة، وحكمه أنه يوجب الغسل الكامل، فلا يجوز لمن خرج منه أن يصلي أو يلمس المصحف حتى يغتسل.
وتابع أن رطوبات الفرج أو الإفرازات اليومية التي تصاحب غالب النساء طاهرة وليست نجسة، ولذلك لا يلزم غسل الملابس منها، لكن خروجها ينقض الوضوء فيلزم إعادة الوضوء قبل الصلاة، أما الملابس فتبقى طاهرة وصلاتها صحيحة.
وأكد على أن معرفة هذه الفروق مهمة حتى تؤدي المرأة عبادتها على الوجه الصحيح، فلا تترك الصلاة بغير عذر، ولا تقع في الوسوسة.
لماذا يجب الغسل عند نزول المني مع العلم ان المني طاهرًا؟
يقول الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، بادئ ذي بدء فالأمر تعبدي لله- سبحانه وتعالى-، وما علينا إلا الانقياد والتسليم لأمر الله.
وقال الداعية الإسلامي، في رده لمصراوي: على أن هناك حكمة من وراء ذلك وهي: أن الجنابة توجب للبدن ثقلا وكسلا، والغسل يحدث له نشاطًا وخفة، ولهذا قال أبو ذر لما اغتسل من الجنابة: كأنما ألقيت عني حملا.
ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله:" الاغتسال من خروج المني من أنفع شيء للبدن والقلب والروح، بل جميع الأرواح القائمة بالبدن، فإنها تقوى بالاغتسال، والغسل يخلف عليه ما تحلل منه بخروج المني، وهذا أمر يعرف بالحس.
وأضاف علي في رده لمصراوي: أن الدكتور عبد البديع حمزة، أستاذ علم التلوث البيئي والتسمم البيئي، ووكيل معهد البحوث والاستشارات في جامعة طيبة في المدينة النبوية، حيث كتب بحثا بعنوان : " الإعجاز العلمي في مسمى الجنابة وحكمها الشرعي "، فكان مما قاله في البحث: هناك إفرازات عن طريق المثيرات والمنبهات الحرارية ، وترتبط هذه الإفرازان بالأمور الجنسية، وتعمل جميع هذه الوحدات الإخراجية على إخراج السموم، وما تولد في الجسم من مركبات سامة، لتستقر على سطح البشرة.
وعليه ينبغي ندرك أن السموم التي تخرج بواسطة الغدد العرقية الصغيرة أو الكبيرة لا تذهب عن الجسم ، وإنما تُجنَّب عليه فقط ، حيث تنتقل من موضعها الداخلي إلى موضعها الخارجي ، أي أنها لا تزال موجودة على جسم الإنسان.
ومن هنا تتجلى لنا بوضوح تام المعجزة النبوية والانسجام البليغ في إطلاق اسم الجنابة على المواد التي تخرج من الجسم.
ولا يُتخلص من هذه السموم المتراكمة إلا عن طريق الاغتسال، وقد يتضح مما سبق أن الحكمة في منع الجنب من الصلاة أو مس المصحف أو قراءة القرآن قد تكمن في هذا التغير في جسم الإنسان، والذي أوجبت الشريعة إزالته والتنظف منه.
والخلاصة القول في هذا الأمر أوضح الداعية إن أوامر الشرع تنقسم إلى قسمين:
قسم تظهر حكمته، وقسم تقصر عقولنا عن إدراك الحكمة منه، بمعنى أنه غلب عليه جانب التعبد، ولا يخلو أمر من أوامر الشارع ولا خلق من خلقه من حكمة بالغة وراءه، علمها من علمها وجهلها من جهلها.
وأخيرا فالشارع الحكيم فرض الاغتسال بعد خروج المني ولم يفرضه بعد خروج البول مع أنهما من مكان واحد وعضو واحد، ذلك أن البول عبارة عن فضلة المأكول والمشروب، وأما المني فهو عبارة عن مادة مكونة من جميع أجزاء البدن، ولذا نرى الجسم يتأثر بخروجه، ولا يتأثر بخروج البول، ولذا نرى الإنسان بعد الجماع تضعف قوة بدنه، والغسل بالماء يعيد إلى البدن هذه القوة المفقودة بخروج المني.
اقرأ ايضًا
هل رفع اليدين أثناء الدعاء ثم مسح الوجه بهما بعد انتهائه جائز أم بدعة؟.. الإفتاء توضح
ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل وعدد ركعاتها؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها الرسولُ ﷺ؟.. علي جمعة ينصح