في اليوم العالمي لمنع الانتحار.. هل المنتحر مصيره النار ولا تجوز الصلاة عليه؟
كتب - علي شبل:
اليوم العالمي لمنع الانتحار
دعا الإسلام إلى المحافظة على النفس الإنسانية؛ فجعل حفظ النفس من مقاصده الكلية التي جاءت الشرائع لتحقيقها، وارتقى بهذه المقاصد من مرتبة الحقوق إلى مقام الواجبات، فلم تكتف الشريعة الغراء بتقرير حق الإنسان في الحياة وسلامة نفسه، بل أوجبت عليه اتخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحة بدنه وتمنع عنه الأذى والضرر.
وفي اليوم العالمي لمنع الانتحار، نبرز موقف الإسلام من الانتحار والمنتحر، حيث اتفقت جميع الشرائع على تحريم الانتحار، باعتبار حفظ النفس وصيانتها من الضروريات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع.
ومظاهر دعوة الإسلام للمحافظة على النفس الإنسانية لا تحصى؛ منها: تحريم قتل النفس بغير حق وإنزال أشد العقوبة بمرتكب ذلك؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام: 151].. ومنها: أيضًا تحريم الانتحار؛ قال جلَّ وعلا: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، كما نهى الإسلام عن إلقاء النفس في التهلكة؛ قال تعالي: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]
فما حكم الانتحار وهل المنتحر مصيره النار ولا تجوز الصلاة عليه؟
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، وسددت، في فتوى سابقة، على أنه لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
أمين الفتوى: الانتحار من الكبائر ومعصية تدل على ضعف الإيمان وعدم الصبر على قضاء الله
وكان الدكتور إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أجاب في حلقة سابقة من برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، على السؤال: "هل تُعَدّ المنتحر كافرة ويكون مصيرها النار؟".
وفي بيان الرأي الشرعي في المنتحر، أكد أمين الفتوى أن الانتحار كبيرة من الكبائر ومعصية تدل على ضعف الإيمان وعدم الصبر على قضاء الله وقدره، لكنه لا يخرج صاحبه من الإسلام.
وأوضح عبدالسلام أن المنتحر ليس بكافر، بل يُعامل معاملة سائر المسلمين؛ فيُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه ويُدفن في مقابر المسلمين، ويجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة، مؤكداً أن أمره مفوض إلى الله سبحانه وتعالى، فقد يعفو عنه أو يدخله الجنة مباشرة أو يعذبه فترة ثم يدخله الجنة، وهذا من الأمور الغيبية.
كما أشار إلى أنه يجوز قراءة القرآن وإهداء ثوابه للمنتحر، وكذلك الصدقة الجارية وسائر الأعمال الصالحة، فثوابها يصل إليه ويخفف عنه العذاب. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "سبع يجرى للعبد أجرهن بعد موته..."، مبيناً أن مثل هذه القربات تصل إلى الميت وينتفع بها.
وختم أمين الفتوى مؤكدًا على ضرورة الإكثار من الدعاء والصدقات عن المنتحر، والتماس رحمة الله الواسعة له، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾.
مبروك عطية: المنتحر ليس بكافر والموتى أمرهم مفوض إلى الله
"المنتحر ليس بكافر، بدليل أن المنتحر يصلى عليه ومن يصلى عليه يدعو له المسلمون بأن يرحمه الله"، تصريح سابق للدكتور مبروك عطية، في برنامج "يحدث في مصر" المذاع على قناة إم بي سي مصر الفضائية، مؤكدًا أن لو كان المنتحر كافرًا فلن يصلى عليه ولن يدعو له المسلمون ولا يتم توريثه فالتكفير يترتب عليه أمور كثيرة.
ويؤكد عطية أننا نصلي على المنتحر لأن لدينا احتمالا من اثنين، وهما هل كان يعتقد قبل موته أن الانتحار حرام؟ أو كان يعتقد خطئًا ان الانتحار حلال؟ "فنحن نصلي عليه على اعتبار حسن ظننا به أنه حلال" ورغم ذلك يقول عطية أنه غالبًا ما يكون عالمًا بحرمته لكن وسوس له الشيطان بالانتحار، لكن نتعلم من ذلك أن المسلم لا يتصيد الأخطاء.
وأكد عطية أن المنتحر آثم وليس بكافر وليس لنا أن نحكم بتكفيره، فالموتى أمرهم مفوض إلى ربهم قائلًا: "ربنا قال يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، فانت اشغل نفسك بروحك" وهذا على افتراض أنه سليم العقل تمامًا، يقول عطية، مؤكدًا أن الحالة الوحيدة التي لن يحاسب فيها المنتحر أن يكون قد فقد عقله تمامًا، فالمجنون لو قتل نفسه فليس بكافر ولا آثم ولا مرتكب كبيرة، لأن الله ربط التكليف بالعقل، فالعقل إذا فقد، فلا صلاة ولا حياة ولا موت.
اقرأ أيضاً:
يمنع زوجته من الجلوس أمام أعمامها دون حجاب فما الحكم؟.. أمين الفتوى يجيب
هل السجود في الصلاة للتسبيح فقط ولا يجوز التحدث إلى الله؟.. أمين الفتوى يوضح
5 ردود شرعية على ادعاء بدعية الاحتفال بالمولد النبوي.. يكشف عنها عالم أزهري