إعلان

كيف نغتنم شهر رجب؟.. عالم بالأوقاف يجيب

كتب : محمد قادوس

11:14 ص 22/12/2025

الدكتور أسامة فخري الجندي

تابعنا على

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن شهر رجب يمثل مرحلة الإعداد والتهيئة الروحية، مشيرًا إلى تشبيه بليغ يعكس فقه الزمن في العبادة، حيث يكون رجب شهر الزرع، ويأتي بعده شهر شعبان للسقي، ثم تكون الثمار في شهر رمضان، موضحًا أن هذا التدرج يعلّم المسلم كيف يدخل إلى مواسم الطاعات بقلب مهيأ ونفس مدرَّبة.

وأشار خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة" الناس": إلى أن القرآن الكريم استخدم استعارة الفلاحة في قوله تعالى: «قد أفلح المؤمنون»، ليبين أن الفلاح الحقيقي لا يأتي فجأة، وإنما بعد زرع وبذل وعناية وصبر حتى تظهر الثمار، لافتًا إلى أن من يدخل رمضان دون تدريب في رجب وشعبان قد يصطدم بمشقة الصيام والتراويح وقراءة القرآن، فتكون العبادة ثقيلة على النفس.

وأوضح أن شهر رجب هو مرحلة الإعداد العملي والتدريب، تمامًا كحرث الأرض وإثارة التربة وتهيئتها لتصبح صالحة لاستقبال البذرة، فالأرض إذا لم تُحرث تبقى صماء لا تنبت، أما إذا أُعدّت جيدًا وجد الجذر مجالًا للامتداد وامتصاص الماء، مؤكدًا أن هذا هو المقصود بتهيئة النفس بالطاعات وترك الظلم، مصداقًا لقوله تعالى: «فلا تظلموا فيهن أنفسكم».

وبيّن أن العمل الصالح لا يخرج من الإنسان ولا يعود، بل يخرج ويعود إليه بالنفع في الدنيا وبالثواب الجزيل في الآخرة، مستشهدًا بقوله تعالى: «من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».

وأضاف أن السلف الصالح كانوا يدركون هذا المعنى العميق، مستشهدًا بقول الحسن البصري رحمه الله حين كان يفرح بمن يأتيه طالبًا حاجة، ويقول: «مرحبًا بمن جاء يحمل زادي إلى الآخرة بغير أجره»، موضحًا أن المؤمن الحقيقي لا ينظر إلى النفع العاجل فقط، بل ينظر إلى ما يدخره عند الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن العمل الصالح إذا خرج من العبد عاد عليه بالخير الوفير في الدنيا والآخرة.

اقرأ ايضًا:

هل ورد في الشرع ما يدل على منع الصيام في رجب؟.. الإفتاء تحسم

آخر الأشهر الحُرم.. تعرف على 18 اسماً لشهر رجب لم تسمع بها من قبل

جيل 1 رجب.. قصة يوم غير عادي في حياة السعوديين

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان