إعلان

"معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر".. هل مهّد الرسول قبل وفاته لخلافة أبي بكر؟

03:02 م الأربعاء 08 يونيو 2022

هل مهّد الرسول قبل وفاته لخلافة أبي بكر؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ وَأَخَاكَ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، وَيَقُولُ قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ"...أخرج الإمام مسلم رحمه الله الحديث السابق عن عائشة رضي الله عنها في صحيحه، وهو ما اعتبره ابن تيمية نص صريح في استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، لكن وقبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في الثامن من يونيو عام 632، لم يكن قد كتب شيئًا يخص الخلافة.

وعلى الرغم من أن الحديث مثبت في الصحيحين بعدة صيغ، إلا أن أهل السنة اختلوا في خلافة أبي بكر هل كانت بتوصية الرسول فهي ثابتة نصًا أم باختيار المؤمنين، فاختار الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث أنها ثبتت بالنص الخفي وقال البعض بل الجلي، وذهب غيرهم من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية أنها ثبتت بالاختيار، وفي الحديث السابق نص صحيح على ذلك لكن لم يصلنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتابًا لأبي بكر، وهو ما تفسره رواية مسند أحمد للحديث السابق: " "ادْعِي لِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَكْتُبُ لأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ أَحَدٌ بَعْدِي. ثم قال: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَخْتَلِفَ الْمُؤْمِنُونَ فِي أَبِي بَكْرٍ"

وسواء كانت تلك الخلافة قد صرح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه صراحة، أو ألمح بها، فإنه قد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة إجراءات وقرارات مهدت طريق الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه.

صلاة النبي خلف أبي بكر!

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس حتى قبل وفاته بأربعة أيام، لكن حين اشتد عليه المرض أمر أن يصلي أبو بكر الصديق بالناس، وحكت السيدة عائشة رضي الله عنها حوارها مع النبي بخصوص ذلك، إذ كانت تخشى على أبيها من هذا لأن الناس لن يحبوا أحدًا يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم، فحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي أبو بكر بالناس، قالت عائشة: يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ، ضعيف الصوت ، كثير البكاء إذا قرأ القرآن ، قال ‏:‏ مروه فليصل بالناس ‏.‏قالت ‏:‏ فعدت بمثل قولي ، فقال ‏:‏

إنكن صواحب يوسف ، فمروه فليصل بالناس ، قالت ‏:‏ فوالله ما أقول ذلك إلا أني كنت أحب أن يصرف ذاك عن أبي بكر ، وعرفت أن الناس لا يحبون رجلاً قام مقامه أبداً ، وأن الناس سيتشاءمون به في كل حدث كان ، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي بكر ‏.

وحين شعر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحسن، خرج للمسجد ليصلي، وحين رآه أبو بكر قدمه للإمامة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليه بأن يستمر كما هو، وصلى خلفه.

ليست الصلاة وحدها

نقلت كتب الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صرح في أكثر من موقف أن أبا بكر رضي الله عنه ينوب عنه، فأخرج البخاري ومسلم أخرج البخاري ومسلم عن جبير بن المطعم رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: أرأيت إن جئت، ولم أجدك. كأنها تقول الموت، قال صلى الله عليه وسلم: "إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَائْتِي أَبَا بَكْرٍ"، وعلق الشافعي على ذلك أنه دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر رضي الله عنه، وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه قال: "بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سله: إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ فأتيته، فسألته، فقال: إِلَى أَبِي بَكْرٍ".

وبينما يرى الفريق الذي يؤكد أن خلافة أبي بكر جاءت بنص صحيح صريح عن النبي، أن هذه الأحاديث أدلة ذلك، يرى الفريق الآخر أنها تعتبر من دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ اختار المسلمون بأنفسهم أبا بكر حين اختير للخلافة، ولم يحدث أن اختلف عليه أحد.

فيديو قد يعجبك: