إعلان

في ذكرى وفاته.. قصة إسلام "سلمان الفارسي" وآية كان سببًا في نزولها وضريحه بالمدائن

04:06 م الأربعاء 15 سبتمبر 2021

قصة إسلام سلمان الفارسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل في مثل هذا اليوم، السادس من شهر صفر، ذكرى وفاة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، الذي كانت قصة إسلامه رحلة طويلة للبحث عن دين الحق، إذ ولد مجوسيًا واجتهد فيها حتى كان خادمًا لنار المجوس فكان لا يجعلها تخبو ساعة، وعلى الرغم من محبة والده له، ومن حبسه أياه كالجواري في المنزل حسبما يروي، إلا أنه تنقل بين البلاد باحثًا عن دين الحق.

رحلة سلمان من المجوسية إلى الإسلام

لو أدركوك صدقوك واتبعوك.. هكذا أخبر سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن ماتوا قبل أن يلقوه، ولم يحالفهم الحظ مثله بأن يصلوا أخيرًا إلى محطة النهاية في رحلة البحث عن دين الحق..

بدأ سلمان رحلته من قريته بأصفهان، فاعتنق المسيحية، وظل ينتقل من بلدة لأخرى طالبًا الدين والعلم، حتى ذهب إلى الشام بعدما نصح من أهل بلده من النصارى بملازمة رجل دين هناك، ثم حين توفي أوصاه برجل من الموصل، فحين توفي أوصاه برجل في عمورية، حتى قال له الأخير وقت وفاته: "لا أعلم أحدًا اليوم على مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبي، يبعث بدين إبراهيم الحنيفية، وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة"، يقول سلمان أنه رحل بعدها إلى بلاد العرب ليبحث بينهم عن النبي، لكن يقدر به العرب الذين صاحبوه في رحلته ليباع لرجل يهودي في البلد الذي قصده، ثم يبيعه مرة أخرى ليهودي من بني قريضة، وهناك، يقابل سلمان الفارسي أخيرًا ما كان يبحث عنه، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليعتنق دين الحق.

ويروي سلمان الفارسي تلك القصة حتى لقى الرسول صلى الله عليه وسلم ويحكي سلمان لقاءه بالرسول قائلًا: "فلما أمسيت ، وكان عندي شيء من طعام ، فحملته وذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء ، فقلت له : بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابا لك غرباء ، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد ، فهاك هذا ، فكل منه .

قال : فأمسك ، وقال لأصحابه : كلوا . فقلت في نفسي : هذه خلة مما وصف لي صاحبي .ثم رجعت ، وتحول رسول الله إلى المدينة ، فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به ، فقلت : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية . فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكل أصحابه ، فقلت : هذه خلتان. ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه ، فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف .فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت إلى الخاتم فعرفته ، فانكببت عليه أقبله وأبكي".

كان لرحلة سلمان أثر كبير عليه، فلم ينس أصحابه حين وصل للنبي صلى الله عليه وسلم، بل أخبره عنهم، فقال: كانوا يصومون ويصلون ويشهدون أنك ستبعث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان هم من أهل النار، فاشتد ذلك على سلمان، فقال: لو أدركوك صدقوك واتبعوك، وفي ذلك أنزل الله سبحانه وتعالى قوله: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

ضريح بالمدائن واعتداء من الإرهابيين


في المدائن بالعراق، يرقد جسد سلمان الفارسي الصحابي الجليل رضي الله عنه، فهناك ضريح سلمان، ومعه حذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري، في مسجد تاريخي بني بطراز مغربي مع ملمح من العمارة العثمانية والعباسية على حد سواء.

ترتفع قبة المسجد حوالي 17 مترًا ويبلغ قطرها ثمانية أمتار، وله منارتان بارتفاع 23 متر تقريبا، أما مساحة باحة المسجد فتبلغ حوالي 50 ألف متر مربع، وكان في زمنه الأول لا يتجاوز حوالي الأربعة آلاف متر، ويحتوي المسجد بداخله على ضريح الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه كما سبق وأشرنا، وقد تعرض المسجد إلى قذف صاروخي من الجماعات الإرهابية عام 2006 إذ قام جماعة من الإرهابيين باقتحام الضريح وقتلوا حراسه ثم قاموا بتفجير مرقده.

ولّاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته المدائن، وظل بها حتى توفى في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 36 هـ وبها دفن.

ضريح سلمان الفارسي

فيديو قد يعجبك: