إعلان

في ذكرى استشهاده.. كيف تحققت آخر دعوات الخليفة عمر بن الخطاب؟

03:09 م الثلاثاء 27 أغسطس 2019

هنا دفن عمر رضي الله عنه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

"اللهم قتلًا في سبيلك، ووفاة في بلد نبيك".. تلك الأمنية التي كان يتمناها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حياته، وقد أثارت عجب حفصة ابنته رضي الله عنها حين سمعته يدعو بها فسألته: وأني يكون هذا؟ فقال لها بيقين المؤمنين: "يأتي به الله إذا شاء"، وفي العام الثالث والعشرين من الهجرة، وفي مثل هذا اليوم الموافق 26 من ذي الحجة، تحققت دعوته فاستشهد في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤم الناس في صلاة الفجر وكان يقرأ في الركعة الأولى سورة يوسف أو سورة النحل حسب رواية عمرو بن ميمون، وكبر، فسمعه يقول "قتلني الكلب" حين طعنه أبو لؤلؤة المجوسي، وطعن كل قابله حتى طعن ثلاثة عشر رجلًا وعندما أدرك أنه لا فرار له طعن نفسه، وقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتقديم عبد الرحمن بن عوف للصلاة، فكان من حول عمر رضي الله عنه فقط هم من رأوا ما حدث له أما بقية الناس في المسجد فلم يعرفوا ماذا حدث.
رغم جرحه الغائر ونزيفه الشديد، لم تفت صلاة الفجر عمر، فصلاها رضي الله عنه وهو مثقل بجراحه، ثم كان أهم ما شغل باله وقتها هو من الذي قتله؟ يقول ابن كثير في البداية والنهاية "وحمل عمر إلى منزله والدم يسيل من جرحه - وذلك قبل طلوع الشمس - فجعل يفيق ثم يغمى عليه، ثم يذكرونه بالصلاة فيفيق، ويقول: نعم.ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها. ثم صلى في الوقت، ثم سأل عمن قتله من هو؟
فقالوا له: أبو لؤلؤة، غلام المغيرة بن شعبة.
فقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الإيمان، ولم يسجد لله سجدة".

مع اتساع الفتوحات الإسلامية دخل الإسلام كثير من الناس من أعراق مختلفة، ودخلت بلاد المسلمين ديانات مختلفة أيضًا، فالفرس، الذين دخل الإسلام أرضهم، بقى بعض منهم على مجوسيته، كأبي لؤلؤة المجوسي، وكان غلامًا للمغيرة بن شعبة، وكان قد أضمر لعمر رضي الله عنه القتل، فانتظره في المسجد ووضع السم بطرف سكينه كي يضمن وفاته، فطعنه في كتفه وفي خاصرته.

حكمة عمر- رضي الله عنه- في منع السبايا من دخول المدينة

كان موقف عمر من سبايا الأقطار المفتوحة غاية في الحكمة، حيث كان يرفض في خلافته الإذن لهم بدخول المدينة المنورة، عاصمة الدولة الإسلامية، فكان يمنع مجوس العراق وفارس، ونصارى مصر والشام من الإقامة في المدينة إلا إذا أسلموا، لأنه كان يعلم أن المنهزمين حاقدون على الإسلام ويسهل أن يكثروا من الفتن والدسائس له ولأهله، خاصة في عقر داره، حيث مركز الخلافة الإسلامية، لكن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كان لهم عبيد ورقيق من هؤلاء، فكان بعضهم يلح على عمر ليأذن ببعض عبيده للإقامة في المدينة فكان يأذن لهم على كره منه. ففي رواية أن عمر بن الخطاب سأل ابن عباس قائلًا: انظر من قتلني، فجال ساعة، ثم جاء فقال: غلام المغيرة، قال: الصنع، قال: نعم، قال: قاتله الله لقد أمرت به معروفًا، الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنت أنت وأبوك، يقصد العباس، تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة. وتقول الروايات أن العباس كان أكثرهم رقيقًا.

اللحظات الأخيرة في حياة عمر ورؤيا استشهاده

في خطبة الجمعة السابقة لاستشهاده رضي الله عنه، تروي عدة المصادر بروايات مختلفة أنه ذكر رؤية رآها لأًصحابه تتنبأ بمقتله: "حدثنا شريح بن النعمان قال حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : خطب عمر بن الخطاب الناس فقال : إني رأيت في منامي ديكا أحمر نقرني على مقعد إزاري ثلاث نقرات فاستعبرتها أسماء بنت قيس فقالت إن صدقت رؤياك قتلك رجل من العجم".

ويروي ابن عباس رضي الله عنه اللحظات الأخيرة في حياة عمر فيقول: دخلت على عمر حين طعن ، فقلت : أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين ، أسلمت حين كفر الناس ، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك اثنان ، وقتلت شهيدا ، فقال : أعد علي ، فأعدت عليه ، فقال : والله الذي لا إله غيره ، لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.

وقد استشهد، رضي الله عنه، يوم الأربعاء لأربع أو ثلاث بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح، قال الذهبي، وكانت خلافته عشر سنين ونصفًا وأيامًا. وقد دفن رضي الله عنه بجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه بعد أن استأذن في ذلك السيدة عائشة فأذنت له.

قال عنه أصحابه

عندما كان يذكر عمر لعبد الله بن مسعود كان يبكي ويقول: إن عمر كان حصنًا للإسلام، يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلما مات انثلم الحصن فالناس يخرجون من الإسلام.

وقال أبو عبيده بن الجراح رضي الله عنه: إن مات عمر رق الإسلام ما أحب أن لي ما تطلع عليه الشمس أو تغرب وأن أبقى بعد عمر، فقيل له: لم؟ قال: سترون ما أقول إن بقيتم، وأما هو فإن ولي وال بعد فأخذهم بما كان عمر يأخذهم به لم يطع له الناس بذلك ولم يحملوه، وإن ضعف عنهم قتلوه.

فيديو قد يعجبك: