إعلان

"اذكروا محاسن موتاكم".. هل هو حديث صحيح.. وهل تؤثر شهادة الناس في مصير المتوفى؟

05:53 م الأربعاء 26 فبراير 2020

الدكتور عطية صقر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في تصريح خاص لمصراوي، أكدت الدكتورة سحر عزت، أستاذة ورئيس قسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر فرع السادات، أن الحديث المتداول "اذكروا محاسن موتاكم" هو حديث ضعيف، وقالت إن في صحيح البخاري ما يشبه نفس المعنى وهو: "لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا"، وحول ما إذا كان المسلمون شهودا على المتوفى تقول سحر انه لا أحد يعلم من هو مقبول عند الله، "مفيش داعي نجيب في سيرة المتوفى فهو بين يدي الله وهو من يتولى أمره".

وكانت لجنة الفتوى الدائمة بالمملكة العربية السعودية قالت في فتوى سابقة لها إن هذا الحديث غير صحيح، وقالت انه ليس هو نص الحديث، حيث روى أبو داود والترمذي والحاكم والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم"، لكنه غير صحيح؛ حسبما أكدت لجنة الفتوى، لأن في سنده عمران بن أنس المكي ، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

وللدكتور عطية صقر مفتي الجمهورية الأسبق فتوى حول معنى اذكروا محاسن موتاكم وهل يتعارض مع حديث الرسول: ما أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ، ومن قلتم عنه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله فى الأرض.. يقول صقر إن من المشاهد أنه عندما يموت إنسان له شأن فى الدنيا يتحدث الناس عنه إما بالخير وإما بالشر، والحديث بالخير إشادة بذكره وتكريم له ، وتعزية لأهله أن الناس راضون عنه ، والحديث بالشر تشويه لسمعته وإهانة له ، وزيادة ألم على أهله ، وقد يقصد به التشفى الذى يورث الأحقاد التى ربما تؤدى إلى نزاع يحتدم ويشتد وتكون له آثاره السيئة .

وتابع صقر قائلًا: "إن الحديث عن الميت لا أثر له عند الله سبحانه فهو العليم بما يستحقه من تكريم أو إهانة، وقد يكون حديث الناس عنه دليلا ولو ظنيا على منزلته عند ربه، لكن ذلك لا يكون إلا من أناس على طراز معين من الصلاح والإنصاف والتقوى وقول الحق لوجه الحق كالصحابة الذين قال النبى فيهم: (أنتم شهداء الله فى الأرض )".

ومع ذلك، يقول صقر في نص فتواه، أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن يذكر الأموات بالسوء إذا كان ذلك للتشفى من أهله ، فذلك يغيظهم ويؤذيهم ، والإسلام ينهى عن الإيذاء لغير ذنب جناه الإنسان ، ولا يؤثر على منزلته عند الله الذى يحاسبه على عمله . وقد قال صلى الله عليه وسلم فى قتلى بدر من المشركين " لا تسبوا هؤلاء فإنه لا يخلص إليهم شىء مما تقولون ، وتؤذون الأحياء " وعندما سب رجل أبًا للعباس كان فى الجاهلية كادت تقوم فتنة ، فنهى عن ذلك .

وذكر صقر قول بعض العلماء : إن سب الموتى يكون فى حق الكافر وفى حق المسلم ، أما فى حق الكافر فيمتنع إذا تأذى به الحى المسلم - أو ترتب عليه ضرر- وأما المسلم فحيث تدعو الضرورة إلى ذلك ، كأن يصير مات قبيل الشهادة عليه ، وقد يجب فى بعض المواضع . وأضاف صقر أن ذلك قد يكون مصلحة للميت، كمن علم أنه أخذ مالاً بشهادة زور ومات الشاهد ، فإن ذكر ذلك ينفع الميت إن علم أن من بيده المال يرده إلى صاحبه، والثناء على الميت بالخير والشر من باب الشهادة لا من باب السب .

واختتم صقر فتواه قائلًا: "أنه من الأولى أن ينشغل المرء بعيوب نفسه، ولا يتورط فى سب إنسان قد يكون بريئا عند الله ، إلا إذا دعت إلى ذلك حاجة أو ضرورة ، وهى تقدر بقدرها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان