إعلان

إلينوي.. على خطى المعماري فرانك لويد رايت

04:00 ص الأربعاء 15 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ–

يعتبر "فرانك لويد رايت" من رواد المعماريين الأمريكيين ويشتهر بأنه رائد "الهندسة المعمارية العضوية". وتجتذب إبداعاته الهندسية حاليا في شيكاغو والمنطقة المحيطة بها الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم.

وقد قام فرانك لويد رايت (1867-1959) بإنشاء منزله والاستوديو الخاص به في منطقة أوك بارك، والتي أصبحت حاليا ضاحية تقع غرب أكبر مدينة في ولاية إلينوي الأمريكية. وقد تم الحفاظ على هذا المنزل، الذي أتم بناؤه في عمر 33 عاما، كمتحف للمهندس المعماري الشهير، ويمكن للسياح هنا مشاهدة الكثير من الإبداعات, التي قدمها فرانك لويد رايت، وطورها في العديد من المباني الأخرى.

وتهيمن الأشكال الهندسية على تصميم المنزل الصغير، والذي كانت تحيط به الحقول في حياة فرانك لويد رايت، ويظهر المنزل من الخارج مغطى بالألواح الخشبية، وتتداخل الغرف الداخلية مع بعضها البعض، والتي يمكن إعادة تصميمها مرارا وتكرارا.

اللغة التصميمية

وقد ابتكر المهندس المعماري لغته التصميمية في أوك بارك في وقت مبكر، واعتمد عليها لاحقا في الكثير من المباني، ويضم هذا الاتجاه في التصميم الاعتماد على الأثاث الخشبي المدمج والأشكال الهندسية والألواح الزجاجية الرصاصية، كما تضم باقة الألوان العديد من الدرجات اللونية بدءا من الأخضر ومرورا باللون الذهبي ووصولا إلى تنويعات اللون الأحمر، وقد استوحى هذه الألوان الرائعة من المناظر الطبيعية في البيئة المحيطة به.

وأوضح فيليكس جريجس، المرشد السياحي بشركة رايت تراست، التي تنظم جولات سياحية في شيكاغو والمنطقة المحيطة بها، قائلا: "لقد استوحى فرانك لويد رايت الطبيعة في تصميماته الداخلية من خلال الاعتماد على الألوان والأشكال والكثير من الضوء والنوافذ، وقد حاول تصميم المباني بشكل يتناغم مع البيئة المحيطة بها".

ولم يقيم المهندس المعماري الشهير في أوك بارك فحسب، بل إنه عمل أيضا في هذه المنطقة من خلال إنشاء الاستوديو الخاص عام 1898، ولا تقتصر الجولة السياحية في أوك بارك على زيارة متحف فرانك لويد رايت فقط، بل يمكن للسياح استكشاف ما يبلغ مجموعه 18 مبنى سيرا على الأقدام.

مبنى Unity Temple

ومن أبرز المباني، التي يمكن للسياح مشاهدتها، مبنى Unity Temple الضخم كثير الزوايا، والذي شيده فرانك لويد رايت من الخرسانة العارية، وقد أوضح المهندس المعماري سبب اعتماده على الخرسانة بأنها منخفضة التكلفة والميزانية كانت محدودة للغاية ولا تتجاوز 45 ألف دولارا أمريكيا.

وعلى غرار المباني الأخرى فقد أبدع فرانك لويد رايت في تصميم المدخل والأبواب، وفي الردهة يسير السياح عبر ممر مسطح أطلق عليه المهندس المعماري اسم "الدير". ويظهر في المذبح 25 فتحة سقف مصنوعة من الزجاج باللون الأصفر، حتى تبدو الأجواء بأن الشمس مشرقة في الخارج مهما كانت أجواء الطقس متقلبة.

مبنى "روبي هاوس"

ويمكن للسياح أيضا مشاهدة الإبداع في تصميم أبواب المدخل في العديد من المباني الأخرى، مثل مبنى "روبي هاوس"، وهو عبارة عن مبنى سكني في منطقة جامعة شيكاغو، وهو أكثر المنازل المصممة على طراز البراري تطورا، كما أنه يندرج ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.

وقد قام رجل الأعمال الناجح فريدريك روبي بتكليف المهندس المعماري بتصميم هذا المبنى في عام 1908، وكان يهدف إلى إنشاء منزل بأسقف مرتفعة مع الحفاظ على المساحات، بالإضافة إلى تصميم الغرف، التي يقيم فيها الأشخاص لفترات طويلة، بحيث تكون جيدة التهوية ومشرقة ويتم تأثيثها بشكل مريح، وكانت النطاقات، التي من المفترض أن يمر منها الضيوف بسرعة مثل نطاق المدخل، منخفضة للغاية.

ويمكن للسياح مشاهدة مجموعة متنوعة أخرى من إبداعات فرانك لويد رايت في سبرينجفيلد، والتي تعتبر عاصمة ولاية إلينوي؛ حيث كلفت الوريثة الثرية سوزان لورانس دانا المهندس المعماري بإعادة تصميم منزل آبائها المشيد على الطراز الفيكتوري. وأوضح المرشد السياحي مورويا ميكيتو قائلا: "تتداخل هنا الغرف مع بعضها البعض، بحيث تكون على مسافة بضع درجات أو نصف طابق". وقد شمل التصميم أيضا أكثر من 200 نافذة وباب وفتحة سقف مصنوعة من الزجاج الرصاصي.

منزل لوران هاوس

وهناك منزل آخر يقع في مدينة روكفورد، وهي إحدى مدن ولاية إلينوي، ويعد هذا المنزل فريدا من نوعه ومن آخر المنازل، التي أبدعها فرانك لويد رايت. وأوضحت ماريبث بيترسون، نائية رئيس مؤسسة لوران هاوس، قائلة: "قبل تصميم منزل لوران هاوس لم يقم فرانك لويد رايت بإنشاء مبنى خالٍ من الحواجز".

وقد أرسل كينيث لوران، الذي كان يجلس على كرسي متحرك، خطابا إلى المهندس المعماري وطلب فيه كل ما يريد بدقة، ولم يرغب كينيث لوران بناء هذا المنزل لأسباب تتعلق بالوجاهة الاجتماعية، ولكنه أحب الأسلوب، الذي يتبعه المهندس المعماري الشهير.

وعلى الرغم من أن الميزانية كانت 20 ألف دولارا أمريكيا فقط وكان فرانك لويد رايت مهندسا معروفا في تلك الفترة، إلا أنه وافق على تصميم المنزل، الذي كان يمثل تحديا بالنسبة له؛ حيث تم تصميم وبناء كل شيء على مستوى واحد مع الاعتماد على الأثاث المدمج، والذي يمكن الوصول إليه عن طريق الكرسي المتحرك، مع الاعتماد على الألوان البرتقالي والأخضر والأحمر.

ولا يبدو المنزل من الخارج كثير الزوايا مثل المباني الأخرى للمهندس فرانك لويد رايت، ولكن الواجهة الزجاجية بالكامل تأتي بتصميم انسيابي نحو الحديقة، التي تشبه المتنزهات.

فيديو قد يعجبك: