لماذا يحمر الوجه عند الخجل؟.. إليك الإجابة
كتب : مصراوي
لماذا يحمر الوجه عند الخجل؟
احمرار الوجه المفاجئ واحداً من أكثر ردود الفعل البشرية صدقاً وعفوية، إذ يظهر ذلك التوهج الدافئ الذي يمتد من الرقبة إلى الوجنتين بمجرد تعرضنا لموقف محرج، والمفارقة هنا تكمن في أن مجرد إدراك الشخص لاحمرار وجهه، أو سؤال أحدهم له "لماذا خجلت؟"، يزيد من تدفق الحرارة واللون في وجهه بشكل يفوق سيطرته تماماً.
لكن هذا الاحمرار ليس مجرد رد فعل عابر، بل هو عملية فسيولوجية معقدة تختلف حدتها بين الأفراد بناءً على شخصياتهم وتجاربهم.
كيمياء الاحمرار: ماذا يحدث في الداخل؟
بحسب "مديكال إكسبريس"، فإن الاحمرار هو استجابة مرئية لمشاعر الارتباك أو الخجل. فمن الناحية العلمية، عندما تثار هذه المشاعر، ينشط الجهاز العصبي الودي (المسؤول عن الوظائف التلقائية) ويقوم بإفراز هرمون الأدرينالين.
وعلى عكس تأثيره المعتاد في تضييق الأوعية الدموية في الجسم، يقوم الأدرينالين في الوجه بمهمة عكسية تماماً؛ إذ يؤدي إلى ارتخاء العضلات الدقيقة في الأوعية الدموية وتوسعها، مما يسمح بتدفق كميات كبيرة من الدم بالقرب من سطح الجلد، وهو ما يفسر الشعور بالحرارة والوخز.
أصحاب البشرة الفاتحة: يظهر لديهم الاحمرار بشكل جلي وواضح.
أصحاب البشرة الداكنة: قد لا يكون التغيير اللوني مرئياً للآخرين، لكن العملية الفسيولوجية والشعور بالدفء يحدثان بذات الدرجة.
الاحمرار كأداة للتواصل الاجتماعي
رغم أن نظام "الكر والفر" هو المحرك لهذه العملية، إلا أن العلماء لا يعتبرون احمرار الوجه استعداداً لمواجهة خطر جسدي، بل هو إشارة تطورية اجتماعية. فهو يعمل كاعتذار غير لفظي يُظهر للآخرين إدراكنا للخطأ أو مراعاتنا للمعايير الاجتماعية، مما يساهم في:
بناء الثقة: يُنظر للاحمرار غالباً كدليل على الإخلاص والصدق لأنه تصرف لا إرادي لا يمكن تزييفه.
ترميم الروابط: يساعد في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بعد وقوع أي تجاوز أو إحراج.
الاختلافات النفسية: بين الخجل والنرجسية
تتشابه آلية الاحمرار في حالات الغضب أو الخجل، لكن الفرق يكمن في المثير؛ فالغضب ينبع من الإحباط، بينما الخجل ينبع من الوعي بالذات.
وقد كشفت الدراسات عن نتائج مثيرة للاهتمام:
القلق الاجتماعي: الأطفال المصابون به يحمرّ وجههم بشدة عند تلقي مديح مبالغ فيه.
السمات النرجسية: الأطفال الذين يمتلكون تقديراً مبالغاً للذات لا يحمرّ وجههم إلا إذا كان المديح "أقل" مما يعتقدون أنهم يستحقونه، لشعورهم بأن التقدير لم يكن كافياً.
من هم الأكثر عرضة لهذه الظاهرة؟
تعتبر النساء والشباب الفئات الأكثر عرضة للاحمرار، وهو ما يربطه البعض رمزياً بالحيوية والخصوبة. ومع التقدم في السن واكتساب الخبرة، تضعف هذه الاستجابة تدريجياً نتيجة اعتياد المعايير الاجتماعية أو قلة الاكتراث بالتجاوزات البسيطة.
ملحوظة طبية: إذا كان احمرار الوجه مستمراً ولا يرتبط بمواقف عاطفية، فقد يعود لأسباب طبية مثل "الوردية"، الحساسية الدوائية، أو أمراض المناعة الذاتية مثل "الذئبة الحمامية".